الدرس 85

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " مَنْ كَرُمَ أصلُه وطابَ مولدُه حَسُنَ مَحْضَرُهُ "

باطل ، رواه ابن عدي في الكامل عن جعفر بن نصر بن سويد أبي ميمون حدثنا علي بن عاصم حدثنا داودُ ابن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة مرفوعا

قال: جعفر بن نصر: حدَّثَ عن الثقات بالبواطيل، وليس بالمعروف، وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل .

2- " لا تَسْتَشِيرُوا الحاكَّةَ ولا المعلمينَ ، فإنَّ اللهَ سَلَبَ عقولَهم ونَزَعَ البركةَ من أكسابِهِم "

موضوع ، رواه ابن النجار عن علي بن جعفر بن صالح البغدادي بسنده عن زيد بن أسلم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال في عليٍ هذا : روى حديثاً منكراً ، ثم ساقه .

وللحديث طريق آخر أورده ابن الجوزي في الموضوعات عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به وقال : موضوع ، عبيد الله بن زحر ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات .

3- " لا تَعْجَزُوا فِي الدُّعاءِ فإنَّهُ لا يَهْلَكُ مع الدعاءِ أحدٌ "

ضعيف جداً ، رواه العقيلي في الضعفاء وابن عدي وابن حبان وأبو نعيم والحاكم عن معلى بن أسد العَمِّي حدثني عمر ( وفي المستدرك : عمرو ) بن محمد عن ثابت البناني عن أنس مرفوعا

وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي بقوله :" لا أعرف عمراً ، تعبت عليه" . كذا وقع في المستدرك " عمرو " بزيادة الواو ، وهو من أوهامه ، والصواب " عمر " بدونها كما عند الآخرين هو معروف ولكن بالضعف . قال العقيلي : عمرُ بنُ محمد لا يتابعُ عليه ولا يعرف إلا به .

4- " مَنِ اشْتَرَى ثوباً بعشرةِ دراهمَ وفي ثمنِهِ درهمٌ حرامٌ لم يُقْبَلْ له صلاةٌ مَا كانَ عَليهِ "

ضعيف جداً ، رواه أبو العباس الأصم حدثنا أبو عتبة أنبأنا بقيةُ أنبأنا يزيدُ بنُ عبد الله الجهني عن ابنِ جعونة عن هاشم الأوقص قال : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا.

ورواه الضياء في المنتقى من طريق عيسى بن أحمد أنبأنا بقية حدثنا زيد بن عبد الله الجهني عن أبي معاوية عن هاشم به. ورواه أحمد من طريق أسود بن عامر عن بقية عن عثمان بن زفر عن هاشم به وهذا الاضطراب في الحديث من بقية فإنه كان يخلط فيه " . ومداره على هاشم الأوقص ، وقد قال البخاري فيه : ضالٌ غيرُ ثقةٍ ، كما رواه ابنُ عدي عنه .

5- " مَا أَكْرَمَ النِّسَاءَ إلا كريمٌ ، ولا أَهَانَهُنَّ إِلَّا لَئيمٌ "

موضوع ، رواه الشريف أبو القاسم علي الحسيني ومن طريقه الحافظ ابن عساكر وعنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر من طريق أبي عبد الغني الحسن ابن علي بن عيسى الأزدي أنبأنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

وقال الشريف : هذا حديث غريب ، لا أعلمه رواه إلا إبراهيمُ بنُ محمد بنِ أبي يحيى الأسلمي . وكذا قال أبو منصور وزاد : ولم يكتب عنه إلا من هذا الوجه .

وهذا إسناد واهٍ بمرة ، وفيه علل :

الأولى : داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في التقريب ، ومستندُهُ قولُ ابن المديني : ما رواه عن عكرمة فمنكر ، وكذا قال أبو داود .

الثانية : إبراهيم الأسلمي كذاب كما قال يحيى القطان وابن معين وابن المديني .

الثالثة : أبو عبد الغني الأزدي متهم بالوضع .

