الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:
1- (إن لله عز وجل في الخلق ثلاث مئة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، ولله تعالى خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاث مئة، وإذا مات من الثلاث مئة أبدل الله تعالى مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت ويدفع البلاء) .
موضوع.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية "، وابن عساكر في "التاريخ"، والذهبي في " الميزان " من طريق عبد الرحيم بن يحيى الأدمي: حدثنا عثمان بن عمارة: ... قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة هذا:" وهو كذب ".
2 - (التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق) .
موضوع
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" من طريق الواقدي عن عبد الحميد بن عمران عن خالد بن كيسان عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد موضوع؛ آفته الواقدي فإنه كذاب .
3-(نعم البئر بئر غرس؛ هي من عيون الجنة، وماؤها أطيب المياه) .
موضوع
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " : من طريق الواقدي أخبرنا محمد بن عمر: أخبرنا عاصم بن عبد الله الحكمي عن عمر بن الحكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا موضوع؛ آفته الواقدي فإنه كذاب؛ كما تقدم مرارا.
4- (الحجر الأسود نزل به ملك من السماء) .
موضوع
أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا موضوع؛ آفته إبراهيم هذا، فإنه متهم بالكذب.
5- (الحجر في الأرض يمين الله عز وجل، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله عز وجل ألا يعصيه) .
موضوع
رواه أبو محمد القاري في حديثه عن أبي سالم الرواس العلاء بن مسلمة: حدثنا أبو حفص العبدي عن أبان عن أنس مرفوعا. ثم قال: " حديث غريب تفرد بروايته عن أبان أبو حفص عمر بن حفص العبدي، ولا نحفظه إلا من حديث أبي سالم الرواس ".
قلت: قال فيه ابن حبان:" يروي الموضوعات عن الثقات ".
6-(أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة، من أسفل درجة من درجاتها، على جناحي جبريل، فاستودعها الجبال، وأجراها الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلك قوله تعالى {وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض} ، فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن، والعلم كله، والحجر من ركن البيت، ومقام إبراهيم، وتابوت موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى: {وإنا على ذهاب به لقادرون} ، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين وخير الدنيا) .
موضوع.
رواه ابن عدي في "الكامل"، والخطيب في "تاريخه" عن مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا، وقال ابن عدي:" رواه مسلمة عن مقاتل، وهو غير محفوظ، بل هو منكر المتن ".
قلت: ومسلمة بن علي - وهو الخشني - متهم بالكذب كما تقدم مرارا، فالحديث موضوع، ولوائح الوضع ظاهرة عليه.
7 - (استفرهوا ضحاياكم، فإنها مطاياكم على الصراط) .
ضعيف جدا
رواه الديلمي، والرافعي في "تاريخ قزوين عن يحيى ابن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.
قال الحافظ في " مختصره ":" قلت: يحيى ضعيف ".
8- (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع! غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر) .
موضوع
روي من حديث علي، وأبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، وعائشة.
1- أما حديث علي؛ فيرويه العباس بن الوليد بن بكار
ورده الذهبي بقوله"... والعباس قال الدارقطني: كذاب. وعبد الحميد قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ".
2- وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه عمرو بن زياد الثوباني: أخبرنا عبد الملك بن سليمان عن عطاء عنه مرفوعا .
قلت: والثوباني هذا - وهو الباهلي - كذاب.
3- وأما حديث أبي أيوب؛ فيرويه محمد بن يونس: أخبرنا حسين بن الأشقر: أخبرنا قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عنه مرفوعا
قلت: وهذا موضوع أيضا، مسلسل بالوضاعين؛ أو المتهمين بالوضع
9- (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل عليها حتى يفرغ منها، وإياكم والالتفات في الصلاة، فإن أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة) .
موضوع
أخرجه الطبراني في " الأوسط " عن محمد بن عمر الواقدي: حدثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن يزيد بن رومان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال:" لم يروه عن يزيد إلا نافع، تفرد به الواقدي ".
قلت: وهو كذاب، كذبه أحمد والنسائي وغيرهما.
10- (إذا كان يوم القيامة دعى الله عز وجل بعبد من عبيده فيقف بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله) .
موضوع
رواه الدينوري في " المجالسة "، وتمام ، والطبراني في " الصغير " ، والخطيب ، وابن عساكر عن أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الكندي: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يونس الأفطس: حدثنا سليمآن بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا.
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان عن يوسف هذا، وقال: " قال ابن حبان: يوسف يروي عن سليمان ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
والله المستعان