الدرس212 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد؛ إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما ، قالوا: يا رسول الله، وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قالوا: يا رسول الله، واثنان قال: واثنان، وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتىيكون أحد زواياها، وإن من أمتي لمن يدخل بشفاعته الجنة أكثر من مضر ".
ضعيف
أخرجه أحمد، والحاكم ، وابن ماجه عن عبد الله بن قيس عن الحارث بن أقيش مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، فإن عبد الله بن قيس هذا - وهو النخعي - قال الحافظ في ترجمته" مجهول ".
‌‌2 - " ما من عبد يخطب خطبة إلا الله عز وجل سائله عنها: ما أراد بها ".
ضعيف
أخرجه أحمد، وعنه البيهقي وابن أبي الدنيا عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا ضعيف، لأن الحسن هو البصري، فالحديث مرسل.

3- " أفضل الصدقة حفظ اللسان ".
موضوع
رواه الديلمي عن خصيب بن جحدر عن النعمان عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، آفته الخصيب هذا، قال الذهبي: " كذبه شعبة، والقطان، وابن معين، وقال البخاري: " كذاب".

4- - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه ".
ضعيف
أخرجه الديلمي من طريق علي بن عبد الحميد: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه: حدثنا القاسم بن أبي صالح:... قال : فذكره.
وهذا إسناد ضعيف عندي؛ فإن القاسم بن أبي صالح هذا فيه كلام.

5- " أبي الدهر كله غدا؟ ".
موضوع
أخرجه ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا أسامة بن زيد عن أبيه قال: " قال جعال بن سراقة وهو يتوجه إلى أُحد: يا رسول الله! إنه قيل لي: إنك تقتل غدا، وهو يتنفس مكروبا، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره، وقال: … " فذكره.
وهذا موضوع مع إرساله، آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي؛ متهم بالكذب.

6 - " إذا جاء الموت لطالب العلم، وهو على هذه الحال، مات وهو شهيد ".
ضعيف جدا
أخرجه البزار ، والخطيب عن هلال بن عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي ذر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره، وقال البزار: " لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ". وقال الهيثمي: " هلال متروك ".

7- - " اجتنبوا دعوات المظلوم ".
ضعيف
أخرجه البخاري في "التاريخ"، وأبو يعلى عن عطية عن أبي سعيد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:.. فذكره. زاد أبو يعلى: وقال عطية: قال رجل من أهل خراسان: قال أبو هريرة: " ما بينهما وبين الله حجاب ".
وهذا إسناد ضعيف، عطية ضعيف ومدلس.

8- " الناس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب ".
ضعيف
أورده السيوطي من رواية الطبراني عن عقبة بن عامر وأبي سعيد، ورواه أيضا أبو يعلى،أخرجه من طريق ابن لهيعة: حدثنا دراج أبو السمح قال الهيثمي:" فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وقال شيخه العراقي: ضعفه ابن عدي ". كما أن أبا السمح ضعيف ذومناكير. وقد صح الحديث موقوفا مفسرا بلفظ: " الناس ثلاثة أثلاث: فسالم، وغانم، وشاحب، فالسالم: الساكت، والغانم : الذي يأمر بالخير، وينهى عن المنكر، والشاحب: الناطق بالخنا، والمعين على الظلم "

9- - " من يرد الله به خيرا؛ يفقه في الدين، [ويلهمه رشده] ".
ضعيف بهذه الزيادة.
أخرجه عبد الله بن أحمد ، وعنه الطبراني وأبو بكر القطيعي وعنهما أبو نعيم : حدثنا أحمد بن محمد ابن أيوب قال : فذكره.

وهو إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غيرَ أحمد بن محمد بن أيوب، وهو الوراق صاحب المغازي. قال الذهبي: " صدوق، لينه ابنُ معين".

10- " إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها،[ وتستغفر له] ".
موضوع بزيادة الاستغفار
رواه البزار من طريق محمد بن عبد الملك عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: محمد بن عبد الملك كذاب؛ كما قال الهيثمي.

والله المستعان

٢٩ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