الدرس 148 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " إن الله يبغض الشيخ الغربيب. قال رشدين: الذي يخضب بالسواد ".
ضعيف
أخرجه ابن عدي عن رشدين بن سعد عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن قسط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: ورشدين ضعيف.

2- " قصوا أظافركم، وادفنوا قلاماتكم، ونقوا براجمكم، ونظفوا لثاثكم من الطعام، واستاكوا، ولا تدخلوا علي قحرا، بخرا ".
ضعيف
رواه الترمذي الحكيم من حديث عبد الله بن بسر رفعه. وفي سنده راومجهول؛ كما في " فتح الباري ". وقال شيخه العراقي " فيه عمر بن بلال غير معروف كما قاله ابن عدي ". وأقول: فيه أيضا عمر بن أبي عمر، قال الذهبي عن ابن عدي: مجهول. وإبراهيم بن العلاء لا يعرف.

3- "سألت ربي أبناء العشرين من أمتي؛ فوهبهم لي".
ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا قال: حدثنا القاسم بن هاشم السمسار: حدثنا مقاتل بن سليمان الرملي عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد واه، أبو معشر؛ واسمه نجيح ضعيف، ومقاتل بن سليمان الرملي، أظنه البلخي الخراساني صاحب التفسير وهو كذاب، وعليه فقوله: " الرملي " محرف من " البلخي "، فإن يكن هو فالحديث موضوع. والله أعلم

4- " ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال؛ الذين هم قوام الدنيا وأهلها: الرضا بالقضاء، والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله ".
موضوع
قال أبو عبد الرحمن السلمي في " سنن الصوفية ": حدثنا أحمد بن علي بن الحسن: حدثنا جعفر بن عبد الوهاب السرخسي: حدثنا عبيد بن آدم عن أبيه عن أبي حمزة عن ميسرة بن عبد ربه عن المغيرة بن قيس عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا موضوع آفته ميسرة بن عبد ربه، فإنه كذاب وضاع مشهور بذلك، وشهر بن حوشب ضعيف، وجعفر بن عبد الوهاب السرخسي لم أعرفه. وأبو عبد الرحمن السلمي نفسه متهم، واسمه محمد بن الحسين بن محمد، أورده الذهبي في " الضعفاء ".

5- " علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا ".
موضوع
أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الأولياء " من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن بكر بن خنيس يرفعه: فذكره

وهذا إسناد مرسل ضعيف، بل هو معضل، فإن بكر ابن خنيس قال الحافظ: "صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان، من السابعة". وقال الذهبي في "الضعفاء": " … عن التابعي، قال الدارقطني: متروك ". وقال في "الكاشف": "واه". وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، قال الحافظ: "لا بأس به، وكان يدلس، قاله أحمد".

6- " الأبدال من الموالي، ولا يبغض الموالي إلا منافق ".
منكر
أخرجه أبو داود في " أسئلة أبي عبيد الآجري له " وعنه الحاكم في " الكنى "، ومن طريقه الذهبي في "الميزان" بسنده عن الرجال بن سالم عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أورده الذهبي في ترجمة الرجال هذا وقال: "لا يدرى من هو؟ والخبر منكر".

7- "إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال، إنما دخلوها برحمة الله، وسخاوة النفس، وسلامة الصدور، ورحمة لجميع المسلمين".
ضعيف جدا
أخرجه أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" والبيهقي في "شعب الإيمان" من طريق ابن أبي شيبة: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى: حدثنا سلمة بن رجاء - كوفي - عن صالح المري عن الحسن عن أبي سعيد الخدري أو غيره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: … فذكره، وقال: " رواه عثمان عن محمد بن عمران، فقال عن أبي سعيد، لم يقل: (أوغيره) وقيل: عن صالح المري عن ثابت عن أنس ".
وهذا إسناد ضعيف، صالح المري، وهو ابن بشير ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب "

8- " لا يزال أربعون رجلا من أمتي، قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، يدفع الله بهم عن أهل الأرض، يقال لهم: (الأبدال) ، إنهم لن يدركوها بصلاة ولا صوم ولا صدقة. قالوا: يا رسول الله فبم أدركوها؟ قال: بالسخاء والنصيحة للمسلمين ".
ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "وعنه أبو نعيم في " الحلية " : حدثنا أحمد بن داود المكي: حدثنا ثابت بن عياش الأحدب: حدثنا أبو رجاء الكلبي: حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال أبو نعيم: " غريب من حديث الأعمش عن زيد، ما كتبناه إلا من حديث أبي رجاء ". قلت: اسمه روح بن المسيب قال ابن عدي: " أحاديثه غير محفوظة ". وقال ابن حبان : " يروي عن الثقات الموضوعات، ويرفع الموقوفات، لا تحل الرواية عنه ".

9- " إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه
السلام، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة، وإذا مات السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت ويمطر وينبت، ويدفع البلاء ".
موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " والذهبي في " الميزان " من طريق عبد الرحيم بن يحيى الأرمني: حدثنا عثمان ابن عمارة: حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد أبو نعيم:" قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء ". أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة وقال: " وهو كذب، فقاتل الله من وضع هذا الإفك ".

10- " تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله، وتعرض على الأنبياء، وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا، فاتقوا الله، ولا تؤذوا أمواتكم ".
موضوع
أخرجه الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. كذا في " الحاوي للفتاوي " .
وهذا إسناد موضوع، المتهم به عبد الغفور هذا، واسم جده سعيد الأنصاري

والله المستعان

1443/9/29 هـ