الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
الجهالة لغة : مصدر ( جَهِلَ ) ضد علم ، والجهالة بالراوي تعني عدم معرفته .
واصطلاحا : عدم معرفة عين الراوي أو حاله .
أسباب الجهالة بالراوي
أ- كثرة نعوت الراوي : من اسم أو كنية أو لقب أو صفة أو حِرْفَةٍ أو نسب ، فيشتهر بشيء منها ثم يُذكر بغير ما اشتهر به لغرض من الأغراض فيُظن أنه راوٍ آخر فيحصل الجهل بحاله .
مثاله : محمد بن السائب بن بشر الكَلبي ، نسبه بعضهم إلى جده فقالوا : محمد بن بشر ، وسماه بعضهم : حماد بن السائب ، وكناه بعضهم : أبا النضر ، وبعضهم : أبا سعيد ، وبعضهم : أبا هشام ، فصار يُظن أنه جماعة وهو واحد .
ب- قلة روايته : فلا يكثر الأخذ عنه بسبب قلة روايته فربما لم يرو عنه إلا واحد .
مثل أبو العَشَرَاء الدارمي من التابعين لم يرو عنه غير حماد بن سلمة .
ج- عدم التصريح باسمه:لأجل الاختصار ونحوه ، ويسمى الراوي غير المصرح باسمه (المُبهم) .
مثل قول الراوي : أخبرني فلان أو شيخ أو رجل أونحو ذلك .
تعريف المجهول : هو من لم تُعرف عينُه أو صفته .
أي هو الراوي الذي لم تعرف ذاته أو شخصيته ، أو عرفت شخصيته ولكن لم يعرف عن صفته أو عدالته وضبطه شيء .
أنواع المجهول:
أ- مجهول العين : هو من ذُكر اسمه ولكن لم يرو عنه إلا راوٍ واحد .
وحكم روايته عدم القبول إلا إذا وُثِّق ، وليس لحديثه اسم خاص وإنما هو من نوع الضعيف .
ب- مجهول الحال (ويسمى المستور) : وهو من روى عنه اثنان فأكثر لكن لم يُوثَق .
وحكم روايته الرد وهذا قول الجمهور وحديثه من أنواع الحديث الضعيف .
ج- المُبهم : هو من لم يُصَرَّح باسمه في الحديث .
وحكم روايته عدم القبول حتى يصرح الراوي عن اسمه أو يُعرف اسمه بوروده من طريق آخر مصرح فيه باسمه .
ويسمى حديثه بالمبهم ، والحديث المبهم هو الذي فيه راوٍ لم يُصَرَّح باسمه .
أشهر المصنفات في أسباب الجهالة:
أ- كثرة نعوت الراوي ، صنف فيها الخطيب كتاب (مُوضِح أوهام الجمع والتفريق) .
ب- قلة رواية الراوي ، صُنِّف فيها كتب سميت (كتب الوُحدان) أي الكتب المشتملة على من لم يرو عنه إلا واحد ومن هذه الكتب : الوُحدان للإمام مسلم .
ج- عدم التصريح باسم الراوي : صُنِّف فيه كتب (المُبهمات) مثل كتاب : الأسماء المُبهمة في الأنباء المُحكمة ، للخطيب البغدادي ، وكتاب : المُستفاد من مُبهمات المتن والإسناد ، لولي الدين العراقي .
وبالله التوفيق
15 - 8 - 1441هـ