6- " إنَّ اللهَ تعالى فضَّلَ المرسلينَ على المقربينَ ، فلمَّا بلغْتُ السماءَ السابعةَ لقيني ملكٌ من نور على سرير من نور ، فسلمتُ عليه فردَّ علي السَّلامَ ، فأوحى اللهُ إليه : يُسلِمُ عليك صفيي ونبيِّي فلم تقمْ إليه ، وعزتي وجلالي لتقومنَّ فلا تقعدنَّ إلى يوم القيامة "

موضوع ، رواه الخطيب عن محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا خالد الحذاء عن أبي قُلابة عن ابن عباس مرفوعاً. وقال : هذا الحديث باطلٌ موضوعٌ ، رجال إسناده كلُّهم ثقاتٌ سوى محمدِ بن مسلمة ، رأيت هبة الله بن الحسن الطبري يُضعِّف محمدَ بنَ مسلمةَ ، وسمعت الحسن بنَ محمد الخلال يقول : محمدُ بنُ مسلمة ضعيفٌ جداً .

7- " إيَّاكَ وقرينَ السوءِ فإنَّكَ به تُعرفُ "

موضوع ، رواه سليم بن أيوب الفقيه عن محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا موسى الطويلُ عن أنس مرفوعا .

ومن طريق سليم هذا رواه ابنُ عساكرَ في التاريخ وقال : هذا حديث سباعي غريب

وإسناده موضوع ، آفته إمَّا محمدُ بنُ مسلمة الواسطي فإنه متهم بالوضع كما سبق ، وإما شيخه موسى الطويل وهو ابن عبد الله ، قال ابن حبان : روى عن أنس أشياء موضوعة ، كان يضعها ، أو وُضعت له فحدَّث بها ، وقال أبو نعيم : روى عن أنس المناكير.

8- " مَنْ أذَّنَ سنةً على نيةٍ صادقةٍ لا يَطْلُبُ عليها أجراً حُشِر يومَ القيامةِ فَأُوقِفَ على بابِ الجنَّةِ فَقِيلَ له : اِشْفعْ لمن شِئْتَ "

موضوع ، رواه ابنُ شاهين وتمامُ وابنُ عساكر عن محمد بنِ مسلمة الواسطي حدثنا موسى الطويلُ حدثنا مولاي أنس بن مالك مرفوعا

وهذا موضوع كما عرفتَ مما سبق بيانه في الحديث السابق.

9- " مَنْ حَافَظَ على الأذانِ سنةً وجبتْ له الجنةُ "

موضوع ، رواه الخطيب البغدادي عن أبي قيس الدمشقي عن عبادة بن نسيّ عن أبي مريم السكوني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا.

وقال : أبو قيس هذا هو محمدُ بنُ عبد الرحمن القرشي ، وذُكِرَ له أسماءٌ وكنىً كثيرةٌ ، ثم روى عن ابن نُمير أنه ذُكر له رواية الكوفيين عن محمد بن سعيد الذي يقال له ابن أبي قيس فقال : لم يعرفوه ، إنما العيب على من روى عنه من أهل الشام بعد المعرفة به ، مَنْ يروي عن هذا العدو لله ؟! ، كذابٌ يضع الحديثَ ، صُلِبَ في الزندقة ، ولقد حدَّث الناسَ قبَّحه اللهُ .

10- " من أذَّنَ سبعَ سنينَ محتسباً كَتَبَ الله له براءةً من النَّارِ "

ضعيف جدا ، رواه الترمذي وابن ماجه والطبراني وابن السَّماك وابن بشران والخطيب من طريقين عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا

وقال الترمذي : حديث غريب ، يعني ضعيف ، وقال العقيلي في الضعفاء : وفي إسناده لين ، وقال البغوي في شرح السنة : وإسناده ضعيف ، وأشار المنذري في الترغيب لتضعيفه . وعلته جابر هذا ، وهو ابن يزيد الجُعفي ، وهو ضعيف بل كذَّبه بعض الأئمة ، وكان رافضياً يؤمن أن عليّاً لم يمت وأنه في السحاب وسيرجع . ورواه ابن عدي عن محمد بن الفضل عن مقاتل بن حيان وحمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. ومحمد بن الفضل هو ابن عطية كذاب.

والله المستعان

3 - 4 - 1442هـ