الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
قال المصنف :" وقوله تعالى:" قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً " الكهف آية 21
إذا كان في الماضين من اتخذوا المساجد على القبور وعظموها، فهكذا في هذه الأمة سيقع من يعمرالمساجد على القبور ويبنيها ، فالرافضة في أواخرالقرن الأول هم أول من بنوا المساجد على القبور، وعظم القبور بالشرك، ثم تابعهم من يدعي الاسلام فعظموا القبور باتخاذ القباب والمساجد عليها ، حتى عبدت من دون الله، كما فعلوا في غالب بلدان المسلمين اتخذت المساجد والقباب على القبور وعظمت وأسرجت وفرشت وطيبت ، وصار لها السدنة والدعاة إلى الشرك.
فقوله:" قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ " ، المراد بهم الحكام في ذلك الوقت، قالوا مقسمين مؤكدين لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً، وبناء المساجد على القبور من الشرك .
فمن فوائد قول الله تعالى قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ما يلي :-
أولاً : ما تضمن سياق هذه الآية من القصة العجيبة في أصحاب الكهف وما تضمنته من الآيات الدالة على كمال قدرة الله وحكمته
ثانياً : أن من أسباب بناء المساجد على القبور الغلو في أصحاب القبور لأن الذين غلبوا على أمرهم بنوا عليهم مسجداً لأنهم صاروا عندهم محل الاحترام والإكرام فغلوا فيهم
ثالثاً : أن الغلو في القبور وإن قل قد يؤدي إلى ما هو أكبر منه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين بعثه " أَنْ لا تَدَعَ تِمْثَالًا إلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إلَّا سَوَّيْتَهُ."رواه مسلم
وبالله التوفيق.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1434/3/14هـ