الدرس 265 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- (إن لكل شىء دعامة، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) .
موضوع .
أخرجه الخطيب في "التاريخ" من طريق خلف بن يحيى: حدثنا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد هالك، آفته خلف بن يحيى، وهو الخراساني، قال ابن أبي حاتم عن أبيه:" متروك الحديث، كان كذابا، لا يشتغل به ولا بحديثه ".

2- (إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض، فإن المرأة ليست في ذلك كالرجل) .
ضعيف
أخرجه البيهقي من طريق سالم بن غيلان عن يزيد ابن أبي حبيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان فقال:... فذكره. وقال: " حديث منقطع " يعني مرسل.

3- (كان يصلي في المكان الذي يبول فيه الحسن والحسين، فقالت عائشة: يا رسول الله! ألا تنظر مكانا أنظف من هذا؟ قال: يا حميراء! أما علمت أن العبد إذا سجد سجدة لله تعالى طهر له موضع سجوده إلى سبع أرضين) .
موضوع
رواه أبو حفص ابن الزيات في "حديثه" ، وابن عدي عن بزيع بن حسان أبي الخليل الخصاف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.

ذكره ابن عدي في ترجمة بزيع هذا في جملة أحاديث له عن هشام وقال:" كلها مناكير لا يتابعه عليها أحد ".

4- (ما قبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته) .
ضعيف
أخرجه أحمد، والبزارفي "مسنده" والسياق له - من طريق عاصم بن كليب: حدثني شيخ: حدثني فلان وفلان،... قال:سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول: فذكره مرفوعا.

قال البزار:" لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدا سمى الرجل الذي روى عنه عاصم، فلذلك ذكرناه ". قلت: فهو مجهول.

5-([حواريّ من الرجال الزبير ]، وحواري من النساء عائشة) .
منكر بهذا التمام
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " من طريق الزبير ابن بكار قال: حدثني يحيى بن أكثم عن وهب بن جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي الخير مرثد بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال الحافظ في " الفتح " بعدما عزاه للزبير بن بكار:" ورجاله موثقون، لكنه مرسل ". قلت: وهو مع إرساله منكر المتن عندي، لأن الجملة الأولى قد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر وغيره من الصحابة، وهو مخرج في " الصحيحة " ، وليس في شيء من طرفه الشطر الثاني منه فكان منكرا.

6- (لحجةٌ أفضلُ من عشر غزوات، ولغزوةٌ أفضلُ من عشر حجات) .
ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" من طريق سعيد ابن عبد الجبار: أخبرنا أبو عبد العزيز قال: حدثني مرداس الليثي عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان:
الأولى: سعيد بن عبد الجبار، وهو الحمصي، قال الذهبي في "المغني": قال النسائي: ليس بثقة ".
والأخرى: عبد الله بن عبد العزيز، وهو الليثي، قال الذهبي أيضا:" ضعفوه ".وفي " التقريب ": " ضعيف، واختلط بآخره ".

7- (إني محدثكم بحديث فاحفظوه، وحدثوا به من بعدكم: إن الله تبارك وتعالى اصطفى من خلقه خلقا، ثم تلا هذه الآية: {الله يصطفي من الملائكةِ رسلاً ومن النَّاس} خلقا قد خلقهم للجنة، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه، ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة، قم يا أبا بكر! فقام. . . ) الحديث.
منكر جدا، بل موضوع ظاهر الوضع. أخرجه البزار في في " مسنده " ، وعبد الله بن أحمد في "الفضائل" ، والقطيعي في "زياداته عليه"، والطبراني في "المعجم الكبير" من طريقين عن عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي حدثنا يزيد بن معن ، حدثني عبد الله بن شر حبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال... فقال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مظلم، مسلسل بالعلل:
الأولى: عبد المؤمن العبدي هذا، " ضعيف الحديث ".
الثانية: يزيد بن معن، لم أعرفه.
الثالثة: عبد الله بن شر حبيل، وهو ابن حسنة، ...لم يذكر فيه البخاري وابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.
الرابعة: الرجل القرشي الذي لم يسم، فهو مجهول.
8 - (ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا، حتى يجعل الله له من ذلك فرجا) .
منكر
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق أبي عبد الله الحافظ " بسنده " عن عنبسة بن عبد الواحد، عن أبي عمران عن أبي فاطمة الإيادي مرفوعا. وقال:
" قال أبو عبد الله: لم نكتبه عنه إلا بهذا الإسناد وإنما نعرف هذا الكلام عن محمد بن الحنفية من قوله ". قلت: وعلة هذا المرفوع أبو عمران هذا، فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية.

9-(إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعلي، والحسن، والحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وسليمان، وعمار، وبلال) .
منكر
أخرجه الترمذي وحسنه، والطحاوي في "مشكل الآثار"، وأحمد، وفي " فضائل الصحابة " ... من طرق عن كثير بن نافع النَّواء قال: سمعت عبد الله بن مليل، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. والسياق لأحمد.

هذا حديث منكر؛ (كثير النواء) ضعيف باتفاق الجمهور، بل قال السعدي:" متروك "

10- (إن الله يبغض العفريت النفريت الذي لا يرزأ في ولده، ولا يصاب في ماله).
ضعيف.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " حدثنا يحيى بن إسحاق: أنبأ عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحوال عن ابي عثمان النهدي قال: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي جسيم. . . فذكره.
وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق . وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل، وهو من كبارالتابعين، فالحديث مرسل، وكذلك ذكره ابن قتيبة.

والله المستعان