الدرس السادس والثلاثون باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 24 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 2242 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

قول المصنف:" عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صُفر، فقال : ما هذه ؟ قال من الواهنة ، فقال : انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا " رواه أحمد بسند لا بأس به ".

هذا الحديث بكل رواياته ضعيف، ضعفه الألباني في سنن ابن ماجه، وغاية المرام، والسلسلة الضعيفة ، وضعيف الترغيب، كما ضعفه شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند للإمام أحمد .

وحيث إن الحديث ضعيف فقد صرفت النظر عن شرحه.

قول المصنف:" وله عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعا " من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ".

الحديث رواه أحمد (16951)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع(5703).

وحيث ثبت ضعف الحديث فقد صرفت النظر عن شرحه.

قول المصنف:وفي رواية "من تعلق تميمة فقد أشرك"، صحح هذه الرواية الألباني في السلسلة الصحيحة(492) بلفظ " من علق تميمة فقد أشرك ".
قوله صلى الله عليه وسلم " من علق تميمة " التميمة شيء يعلق على الأولاد من خرز أو غيره يتقون به العين.

قوله صلى الله عليه وسلم " فقد أشرك " هذا الشرك يكون أكبر إن اعتقد أنها ترفع أو تدفع بذاتها دون أمر الله، وإلا فهو أصغر.

قول المصنف : ولابن أبي حاتم عن حذيفة " أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى، فقطعه وتلا قـوله " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ " يوسف 106 ،رواه ابن أبي حاتم في (التفسير) (8/ 473).ولفظه "حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب، حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن مسلمة عن عاصم الأحول عن عزرة قال: دخل حذيفة على مريض فرأى في عضده سيرا فقطعه، أو انتزعه ثم قال:(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ) "، ويظهر أن هذا السند منقطع فعزرة هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي وهو من الطبقة التي لم تلق الصحابة.

وابن أبي حاتم هو: الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، محمد بن إدريس الرازي التميمي الحنظلي الحافظ ابن الحافظ صاحب الجرح والتعديل والتفسير وغيرهما، مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

و(حذيفة)هو ابن اليمان، واسم اليمان حسيل، ويقال حِسْل العبسي، حليف الأنصار، صحابي جليل من السابقين ، ويقال له : صاحب السر، وأبوه أيضا صحابي، مات حذيفة رضي الله عنه في اول خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة 36هـ.

قوله:" رأى رجلا في يده خيط من الحمى" أي من أجل الحمى؛ لدفعها.

قوله:"فقطعه"، فيه إنكار هذا وإن كان يعتقد أنه سبب فإن الأسباب لا يجوز منها إلا ما أباحه الله ورسوله.

قوله :"وتلا قـوله " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ " يوسف 106"استدل حذيفة بهذه الآية على أن تعليق الخيط ونحوه شرك ، اي أصغر،ومعنى الآية أن الله أخبر عن المشركين أنهم يجمعون بين الإيمان بالله ، أي بوجوده. ثم مع ذلك يشركون في عبادته.

وبالله التوفيق

24 - 2 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر