الدرس 219

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - "إذا قرأ الرجل القرآن، وتفقه في الدين، ثم أتى باب السلطان تملقا إليه، وطمعا لما في يده؛ خاض بقدر خطاه في نار جهنم ".
ضعيف
رواه الديلمي عن أبي الشيخ تعليقا عن إبراهيم بن رستم عن أبي بكر الفلسطيني عن برد عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع بين مكحول ومعاذ؛ فإنه لم يسمع منه.
الثانية: أبو بكر الفلسطيني؛ لم أعرفه.
الثالثة: إبراهيم بن رستم؛ أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال:" قال ابن عدي: منكر الحديث ".

2-"أد ما افترضه الله عليك تكن أعبد الناس، وازهد فيما حرم الله عليك تكن أورع الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس".
ضعيف
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" ، فقال:" سألت أبي عن حديث رواه موسى بن سهل الرملي عن محمد بن زياد المقدسي عن يوسف بن جوان - من أهل فلسطين - قال: أبي: هذا حديث باطل " وعلته يوسف هذا، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل".

3- "إذا قرأ القارىء فأخطأ، أولحن، أوكان أعجميا؛ كتبه الملك كما أنزل ".
ضعيف.

رواه الديلمي عن حمزة بن عمارة بن حمزة: حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، حمزة هذا لم أعرفه، وهشيم، وهو ابن بشير؛ مدلس، وقد عنعنه.

4- " أدن العظم من فيك، فإنه أهنأ وأمرأ ".
ضعيف
أخرجه أبو داود ، وأحمد، والحاكم ، والطبراني في "الكبير" من طريق عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان ابن أبي سليمان عن صفوان بن أمية قال: " كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم، فآخذ اللحم من العظم، فقال: " فذكره.
وقال أبو داود: " عثمان لم يسمع من صفوان ". ومع انقطاعه، ففيه ضعف عبد الرحمن بن معاوية، وهو ابن الحويرث؛ قال الحافظ " صدوق سيىء الحفظ ". وأورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال مالك: ليس بثقة. وقال ابن معين وغيره: لا يحتج به ".

5- ‌‌" إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين، فلا يقض وهو غضبان، وَلْيُسَوِّ بينَهُم في النظر والمجلس والإشارة، ولا يرفع صوته على أحد الخصمين فوق الآخر ".
ضعيف جدا
أخرجه أبو يعلى في "المسند" و عن إسماعيل بن عياش عن عباد بن كثير عن أبي عبد الله عن عطاء بن يسار عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، عباد بن كثير، وهو البصري؛ قال الحافظ: " متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب ".

6 - " إن الله تصدق بإفطار الصيام على مرضى أمتي ومسافريهم، أفيحب أحدكم أن يتصدق على أحد بصدقة ثم يظل يردها عليه؟ ! ".
ضعيف
رواه الديلمي عن الطبراني عن عبد الرزاق عن أبي بكر ابن محمد عن إسماعيل بن رافع عن ابن عمر: " أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر؟ فقال: لن أفطر، وقال: إني أقوى على الصوم! فقال:.. " فذكره.
وهذا إسناد ضعيف: إسماعيل بن رافع، هو أبو رافع المدني؛ ضعيف. وأبو بكر بن محمد؛ مجهول.

7- " ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم لمسلم مخرجا، فخلوا سبيله ، فإن الإمام أن يخطئ في العفوخير من أن يخطئ بالعقوبة ".
ضعيف الإسناد
أخرجه الترمذي ، والدارقطني في " سننه "، والحاكم ، والخطيب من طريق محمد بن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا. وقال الترمذي: " لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث محمد ابن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي، قال: ويزيد بن زياد الدمشقي يضعف في الحديث ". وهو متفق على تضعيفه، بل قال أبو حاتم: " كأن حديثه موضوع ".

8- " أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن. وكان يقوم دينارا ".
ضعيف
رواه الطحاوي في " شرح المعاني " ، والطبراني عن معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي مرفوعا.
وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، لكن معاوية بن هشام كثير الغلط؛ كما قال الإمام أحمد، وقال الحافظ: " صدوق له أوهام ".

9 - " إذا أتى أحدكم أهله، فأراد أن يعود فليغسل فرجه ".
ضعيف
أخرجه البيهقي من طريق ليث عن عاصم عن أبي المستهل عن عمر رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: … فذكره.
وضعفه البيهقي بقوله: " وليث بن أبي سُلَيم لا يحتج به ".

10 - " إذا أتى على العبد أربعون سنة يجب عليه أن يخاف الله تعالى ويحذره ".
موضوع
رواه الديلمي من طريق الذراع بسنده عن إبراهيم بن محمد بن جابر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن معاوية بن أبي سفيان: حدثني علي بن أبي طالب - وصدق علي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.
وهذا موضوع، لوائح الوضع عليه ظاهرة؛ آفته (الذراع) هذا، واسمه (أحمد بن نصر بن عبد الله) قال الذهبي في "المغني في الضعفاء ": " شيخ بغدادي وضاعٌ مفترٍ...، قال الدارقطني: دجال ".

والله المستعان