الدرس 86 تهذيب الأحاديث الضعيفة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " من أذَّنَ خَمْسَ صلواتٍ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَنْ أمَّ أصحابَه خمسَ صلواتِ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه "

ضعيف ، رواه رزقُ الله التميمي الحنبلي والأصبهاني - الجملة الأولى فقط - عن إبراهيمَ بنِ رستم قال : أنبأنا حمادُ بنُ سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

ومن هذا الوجه رواه البيهقي في سننه إلا أنه جمع الجملتين في جملة واحدة وقال :" لا أعرفه إلا من حديث إبراهيمَ بنِ رستم". وهو ضعيف .

2-"المؤذنُ المحتسبُ كالشهيدِ المُتَشَحِّطِ في دمه، يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان والإقامة "

ضعيف ، رواه الطبراني عن إبراهيمَ بنِ رستم عن قيس بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا.

وهذا سند ضعيف من أجل قيس بن الربيع وإبراهيم ابن رستم وهو الخراساني ، وكلاهما ضعيف.

3- " المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه ، ويشهد له كل رطب ويابس ، وإذا مات لم يدوَّدْ في قبره "

ضعيف جدا ، رواه الطبراني في الكبير حدثنا أحمد بن الجعد الوشا ، أنبأنا محمد بن بكار أنبأنا محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً. ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان عن محمد ابن عيسى العطار حدثنا محمد بن الفضل بن عطية حدثنا سالم الأفطس .

وهذا سند ضعيف بمرة ، آفته محمد بن الفضل بن عطية ، وهو كذاب .

4- " اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون بعدي ، يروون أحاديثي وسنتي ، ويعلمونها الناس "

باطل ، رواه الرَّامَهُرمُزي وأبو نعيم والخطيب والهَرَوي والضياءُ من طريق أحمد بن عيسى بن عبد الله الحلواني حدثنا ابنُ أبي فُدَيْك عن هشام بنِ سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالب يقول : خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.

ومن هذا الوجه رواه الطبراني في الأوسط ، وأورده أبو نعيم في ترجمة أحمد بن عيسى هذا وقال : توفي بأصبهان في خلافة الرشيد ، ولم يذكر فيه جرحاً ، وهذا عجب فقد قال الدارقطني فيه : كذاب ، كما في الميزان للذهبي وساق له هذا الحديث وقال : هذا باطل ، وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان .

5- " ألا أدلكم على الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء قبلي ؟ هم حفظة القرآن والأحاديث عني وعنهم ، في الله ولله "

موضوع ، رواه أبو نعيم والخطيب عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن علي مرفوعا.

وهذا إسناد موضوع آفته عبد الغفور هذا، وهو أبو الصباح الأنصاري الواسطي ، قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن حبان :" كان ممن يضع الحديث على الثقات كعبٍ وغيرِه" ، لا يحل كتابة حديثه ولا ذكره إلا على جهة التعجب .

6- " طَلَبُ الحقِّ غُرْبةٌ "

موضوع ، رواه ابن عساكر في ترجمة حمزة بن محمد ابن عبد الله الجعفري الطوسي الصوفي أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي الصوفي أنبأنا أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ الصوفي قال : سمعت أبا محمد جعفر بن محمد الصوفي يقول : سمعت الجنيد بن محمد الصوفي يقول : سمعت السَّريَّ بن المغلس السقطي الصوفي عن معروف الكرخي الصوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا

وهذا إسناد مظلم مسلسل بالصوفية وغالبهم غير معروفين ، ومنهم حمزة هذا فإن ابن عساكر لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا .

وقد قال الذهبي في الميزان: علان بن زيد الصوفي ، لعله واضع هذا الحديث ، فقال : سمعت الخلدي : سمعت الجنيد : سمعت السَّريَّ عن معروف ... ( قلت : فذكره ) رواه عنه عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ، ولا أعرف الآخر

7- " مَنْ حَبَسَ طعاماً أربعينَ يوماً ثمَّ أخرجَهُ فَطَحَنَهُ وخَبَزَهَ وتَصَدق به لم يقبله الله منه "

موضوع ، رواه ابن عدي والخطيب وابن عساكر من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية قال : سمعت ديناراً أبا مكيس يقول : خدمت أنس ثلاث سنين فسمعته يحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره

وهذا موضوع آفته دينار هذا ، قال الذهبي : حدَّث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس بن مالك ، تالف متهم ، قال ابن حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة .

8- " مَنِ احْتَكَرَ طعاماً على أمتي أربعين يوماً وتصدَّقَ به لم يُقْبلْ مِنْهُ "

موضوع ، رواه ابن عساكر عن خلاد بن محمد بن هانيء بن واقد الأسدي : حدثني أبي أنبأنا عبد العزيز ابن عبد الرحمن الطيالسي أنبأنا خصيف عن سعيد بن جبير عن معاذ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
كذا الأصل (الطيالسي) وقال ابن عساكر: الصواب (البالسي)، قال الألباني: وهو متهم ، قال الذهبي : اتهمه الإمام أحمد ، وقال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به بحال ، وقال النسائي : ليس بثقة وضرب أحمد على حديثه .

9- " من احتكر طعاماً أربعين يوماً على المسلمين ثم تصدَّق به لم يكن له كَفَّارةً "

موضوع ، رواه الديلمي في مسند الفردوس من طريق محمد بن مروان السُّدِّي عن يحيى بن سعيد التيمي عن أبيه عن علي رفعه.

ومحمد بن مروان كذاب كما قال ابن نمير وغيره ، وأشار إلى ذلك البخاري بقوله : سكتوا عنه ، وقال ابن معين : ليس بثقة ، وقال ابن حبان : كان محمد يروي الموضوعات عن الأثبات .

10- " إذا أراد اللهُ بأهل بيت خيراً فَقَّهَهَمْ في الدِّين ، ووقَّر صغيرُهم كبيرَهم ، ورزقهم الرفقَ في معيشتهم ، والقصدَ في نفقاتِهمْ ، وبصَّرهُمْ عيوبَهم فيتوبوا منها ، وإذا أراد اللهُ بهم غيرَ ذلك تركهم هَملْاً "

موضوع ، رواه ابن عساكر من طريق الدارقطني بسنده عن موسى بن محمد بن عطاء أنبأنا المنكدر ابن محمد عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا.

وقال الدارقطني : غريب من حديث ابن المنكدر عن أنس ، تفرد به ابنه المنكدر عنه ، ولم يروه عنه غيرُ موسى بنِ محمد بنِ عطاء ". وهو الدمياطي البلقاوي ، وكان يضع الحديث كما قال ابنُ حبان وغيرُه .

والله المستعان

3 - 8 - 1442هـ