الحجاب

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 17 محرم 1435هـ | عدد الزيارات: 2233 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ".(آل عمران:102).

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".(النساء:1).

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.(الأحزاب:70-71).

أما بعدُ ؛

عباد الله: إن مما يحز في النفس ما يُشاهد من بعض النساء في الشوارع حيث إنهنَّ سافراتُ الوجوه لا يلتفتن إلى أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذرهن التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيراً لهن من أسباب الفتنة فقال تعالى "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله"(الأحزاب:32-33). نهى الله سبحانه في هذه الآيات نساءَ النبي الكريم أمهاتِ المؤمنين وهُنَّ من خير النساء وأطهرهِنَّ عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن يوافقنه على ذلك وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن فلا يجوز للمراة أن تكشف عن الرأس والوجه والعنق والصدر والقدم واليد؛ لما فيه من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا.

وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة

ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية "وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله "(الأحزاب:33). فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ولغيرهن

وقال عز وجل "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"(الأحزاب:53). فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن وأن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأن السفور وعدم التحجب خبث وأن التحجب طهارة وسلامة قال تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما "(الأحزاب:59). أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بارتداء جلابيبهن على محاسنهن من الشعر والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن ثم أخبر سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي عنه والتحذير منه.

وقال تعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن" (النور:30-31). أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة وهو أزكى للمؤمنين في الدنيا والآخرة ثم قال سبحانه "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " (النور:31). يعني بذلك ما ظهر من اللباس الذي ليس فيه تبرج وفتنة، وأمر احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها أمر واجب دل عليه كتاب الله وسنة نبيه اللذين لن يضل من تمسك بهما

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

الخطبة الثانية

الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله واعلموا أن الوجه واليدين من أعظم زينة المرأة كما بين ذلك المحققون من أهل العلم

ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد، ومن المحرمات الملعون فاعلها تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في الهيئة واللباس والكلام وغير ذلك كتشبه كثير من النساء بالكفار من النصارى وأشباههن في لبس القصير من الثياب وإبداء الشعر والمحاسن ومشط الشعر على طريقة أهل الكفر والفسق قال صلى الله عليه وسلم "مَنْ تَشَبَّهَ بِقومٍ فهوَ مِنْهُمْ "حسنه لغيره الألباني عن عبد الله بن عمر. فالواجب الحذر من ذلك ومنع النساء منه لأن عاقبته وخيمة وفساده عظيم.

فيا معشر المسلمين: اتقوا الله في أنفسكم وأهليكم وتأدبوا بتأديب الله وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة والسلامة

واتقوا الله يا من تتعرضون للنساء وتنظرون إليهنَّ؛ فالعين تزني وزناها النظر وهو سهم مسموم من سهام إبليس.

واتقوا الله يا من تتركون بناتكم ونساءَكم على أي حال من الأحوال المذكورة ونحوها مما حرم الله

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم إلهكم وخالقكم بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" (الأحزاب:56). وقال عليه الصلاة والسلام :"من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا".رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق وانصر المظلومين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم اللهم اشرح صدور نساء المسلمين للحجاب وأعنهن على ذلك وأعن أزواجهن على أطرهن على الحق أطرا اللهم احفظهن من التبرج والسفور ومن ذئاب البشر المتربصين بهن اللهم اجعلنا من خير الأزواج لزوجاتهم واجعل زوجاتنا من خير الزوجات لأزوجهن واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم اغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم سدد خطى ولي أمرنا واحفظ جنودنا على حدودنا

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.(العنكبوت:45).

1435-1-17هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 8 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي