الدرس 198 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " ثلاثة لا يسألون عن نعيم المطعم والمشرب: المفطر والمتسحر وصاحب الضيف. وثلاثة لا يلامون على سوء الخلق: المريض والصائم حتى يفطر والإمام العادل ".
موضوع.
أخرجه الديلمي من طريق مجاشع بن عمرو عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قلت:وهذا موضوع، آفته مجاشع هذا، قال ابن حبان كان ممن يضع الحديث على الثقات.

2- " من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ".

منكر بهذا السياق.
ذكره ابن هشام في "السيرة" عن ابن إسحاق ، قال: فذكره هكذا معلقا بغير إسناد، والمحفوظ منه الشطر الثاني فقط من حديث ابن عمر قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا رجع من الأحزاب " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ". أخرجه الشيخان والسياق للبخاري (4119).

وفي آخره: " فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيهم. وقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعنف واحدا منهم ".

3-" إن في الجنة سوقا لا شراء فيه ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخلها، وفيها مجتمع الحور العين يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلهن، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس أبدا، ونحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، فطوبى لمن كان لنا وكنا له ".
ضعيف.

رواه الترمذي والمروزي وتمام والثقفي والضياء المقدسي عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن النعمان بن سعد عن علي مرفوعا. وقال الترمذي مضعفا: " حديث غريب ". قلت: يعني أنه ضعيف، وعلته عبد الرحمن بن إسحاق هذا وهو ضعيف، نقل النووي والزيلعي اتفاق العلماء على تضعيفه.

4- - " سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي، التعزية بي ".
ضعيف.
رواه ابن سعد وأبو يعلى والطبراني عن موسى بن يعقوب الزمعي قال: أخبرنا أبو حازم بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعا. قال: فذكره .

وهذا إسناد فيه موسى بن يعقوب الزمعي، وقد أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " قال النسائي وغيره: ليس بالقوي " قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق سيء الحفظ ".

5- - " إنما تدفن الأجساد حيث تقبض الأرواح ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن سعد عن إبراهيم بن يزيد عن يحيى بن بهماه مولى عثمان بن عفان قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا، يحيى بن بهماه مجهول، وإبراهيم بن يزيد ، وهو الخوزي، متروك. ولعله يغني عن هذا الحديث الواهي قوله صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد: " ادفنوا القتلى في مصارعهم ".

6- " إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وزوجاته ونعيمه وخدمه وسرره، مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وجوه يومئذ ناضرة "[القيامة 23] ".
ضعيف.
أخرجه الترمذي والحاكم وأحمد وأبو يعلى وأبو عبد الله القطان في حديثه عن الحسن بن عرفة وابن الأعرابي وأبو بكر بن سلمان الفقيه والخطيب من طرق عن ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الترمذي: " ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا، ورواه عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله، ولم يرفعه ". قلت : هو عند أحمد من طريق ابن أبجر عن ثوير به مرفوعا. وثوير ضعيف كما في " التقريب "، فلا يصح الحديث لا مرفوعا ولا موقوفا.

7- " إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة فرسخين يتوطأه الناس ".
ضعيف.
رواه الترمذي وأحمد وابن أبي الدنيا والخطيب عن أبي العجلان المحاربي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: فذكره مرفوعا، وكلهم قالوا: عن أبي العجلان غير الترمذي فقال: " عن أبي المخارق "، وقال " إنما نعرفه من هذا الوجه، وأبو المخارق ليس بمعروف ". وقال الذهبي: " والصواب بدله عن أبي عجلان، لا يعرف ".
‌‌8 - " أشقى الناس ثلاثة: عاقر ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه، ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل ".
ضعيف.
رواه أبو نعيم والواحدي وابن عساكر عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف. من أجل عنعنة ابن إسحاق. وحكيم بن جبير ضعيف كما في " التقريب " وفي " الفيض ": " قال الهيثمي وغيره: فيه ابن إسحاق مدلس، وحكيم بن جبير وهو متروك ".

9- " إن لله ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته، ما منهم ملك يقطر دمعه من عينيه إلا وقعت ملكا قائما يصلي، وإن منهم ملائكة سجودا، منذ خلق الله السماوات والأرض، لم يرفعوا رؤسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وإن منهم ركوعا لم يرفعوا رؤوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض، فلا يرفعونها إلى يوم القيامة، فإذا رفعوا رؤوسهم، ونظروا إلى وجه الله قالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك ".
ضعيف.
أخرجه ابن نصر عن عباد بن منصور قال: سمعت عدي بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال: سمعت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره، يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف من أجل عباد بن منصور، قال الحافظ: " صدوق وكان يدلس، وتغير بآخره ".

10- " ليس الجهاد أن يضرب بسيفه في سبيل الله، إنما الجهاد من عال والديه، وعال ولده، فهو في جهاد، ومن عال نفسه يكفها عن الناس، فهو في جهاد ".
ضعيف.
رواه أبو نعيم وعنه ابن عساكر عن محمد بن علان: أخبرنا أحمد بن محمد القرشي أخبرنا أحمد بن محمد العمي أخبرنا أبو روح سعيد بن دينار أخبرنا الربيع عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، الربيع هو ابن صبيح، قال أبو نعيم، " وابن صبيح سيء الحفظ ". وسعيد هذا مجهول ، كما قال أبو حاتم والذهبي وغيرهما. وأحمد بن محمد العمي لم أعرفه.

والله المستعان