الدرس 232 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

هذه أحاديث لا يصح الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير ذا إلى سرير ذا، فيلتقيان، فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا، ويقول: يا أخي تذكر يوم كذا كنا في دار الدنيا في مجلس كذا، فدعونا الله فغفر لنا ".
ضعيف.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية " ، وعبد الغني المقدسي في "الجواهر" عن إبراهيم بن أدهم قال: روى الربيع ابن صبيح عن الحسن عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال أبو نعيم:" غريب من حديث إبراهيم والربيع ".

وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه.

2- " إذا استقرت النطفة في الرحم أربعين يوما، أوأربعين ليلة بعث إليها ملكا، فيقول: يا رب ما رزقه؟ فيقال له: فيقول: يا رب ما أجله؟ فيقال له، فيقول : يا رب ذكر أوأنثى؟ فيعلم، فيقول: يا رب شقي أوسعيد؟ فيعلم ".
ضعيف
أخرجه أحمد ، والطحاوي في " مشكل الآثار " من طريق خصيف عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد ضعيف، أبو الزبير مدلس، وقد عنعنه. وخصيف، وهو ابن عبد الرحمن الجزري؛ قال الحافظ: "صدوق سيىء الحفظ، خلط بآخرة ".

3- " إذا شربتم الماء فاشربوه مصا، ولا تشربوه عبا، فإن العب يورث الكباد. يعني داء الكبد ".
ضعيف جدا
رواه الديلمي عن موسى بن إبراهيم المروزي: حدثنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا.

سكت عليه الحافظ في " مختصره "، وإسناده ضعيف جدا، المروزي هذا قال الذهبي في " الميزان ": " كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره: متروك ".

4- " إن الله يحب المتبذل الذي لا يبالي ما لبس ".
ضعيف
أخرجه البيهقي في "الشعب" ، والديلمي والضياء في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد وغيره " من طريق ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن عقيل عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وأعله البيهقي بالإرسال. يعني الانقطاع بين يعقوب ابن عتبة وأبي هريرة. وهذا الحديث مما لم يطلع عليه الحافظ العراقي، فإنه قال في تخريجه للإحياء : " لم أجد له أصلا ".

5- " إن الله يبغض الوسخ والشعث ".
موضوع
رواه البيهقي في " الشعب " ، والديلمي عن عبد الرحمن بن خالد بن نجيح: حدثنا أبي عن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.
موضوع، آفته خالد بن نجيح، قال الذهبي في " الضعفاء ": " قال أبو حاتم: كذاب ". وابنه عبد الرحمن ضعيف جدا. قال ابن يونس: " منكر الحديث ".

6- "نهى عن الشهرتين: رقة الثياب وغلظها، ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها، ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصار".
موضوع
أخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق مخلد بن يزيد عن أبي نعيم عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وزيد بن ثابت مرفوعا . وقال" أبو نعيم هذا؛ لا نعرفه ". قلت: هو عمر بن الصبح بن عمران التميمي العدوي أبو نعيم الخراساني .. أورده الذهبي في " الضعفاء"، وقال:

" كذاب، اعترف بالوضع ".

7- " لوكنت مؤمرا أحدا من غير مشورة منهم، لأمرت عليهم ابن أم عبد ".
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا.

وهذا سند ضعيف ، الحارث - وهو الأعور - ضعيف، بل كذبه ابن المديني وغيره، فهو علة الحديث.
‌‌8 - " إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وسلمان وعمار والمقداد ".
ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " ، وأبو نعيم في " الحلية "، و" أخبار أصبهان " ، وعنه رواه ابن عساكر عن سلمة الأبرش: حدثنا عمران الطائي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، عمران هذا، ضعفه أبو حاتم.

9- إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي ".
منكر
رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ، وابن عدي عن صدقة الدمشقي عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر ابن الخطاب مرفوعا.
وهذا سند ضعيف، زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي. قال الحافظ: " رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، وصدقة الدمشقي؛ هو ابن عبد الله السمين أبو معاوية، وهو ضعيف أيضا.
10 - " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، فإنهما حبل الله الممدود، فمن تمسك بهما، فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها ".
ضعيف
رواه ابن عساكر من طريق الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي: حدثنا محمد بن نصر الفارسي: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع: حدثنا إسماعيل بن عياش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، أبو اليمان ومن فوقه ثقات معروفون؛ غير عنبسة بن عبد الله الكلاعي، فلم أعرفه.