الدرس 223

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع، وإن كان خيرا فهو مزلة، إلا من رحم الله، وإن كان شرا فهو شر".
ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ، والبيهقي في "الشعب" من طريق كثير بن مروان المقدسي: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن عمران بن حصين مرفوعا.

قال البيهقي: "كثير بن مروان هذا غير قوي ". بل هو واه جدا، فقد كذبه يحيى وأبو حاتم، وأسقطه أحمد وغيره.

2 - "أهل الجور وأعوانهم في النار".
منكر
رواه العقيلي في "الضعفاء"، والحاكم في "المستدرك" عن مروان بن عبد الله بن صفوان بن حذيفة بن اليمان عن أبيه عن حذيفة مرفوعا، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله: "قلت: منكر"، وعمدته قول العقيلي في مروان هذا: "مجهول بالنقل هو وأبوه، وحديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به ".

3- " التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدا ".
ضعيف
أخرجه أبو القاسم الحرفي في (عشر مجالس من "الأمالي") ، والبيهقي في "الشعب" عن بكر بن خنيس عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم - وهو ابن مسلم الهجري - لين الحديث. وبكر بن خنيس؛ صدوق له أغلاط.

4 - ".. كفى بالمرء من الشح أن يقول: آخذ حقي ولا أترك منه شيئا ".
ضعيف
أخرجه الحاكم من طريق هلال بن العلاء بن هلال بن عمر الرقي: حدثنا أبي العلاء بن هلال: حدثني أبي هلال بن عمر: حدثني أبي عمر بن هلال: حدثني أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا.
قال الحاكم:"هذا إسناد صحيح، فإن آباء هلال بن العلاء أئمة ثقات، وهلال إمام أهل الجزيرة في عصره". ورده الذهبي بأن هلال بن عمر وأباه لا يعرفان، ولعل هذا هوالمناسب لحال الإسناد، فإنه مسلسل بالعلل:
الأولى: هلال بن العلاء بن هلال؛ فإنه وإن كان صدوقا كما قال أبو حاتم، فقد روى أحاديث منكرة عن أبيه.
الثانية: العلاء بن هلال عن عمر،تردد النسائي في لصق الريب في تلك الأحاديث المنكرة بينه وبين ابنه هلال.
الثالثة: هلال بن عمر، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: "ضعيف الحديث". وأقره الذهبي في "الميزان "، و"الضعفاء"، ولم يرد له ذكر في "اللسان".

5 - " إنَّ لِكُلِّ قومٍ فَرَاسَةً ، وإنما يَعْرِفُها الأشرافُ ".
ضعيف
أخرجه الحاكم من طريق ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان وعاصم ابن عمر بن قتادة عن عروة بن الزبير، ومن طريق أبي علاثة حدثنا أبي: ....[ثم قال] :.. فذكره.
قال الحاكم:" صحيح الإسناد، وإن كان مرسلا ". ووافقه الذهبي. وفي ذلك نظر من وجهين:
أحدهما: أن (أبا علاثة) لم أعرفه، واسمه (محمد بن عمروبن خالد) .
والآخر: أن ابن إسحاق ليس عنده حديث الترجمة، وقد ساق القصة في " السيرة " مفرقا ثم هو مرسل، فلوصح السند إلى عروة فعلته الإرسال.

‌‌6 - " كفارة الذنب الندامة ".
ضعيف
أخرجه أحمد ، والطبراني في "الكبير" ، والقضاعي في "مسند الشهاب" ، والبيهقي في " الشعب " من طريق يحيى بن عمروبن مالك النكري، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا سند ضعيف. والحديث قال الحافظ العراقي :" رواه أحمد والطبراني والبيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس، وفيه يحيى بن عمروبن مالك النكري (وفي الأصل: اليشكري، وهو تصحيف) ؛ ضعيف ". وكتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على هامش " القضاعي ": " يحيى متهم ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف، ويقال: إن حماد بن زيد كذبه ".

‌‌7-"صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد الحسنة كتبها له عشر أمثالها، وإذا عمل سيئة؛ قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: أمسك، فيمسك عنه سبع ساعات من النهار، فإن استغفر؛ لم تكتب عليه، وإن لم يستغفر؛ كتبت سيئة واحدة".
موضوع
رواه البيهقي في "الشعب" ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" ، والواحدي في "تفسيره " عن بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.
وهذا إسناد واه جدا، بشر بن نمير قال الحافظ: "متروك متهم".

8 - "من استفتح أول نهاره بخير، وختمه بالخير، قال الله عز وجل لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب ".
ضعيف
رواه الضياء في " المختارة " عن الطبراني: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي: حدثنا محمد بن مصفى: حدثنا الجراح بن يحيى المؤذن: حدثنا عمر بن عمرو الأحمسي عن عبد الله بن بسر مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ لم أعرف أحدا منهم بعد الصحابي؛ غير ابن مصفى؛ قال الحافظ: " صدوق له أوهام ".

‌‌9 - " ما من حافظين يرفعان إلى الله تبارك وتعالى؛ يرى الله في أول الصحيفة خيرا، وفي آخرها خيرا؛ إلا قال الله تعالى لملائكته: أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة " ضعيف جدا.
أخرجه الترمذي ، وأبو يعلى في " مسنده " ، وعنه ابن عساكر ، وأبو طاهر المخلص في الأول من " الفوائد المنتقاة " ، وعنه ابن النجار ، والبيهقي في " الشعب " عن مبشر بن إسماعيل عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا.
وكذا رواه ابن شاذان في " المنتقى من حديثه " ، وابن عدي ، وقال: " لا أعلم يرويه عن الحسن غير تمام، وتمام غير ثقة ".
وهذا إسناد ضعيف جدا. وقال البيهقي: " فيه نظر ". وبيانه: أن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه. وتمام ابن نجيح؛ أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال ابن عدي: غير ثقة ". وقال الحافظ: " ضعيف ".

‌‌10 - " ما من ذي غنى إلا سَيَوَدُّ يوم القيامة أنه كان أوتي في الدنيا قوتًا ".
موضوع
رواه ابن ماجه ، وأحمد ، والثقفي في " الفوائد "، وهناد في " الزهد " ، وأبو يعلى ، وابن عدي ، وأبو نعيم وابن حبان في " المجروحين "، وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات" عن أبي داود عن أنس مرفوعا.
قال الثقفي: " وأبو داود هو الأعمى، واسمه نفيع بن الحارث السبيعي الكوفي ". وهو متهم بالوضع، قال ابن معين: " يضع، ليس بشيء ". وقال ابن حبان: " يروي عن الثقات الموضوعات توهما، لا يجوز الاحتجاج به ".

والله المستعان