الدرس 211: الرشوة 3

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 30 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1679 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

س: شخص إذا لم أدفع له شيء من المال فلن يكون المشروع من نصيبي وإذا لم أتعامل معه تتعطل شركتي ؟

ج: ما يعمله هذا الشخص هو من قبيل الرشوة المحرمة والملعون من فعلها أو أعان عليها فعليك بمناصحته ليترك هذا العمل باعتباره صديق لك ويطلب منك التعامل معه ولا يجوز لك قبول المقاولة على ما يحصل عليه من أعمال في مقابل هذه الرشوة لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان وأكل المال بالباطل

س: أنا معقب وأحياناً أتعامل مع شخص أشك أنه يدفع رشوة لبعض الموظفين ؟

ج: يجب عليك تخليص المعاملات التي التزمت بتخليصها وما لا تستطيع تخليصه فلا تلتزم به لئلا تقع في الحرج الذي ذكرته وهو دفع الرشوة ولو عن طريق الواسطة

س: نظراً للتنافس الشديد بين شركات الأدوية المختلفة يأتي ممثلها ويوزع الهدايا على الأطباء مثل قلم مكتوب عليه اسم المنتج مقابل أن يكتب الطبيب هذا الدواء للمريض ؟

ج: لا يجوز للطبيب أن يقبل الهدايا من شركات الأدوية لأن ذلك رشوة محرمة ولو سميت بهدية أو غير ذلك من الأسماء لأن الأسماء لا تغير الحقائق ولأن هذه الهدايا تحمله على الحيف مع الشركة التي تهدي إليه دون غيرها وذلك يضر بالشركات الأخرى

ومندوب الشركة الذي يقدم الهدايا للأطباء من أجل ترويج أدوية تلك الشركة دون غيرها يعتبر رائشاً وهذا الوسيط بين الراشي والمرتشي وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الثلاثة فقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله الراشي والمرتشي والرائش

س: يوجد هنا من الشباب المسلمين من لهم أعمال تجارية ولكن يأتي إليهم المجرمون فيهددونهم إما بحرق ممتلكاتهم أو القتل إن لم يدفعوا لهم بعض المال والحكومة لا تستطيع السيطرة عليهم لأنهم يمتلكون كثيراً من الأسلحة ؟

ج: لا مانع أن يدفع الإنسان من ماله ما يدفع عنه شر الظالم الذي يريد الفتك به إن لم يدفع له شيئا من ماله إذا لم يمكنه إلا بذلك ولا يجوز أخذها لأنه أخذ بغير حق

والاشتغال بشركة المقاولات التي تتعامل بالرشوة فترشي المسئولين عند المناقصات مثلا ليتم لها إرساء المناقصة عليها والتي تتعامل أيضا مع البنوك معاملات ربوية من أجل مقاولات الشركة فالاشتغال بهذه الشركة وأمثالها فيه تعاون على الإثم والعدوان بتقييد المعاملات الربوية أو نقلها أو التعقيب عليها وقبض ما فيها أو غير ذلك مما يتعلق بالربا والرشوة والتعاون في ذلك حرام لقوله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة 2)ولما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه "لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم في الإثم سواء" رواه مسلم

س: ما حكم قبول الهدايا لموظف في قسم الضرائب ؟

ج: هذه الهدايا في حكم الرشاوى يحرم إعطاؤها وأخذها وما أخذ منها وجب رده على صاحبه وإبلاغه بحرمته

وللإجابة على استفسار الربا في الشرع

هو الزيادة الحاصلة بمبادلة الربوي بجنسه أو تأخير القبض فيما يجب فيه التقابض من الربويات

والرشوة ما بذل من المال ونحوه لإبطال حق أو لإحقاق باطل

والسرقة أخذ مال الغير على وجه الخفية من حرز مثله بغير حق

ومن كان له معاملة فإنه يسعى لإنهائها حسب الإجراءات المتبعة وإذا طلب منه أحد رشوة فلا يجوز له دفعها إليه وعليه أن يبلغ مرجعه

ومن كان موظفا يتقاضى مرتبا على عمله لكنه مع ذلك يقوم بالإصلاح بين متخاصمين أحيلا إليه ليحقق بينهما أو يصلح أو جاءاه في عمله لذلك ثم يأخذ منهما أو من أحدهما مالا مقابل ذلك فإن ما يأخذه يكون رشوة والرشوة حرام لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش" رواه الحاكم من حديث ثوبان رضي الله عنه

أما أكله وكسوته وسائر ما يحتاج إليه من ماله فإن كان بعض كسبه حلالا وبعضه حراما ولم يتميز حلاله من حرامه فهو جائز على الصحيح من أقوال العلماء

س: لي أخ في مصر قصدت شخص سعودي في البحث عن عقد عمل لأخي فقال لي الشرط في توفير هذا العقد لأخيك دفع مبلغ 5000 ريال سعودي ؟

ج: دفع مبلغ من المال لشخص مقابل الحصول على عقد عمل لأخيك لا يجوز بل هو من كبائر الذنوب لأنه رشوة فاتق الله واطلب أنت وأخوك طريق الكسب الحلال فإن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

س: هل يجوز قبول الهدايا من الموظفين حيث إذا سافر أحدهم إلى بلده أحضر هدية وقدمها لي وأنا رئيسهم المباشر ؟

ج: لا يجوز لك قبول الهدايا من الموظفين لأنها والحال ما ذكر في حكم الرشوة

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

1435-5-30 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 4 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي