الدرس 220

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " إذا أمنك الرجل على دمه، فلا تقتله ".
ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ، وابن ماجه ، وأحمد عن عبد الله بن ميسرة أبي ليلى عن أبي عكاشة الهمداني قال: قال رفاعة البجلي: " دخلت على المختار بن أبي عبيد قصره، فسمعته يقول: قال ... (فذكره) .
وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن ميسرة ضعيف، ويكنى بغير هذه الكنية أيضا.وأبو عكاشة مجهول.

2- " إذا أحب الله عبدا ابتلاه؛ ليسمع تضرعه ".
ضعيف جدا
رواه هناد في " الزهد " ، وابن حبان في " الضعفاء " والديلمي عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا. يحيى بن عبيد الله - وهو ابن موهب التيمي - متروك، وأبوه عبيدُ الله؛ لا يعرف.

3- " إذا اختلف الناس، فالخير (وفي رواية: فالحق) في مضر" .
ضعيف
رواه ابن أبي شيبة ، وعنه ابن أبي عاصم في " السنة " ، وكذا أبو يعلى في " مسنده " : حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس رفعه. وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " من طريق ابن الأصبهاني - وهو ثقة ثبت - عن حميد ؛ إلا أنه قال: عن عبد الله بن المؤمل عن عكرمة عن ابن عباس . فجعل (عكرمة) مكان عطاء. وقال: " عبد الله ابن المؤمل عامة أحاديثه الضعف عليه بين ".
هذا الاختلاف مما يدل على ضعفه، مع أن أحمد بن رَشَد ساق له الذهبي خبرا في ذكر بني العباس، وقال: " باطل اختلقه أحمد بن رشد ". وقال في عبد الله بن المؤمل: " ضعفوه ".

4- - " إذا اختلف الزمان، واختلفت الأهواء، فعليك بدين الأعرابي ".
موضوع
رواه الديلمي عن محمد بن الحارث: حدثنا ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.
وهذا موضوع، المتهم به ابن البيلماني؛ واسمه محمد بن عبد الرحمن البيلماني. ومحمد بن الحارث ضعيف أيضا، لكن الآفة من شيخه.

5- " إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط، قيل للعابد: ادخل الجنة وتنعم بعبادتك قبل العالم، وقيل للعالم: ههنا فاشفع لمن أحببت، فإنك لا تشفع لأحد إلا شفعت، فقام مقام الأنبياء ".
منكر
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن حمزة بن عبيد الله الثقفي: حدثنا عثمان بن موسى: حدثنا أبو عمر القرشي - قاضي البصرة -: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
إسناده ضعيف، أبو عمر القرشي لم أعرفه، وعثمان بن موسى الظاهر أنه الذي في " الميزان ": " عثمان بن موسى المزني عن عطاء؛ له حديث منكر.

6 - " إذا أذن المؤذن يوم الجمعة حرم العمل ".
موضوع
رواه الديلمي عن سعيد بن ميسرة عن أنس مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، سعيد بن ميسرة قال في " الميزان ": " قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. وقال الحاكم : روى عن أنس موضوعات، وكذبه يحيى القطان " ويغني عن هذا الحديث قوله الله تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ..}[الجمعة 9] " الآية.

7- " إذا أذن في قرية آمنها الله من عذابه ذلك اليوم ".
ضعيف
رواه الطبراني ، وفي الصغير ، وفي " الأوسط "، وأبو موسى المديني في " اللطائف " عن بكر بن محمد القرشي: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال الطبراني: "لم يروه عن صفوان إلا عبد الرحمن، تفرد به بكر أبو همام ".
ولم أجد من ترجمه، وشيخه عبد الرحمن بن سعد ضعيف، كما في "التقريب"، وبه أعله الهيثمي.

8- " إذا أحَبَّ اللهُ عَبْدًا، قذَف حُبَّهُ في قلوبِ الملائكةِ، وإذا أبغَضَ اللهُ عَبْدًا، قذَف بُغْضَه في قلوبِ الملائكةِ، ثم يَقذِفُه في قلوبِ الآدَميِّينَ. ".
ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" عن معمر بن سهل قال: حدثنا يوسف بن عطية قال: حدثنا مطر الوراق عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: فذكره، وقال: "هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، غريب من حديث مطر وأنس، لم نكتبه إلا من حديث معمر عن يوسف".
يوسف بن عطية متروك، ومطر الوراق فيه ضعف، وروايته عن أنس مرسلة؛ لم يسمع منه؛ كما قال أبو زرعة. ومعمر بن سهل لم أجد من ترجمه، فالإسناد ضعيف جدا، مع نكارة في متنه . وأما حديث أبي صالح الذي أشار إليه أبو نعيم، فهو صحيح، وهو بمعنى هذا، لكن ليس فيه ذكر قلوب الملائكة، ومن أجل هذه الزيادة خرجته هنا، وهو من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.

9- " إذا اختلف الناس، كان ابن سمية مع الحق ".
ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " من طريق ضرار ابن صرد: حدثنا علي بن هاشم عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: … فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، رجاله ثقات؛ غير ضرار بن صرد، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال النسائي وغيره: متروك ".

10- " إذا أدركتكم الصلاة وأنتم في مراح الغنم؛ فصلوا فيها فإنها سكينة وبركة، وإذا أدركتكم الصلاة وأنتم في أعطان الإبل؛ فاخرجوا منها، فصلوا، فإنها جن ، من جن خلقت، ألا ترى أنها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها؟ ! ".
ضعيف جدا
أخرجه الشافعي ، ومن طريقه البيهقي ، والبغوي: عن إبراهيم بن محمد عن عبيد الله بن طلحة بن كريز عن الحسن عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: … فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا: الحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعنه. وإبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - متروك.

والله المستعان