الدرس 211 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء ".
موضوع
أخرجه البزار ، والخطيب ، والديلمي من طريق عنبسة ابن عبد الرحمن عن علاق بن أبي مسلم عن أبان بن عثمان عن أبيه عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد موضوع، آفته عنبسةُ بن عبد الرحمن، وهو الأموي. قال الحافظ: " متروك، رماه أبو حاتم بالوضع ". وعلاق بن أبي مسلم؛ مجهول.

2- " اختتن إبراهيم وهو ابن عشرين ومائة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ".
موضوع
رواه ابن عساكر عن الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، وإن كان يظهر للمبتدئ في هذا العلم أنه صحيح، وليس كذلك، لا سيما وقد خولف في رفعه، فقد رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد به موقوفا على أبي هريرة. وإنما صح مرفوعا بلفظ: " اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم ".

3- - " اختضبوا، وافرقوا، وخالفوا اليهود ".
موضوع
أخرجه ابن عدي عن الحارث بن عمران عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أورده في ترجمة الحارث هذا؛ وهو الجعفري، وقال في آخرها: " والضعف بين على رواياته ". وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث على الثقات " .

4 - " أخرجوا صدقاتكم، فإن الله قد أراحكم من الجبهة، والسجة، والبجة ".
ضعيف
رواه أبو عبيد : حدثنا نعيم بن حماد عن ابن الدراوردي المديني عن أبي حزرة القاص يعقوب بن مجاهد عن سارية الخلجي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره،
وهذا سند ضعيف ، والحديث فيه علتان:
الأولى: الإرسال والجهالة، فإن سارية هذا لم يروعنه غير يعقوب هذا، فهو مجهول.
والأخرى: نعيم بن حماد فإنه ضعيف، بل اتهمه بعضهم.
5 - " ليس في الجبهة، ولا في النخة، ولا في الكسعة صدقة ".
ضعيف
رواه أبو عبيد: حدثناه ابن أبي مريم عن حماد بن زيد عن كثير بن زياد الخراساني يرفعه.
وهذا إسناد ضعيف معضل، قد أخرجه أبو داود في " المراسيل "و سليمان بن أرقم متروك الحديث لا يحتج به.
‌‌6 - " أخرجوا صدقة الفطر صاعا من طعام، وكان طعامنا يومئذ البر (وفي لفظ: الأقط) والتمر والزبيب ".
ضعيف جدا
أخرجه الطبراني ، والدارقطني من طريقين عن محمد بن بكر البرساني: حدثنا عمر بن صهبان عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، عمر بن صهبان قال البخاري: " منكر الحديث ". وقال الدارقطني وغيره: " متروك الحديث ".

7- " إذا أراد الله بقوم خيرا، أهدى إليهم هدية. قالوا: يا رسول الله، وما تلك الهدية؟ قال: الضيف؛ ينزل برزقه، ويرحل؛ وقد غفر الله لأهل المنزل ".
ضعيف
رواه الديلمي عن أبي الشيخ معلقا عن أيوب بن علي ابن الهيصم: حدثنا زياد بن سيار عن عزة بنت أبي قرصافة عن أبيها مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف مظلم ليس فيهم موثق توثيقا معتبرا.

8- " إن الله عز وجل رحيم، لا يضع رحمته إلى على رحيم، ولا يدخل الجنة إلا رحيما. قالوا: إنا لنرحم أموالنا وأهلينا، قال: ليس بذلك، ولكن ما قال الله عز وجل: { حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }(التوبة 128) "

ضعيف.

أخرجه أحمد عن أبي راشد عن أبي صالح الحنفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مرسل، أبو صالح الحنفي إن كان هو عبد الرحمن بن قيس الكوفي؛ فهو تابعي ثقة، وإن كان هو سميع الزيات؛ فهو مجهول الحال، وهو من أتباع التابعين. وأبو راشد، لم أعرفه.
‌‌9 - " تجد المؤمن يجتهد فيما يطيق، متلهفا على ما لا يطيق ".
ضعيف
أخرجه أحمد عن شريك عن عبيد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا مع إرساله ضعيف، فإن عبيد الله بن الوليد - وهو الوصافي - ضعيف، وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ.

10- - " من اعتز بالعبيد أذله الله ".
ضعيف
رواه عبد الله بن أحمد ، وعنه أبو نعيم ، والعقيلي والحكيم الترمذي ، والقضاعي عن عبد الله بن عبد الله الأموي قال: حدثنا الحسن بن الحر أنه سمع يعقوب بن عتبة قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: … فذكره مرفوعا، وقال العقيلي: " عبد الله لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به ". وقال الذهبي في " الضعفاء ": " مجهول ".

والله المستعان