الدرس 87 تهذيب الأحاديث الضعيفة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-"ضع القلمَ على أُذُنِكَ فإنَّه أذْكَرُ للمُمْلي"

موضوع ، رواه الترمذي وابن حبان وابن عدي وابن عساكر عن عنبسة عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه كاتب فسمعته يقول : فذكره

وقال : "إسناده ضعيف وعنبسة ومحمد ضعيفان " والأول شر من الآخر ، وهو عنبسة بن عبد الرحمن الأموي ، قال أبو حاتم : كان يضع الحديث ، وقال ابن حبان : هو صاحب أشياء موضوعةِ ، لا يحل الاحتجاجُ به ، وأشار البخاري إلى اتِّهامه فقال : تركوه ، وقال النسائي : متروك .

2- "إذا كَتبْتَ فضعْ قلمَك على أذنك فإنَّه أذكرُ لك"

موضوع ، رواه الديلمي وابنُ عساكر عن عمرو بن الأزهر عن حميد عن أنس مرفوعا

وهذا موضوع آفته عمرو هذا كذَّبه ابن معين وغيره ، وقال أحمد : كان يضع الحديث ، وكذا قال ابن حبان.

3- "إنَّ أعمالَكم تُعْرضُ على أقاربِكُمْ وعشائِركُمْ مِنَ الْأمْواتِ ، فإنْ كانَ خيراً استبشروا به ، وإن كان غيرَ ذلك قالوا : اللهمَّ لا تميتَهُمْ حتى تَهْديَهُمْ كما هديتَنَا "

ضعيف ، أخرجه أحمد من طريق سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا

وهذا سند ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان وأنس ، وبقية الرجال ثقات .

4- " إنَّ نفسَ المؤمنِ إذا قُبضتْ تلقَّاها من أهلِ الرحمةِ من عبادِه كما يَتلقَوْن البشيرَ من الدنيا ، فيقولونَ : أَنْظروا صاحبَكم يستريحُ ؛ فإنَّه قَدْ كان في كربٍ شديدٍ ، ثُمَّ يسألونه ماذا فعل فلانٌ ؟ وماذا فعلتْ فلانةُ هَلْ تزوجتْ ؟ فإذا سألوه عن الرجلِ قد ماتَ قبلَهُ فيقول أيْهات ، قد مات ذلك قبلي ! فيقولون : إنَّا لله وإنا إليه راجعون ذُهِب به إلى أُمَِهِ الهاويةِ ، فبئستِ الأمُ وبئستِ المرَبِّيَةُ ، وقال : وإنَّ أعمالَكُم تُعرضُ على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرةِ ، فإنْ كان خيراً فرحوا واستبشروا وقالوا : اللهمَّ هذا فضلُكَ ورحمتُكَ ، وأتممْ نعمتَكَ عليه وأَمِتْهُ عليها ، ويعرضُ عليهم عملُ المسيء فيقولون : اللهمَّ ألْهمْهُ عملاً صالحاً تَرْضى به عنه وتُقَرِّبُهُ إليكَ ".

ضعيف جداً ، رواه الطبراني وعنه عبد الغني المقدسي عن مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا

قال الطبراني : "لم يروه عن مكحول إلا زيد وهشام تفرد به مسلمة" . وهو متهم ، قال الحاكم : روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات .

5- " يُجْلِسُني على العرشِ "

باطل ، ذكره الذهبي في العلو من طريقين عن أحمد ابن يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ عليه حتى بلغت (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ، قال : فذكره.

قال الذهبي : هذا حديث منكرٌ، وسَلَمَةُ هذا متروكُ الحديثِ ، وأشعثُ لم يلحقْ ابنَ مسعود .

6- " إنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السماواتِ والأرضَ ، وإنه يقعدُ عليه ، ما يَفْضُلُ منه مقدارُ أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطاً كأطيط الرَّحْل الجديد إذا رُكب من ثقله "

منكر ، رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني من طريق الطبراني عن عبيد الله بن أبي زياد القَطَواني حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة ، فعظَّم الرب عز وجل ، ثم قال : فذكره

قال الذهبي في ابن خليفة هذا: لا يكاد يعرف ، فأنَّى للحديث الصحة ؟! بل هو حديث منكر عندي .

7- " يقولُ اللهُ ، عزَّ وجلَّ ، للعلماء يومَ القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عبادِه : إني لم أجعلْ علمي وحكمي فيكم إلا وأنا أريدُ أن أغفرَ لكم ، على ما كان فيكم ، ولا أبالي "

موضوع بهذا التمام ، رواه الطبراني في المعجم الكبير حدثنا أحمد بن زهير التستري قال : حدثنا العلاء بن مسلمة قال : حدثنا إبراهيم الطالقاني قال : حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم مرفوعا

وهذا سند موضوع ، فإن مداره على العلاء بن مسلمة أبي سالم ، قال في الميزان : قال الأزدي : لا تحل الرواية عنه ، كان لا يبالي ما روى ، وقال ابن طاهر : كان يضع الحديث ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات. وكذا في التهذيب فلم يوثقه أحد ، ولذلك قال الحافظ في التقريب : متروك ، ورماه ابن حبان بالوضع.

8- " يبعثُ اللهُ العبادَ يومَ القيامة ، ثُمَّ يُمَيّزُ العلماءَ ، ثُمَّ يقولُ : يا معشرَ العلماءِ إنِّي لم أضعْ علمي فيكم إلَّا لعلمي بِكُمْ ، ولم أضعْ علمي فيكم لأعذبَكم ، انطلقوا فقد غفرْتُ لكم "

ضعيف جدا ، رواه ابن عدي وأبو الحسين الكلابي وابن عبد البر عن صدقة بن عبد الله عن طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري مرفوعا

وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، وإن كان الراوي عنه صدقة بن عبد الله ضعيف ، فابن شابور ثقة وقد رواه عنه .

يعني أن طلحة بن زيد تفرد به ، فلزمه الحديث كما قال ابن الجوزي في الموضوعات . وطلحة هذا متهم بالوضع ، فهو آفة الحديث ، وإن كان شيخه موسى ابن عبيدة ضعيفاً جداً كما قال ابن كثير والهيثمي .

9- " إنَّ للهَ عند كلِّ بدعةٍ كِيدَ بها الإسلامُ وأهلُه وليَّاً يذبُّ عنه ويتكلمُ بعلاماتِه ، فاغتنموا تلك المجالسَ بالذبِّ عن الضعفاءِ ، وتوكلوا على الله وكفى باللهِ وكيلا "

موضوع .

رواه العقيلي في الضعفاء : حدثنا محمد بن أيوب قال : حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا عباد ابن العوام قال : حدثنا عبد الغفار المدني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا

وقال العقيلي : "عبد الغفار مجهول بالنقل ، حديثه هذا غير محفوظ ولا يعرف إلا به" . وقال الذهبي :" لا يعرف ".

10- " إنَّ من العلمِ كهيئةِ المكنونِ لا يعرفُه إلا العلماءُ باللهِ ، فإذا نطقوا به لم ينكرْهُ إلا أهلُ الغِرَّة بالله عزَّ وجلَّ "

ضعيف جدا ، رواه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو عثمان النجيرمي عن نصر بن محمد بن الحارث حدثنا عبد السلام بن صالح حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا

وهذا سند ضعيف جدا ، وقد أشار لضعفه المنذري في الترغيب وصرح بتضعيفه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء.

والله المستعان

10 - 8 - 1442هـ