الدرس 226

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " عجب ربكم من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم هذا ".
موضوع
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ، والبيهقي في "الشعب" ، والديلمي في " مسند الفردوس " عن سليمان بن داود المنقري: حدثنا ابن أبي فديك عن شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع؛ آفته المنقري، وهو الشاذكوني، فإنه مع حفظه اتهمه غير واحد بالكذب بالحديث.

2- " سيد الفوارس أبو موسى ".
ضعيف
أخرجه ابن سعد: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا نعيم بن يحيى التميمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف معضل، نعيم هذا من أتباع التابعين؛ قال ابن أبي حاتم " روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد والحسن بن عمروالفقيمي. روى عنه زيد بن حباب، وأحمد بن عبد الله بن يونس ويحيى الحماني وابنه عبيد صاحب شهاب بن عباد ". ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

3- " همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية ".
موضوع
رواه الخطيب في " اقتضاء العلم العمل " ، وابن عساكر عن أحمد بن القاسم بن نصر: حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين: حدثني أبو محمد الأطرابلسي عن أبي معمر عن الحسن قال: فذكره موقوفا عليه، ثم قال الخطيب " رواه محمد بن هارون بن حميد بن المجدر عن لوين، فقال: عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..." فذكره.
ابن المجدر هذا ثقة، ولكني لم أقف على إسناده إليه هكذا مرفوعا، لا عند ابن عساكر ولا عند غيره، وقد عزاه إليه مرفوعا السيوطي في " الجامع "، ولا يصح عندي مرفوعا ولا موقوفا، لأن مداره على أبي محمد الأطرابلسي، وفي ترجمته أورده ابن عساكر، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو في عداد المجهولين. والحسن هو البصري، فهو مرسل إن صح السند إليه مرفوعا، بل إن رفعه باطل عندي، ليس عليه نور النبوة.

4- - " لا تسبوا السلطان، فإنه فيء الله في أرضه ".
ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " بتحقيقي، والبيهقي في "الشعب" عن موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الأعلى بن موسى بن عبد الله بن قيس بن مخرمة: أن إسماعيل بن رافع مولى المزنيين أخبره:قال ...: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، إسماعيل بن رافع المزني ضعيف جدا. قال الذهبي في "المغني في الضعفاء ":" ضعفوه جدا ".والزمعي فيه ضعف.

5- " إياكم والدين، فإنه هم بالليل، ومذلة بالنهار ".
ضعيف جدا
رواه أبو الحسن الحربي في الثاني من " الفوائد ": حدثنا ابن عبدة: حدثنا أبو كامل: حدثنا الحارث بن نبهان عن يزيد بن عبد الله عن أبي أيوب - قال : أبو كامل: لا أدري ذكره عن أنس أولا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.
وهذا إسناد موضوع. ابن عبدة هذا هو محمد بن عبدة بن حرب القاضي البصري ، قال الذهبي: " قال البرقاني وغيره: هو من المتروكين، وقال ابن عدي: كذاب، حدث عمن لم يرهم ".

6- - " أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب؛ ألبسها الله سربالا من نار، وأقامها للناس يوم القيامة ".
منكر
رواه أبو يعلى في "مسنده"، والعقيلي في "الضعفاء"، وابن عدي، وابن حبان في "المجروحين" عن عبيس بن ميمون: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا.

قال العقيلي: "حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن أحاديث حدثنا بها خلف بن هشام البزار عن عبيس بن ميمون؟ فقال أبي: أحاديث عبيس أحاديث مناكير". وقال البخاري: "منكر الحديث ".

7- " الإيماء خيانة، ليس لنبي أن يومئ ".
ضعيف
أخرجه ابن سعد من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح، وفرتنا وابن الزبعري وابن خطل، فأتاه أبو برزة، وهو متعلق بأستار الكعبة، فبقر بطنه، ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم: … " فذكره.

وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله فيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان؛ سيئ الحفظ.

8- " اليمن حسن الخلق ".
ضعيف
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" من طريق الخرائطي وهذا في " المكارم " بسنده عن أبي بكر بن أبي مريم قال: حدثنا حبيب بن عبيد عن عائشة مرفوعا.
وهذا سند ضعيف. أبو بكر بن أبي مريم ضعيف، ولهذا كتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على هامش النسخة بحذاء الحديث: ضعيفٌ. وضعفه العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء " .

9- " إذا كان يوم القيامة، أتي بالوالي، فيوقف على جسر جهنم، فيأمر الله الجسر ، فينتفض انتفاضة يزول كل عظم من مكانه، ثم يأمر الله العظام أن ترجع إلى أماكنها، ثم يسأله، فإن كان مطيعا، أخذ بيده، وأعطاه كفلين من رحمته، وإن كان عاصيا، خرق به الجسر، فهو ى في جهنم مقدار سبعين خريفا ".
ضعيف
أخرجه البيهقي في "الشعب" عن حشرج بن نباتة عن هشام بن حبيب عن بشر بن عاصم عن أبيه: " أنه بعث إليه عمر بن الخطاب يستعمله على بعض الصدقة، فأبى أن يعمل له، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:.. " فذكره .
وهذا إسناد ضعيف، حشرج بن نباتة، قال الحافظ: " صدوق يهم ".

10 - ‌‌" أيما وال ولي أمر أمتي بعدي أقيم على حد الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته، فإن كان عادلا؛ نجاه الله عز وجل بعدله، وإن كان جائرا؛ انتفض به الصراط انتفاضة تزايل بين مفاصله حتى يكون بين عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام، ثم ينخرق به الصراط، فأول ما يتقي به النار أنفه وحر وجهه ".
ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري - بالكوفة -: حدثنا علي بن أحمد بن عمروالجنيني: حدثنا محمد ابن منصور: حدثنا حسن بن يحيى: حدثنا عمر بن علي ابن عمر: حدثني الثقة عن أبي سهل عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري عن علي بن أبي طالب مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، لأن الثقة لم يسم. والراوي عنه عمر بن علي بن عمر لم أعرفه. وحسن بن يحيى الظاهر أنه الخشني، فإنه من هذه الطبقة. وهو صدوق كثير الغلط كما في " التقريب ". والراوي عنه لم أعرفه أيضا .

والله المستعان

١ رجب ١٤٤٥ هـ