الدرس 217 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " أمرت بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني الله تعالى أنه يحبهم. قلت: من هم يا رسول الله؟ قال: علي، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي ".

ضعيف
أخرجه أحمد ، والروياني في " مسنده " عن شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف. أبو ربيعة؛ اسمه عمر بن ربيعة، قال أبو حاتم: " منكر الحديث ". وشريك، وهو ابن عبد الله القاضي؛ ضعيف سيىء الحفظ.
‌‌2 - " إنما الخاتم لهذه وهذه. يعني الخنصر والبنصر ".
ضعيف جدا
أخرجه الروياني في " مسنده " عن الحسن بن ندبة عن محمد بن عبيد الله عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقلب خاتمي في السبابة والوسطى، فقال: ... " فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، محمد بن عبيد الله الظاهر أنه العرزمي، وهو متروك، والحسن بن ندبة لم أعرفه.

3 - " إن أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع الفحل ".
ضعيف
رواه البزار عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال: " لا نعلم رفعه إلا بريدة، ولا رواه عن صالح إلا عمر ". وهو ابن علي المقدمي، وهو ثقة من رجال الشيخين، لكنه كان يدلس تدليسا شديدا كما في " التقريب ".

4 - " الكذب كله إثم؛ إلا ما نفع به مسلم، أودفع به عن دين ".
ضعيف
أخرجه الروياني ، والبزار عن رشدين بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن هبيرة بن عبد الرحمن الهمداني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مظلم. هبيرة بن عبد الرحمن الهمداني لم أعرفه. وعتبة بن حميد؛ هو أبو معاوية البصري؛ صدوق له أوهام، كما في " التقريب ". وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ هو الأفريقي؛ ضعيف. ومثله رشدين بن سعد.
‌‌5 -"رأس الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولدينه، ولأئمة المسلمين، وللمسلمين عامة".
ضعيف.
أخرجه البخاري في " التاريخ " ، وابن أبي عاصم في " السنة " ، والثقفي في " الثقفيات " ، والروياني في " مسنده " ، والطبراني في " الأوسط " عن أيوب بن سويد: حدثني أمية بن يزيد عن أبي مصبح الحمصي عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف: أيوب بن سويد ضعيف، وقال البخاري عقبه: " يتكلمون فيه ".

6 - " لهم ما لنا، وعليهم ما علينا. يعني أهل الذمة ".
باطل .
لا أصل له في شيء من كتب السنة، وإنما يذكره بعض الفقهاء المتأخرين ممن لا دراية لهم في الحديث.

‌‌7 - " إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، فأما الهوى؛ فيصد عن الحق، وأما طول الأمل؛ فينسي الآخرة، وهذه الدنيا مرتحلة، وهذه الآخرة قادمة، ولكل واحدة منها بنون، فكونوا بني الآخرة، ولا تكونوا من بني الدنيا، فإنكم اليوم في دار العمل، وأنتم غدا في دار جزاء ولا عمل ".
ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ، وأبو بكر الشافعي في " مجلسان " ، وعبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري في " الأحاديث المائة " ، ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " كلهم من طرق عن علي بن علي اللهبي قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، اللهبي هذا؛ قال في " الميزان ": " له مناكير. قاله أحمد، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك، وقال ابن معين : ليس بشيء ".

‌‌8 - " إدبار النجوم ": الركعتان قبل الفجر، و" إدبار السجود ": الركعتان بعد المغرب ".
ضعيف.

أخرجه الترمذي عن محمد بن فضيل عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال: " هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضيل عن رشدين بن كريب"

9 - " ادفنوا دماءكم، وأشعاركم، وأظفاركم، لا تلعب بها السحرة ".
موضوع
رواه الديلمي عن الحسن بن الحسين بن دوما: حدثنا أبو سعيد بن رميح : حدثنا محمد بن عقيل: حدثني إبراهيم بن محمد بن الحسين: حدثنا أبي: حدثنا عيسى بن موسى عن الحسن بن دينار عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا.
الإسناد واه بمرة، فإن الحسن بن دينار؛ كذبه أحمد ويحيى وأبو خيثمة وغيرهم. وابن دوما؛ اتهمه الخطيب بتزوير سماعه، فقال في ترجمته : " كتبنا عنه، وكان كثير السماع، إلا أنه أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع في أشياء لم تكن سماعه ". وشيخه ابن رميح؛ لم أجد له ترجمة، وقد ذكره الخطيب في شيوخ ابن دوما.
10 - " ادفنه، لا يبحث عنه كلب. يعني دم الحجامة ".
ضعيف
رواه ابن سعد : أخبرنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم، ثم قال لرجل:.. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف لإرساله؛ بل إعضاله، فإن هارون بن رئاب قد اختلف في سماعه من أنس، فإذا لم يثبت سماعه منه ترجح الإعضال، لأن أنسا متأخر الوفاة كما هو معروف، فإذا لم يسمع منه، فعدم السماع من غيره أولى.

والله المستعان.