الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
النكاح لغة : الضم والجمع ، يقال تناكحت الأشجار إذا انضم بعضها إلى بعض .
واصطلاحا : هو عقد الزوجية الصحيح وإن لم يحصل مسيس ولا خلوة .
والنكاح سنة مؤكدة ، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب فقوله تعالى " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم " النساء 3 .
وأما من السنة فمنها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري ومسلم .
وأما الإجماع : فقد أجمع المسلمون على ذلك .
أحكام عارضة للنكاح :
قد يعرض للنكاح أن يكون واجبا أو مباحا .
فيكون واجبا : إذا كان يخشى الوقوع في الحرام كالزنا ونحوه .
ويكون مباحا : إذا كان لا شهوة له كالعِنِّين وكبير السن .
والنكاح سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قال سبحانه " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " الرعد 38 .
وشرع الزواج لحكم وغايات عظيمة منها :
1- أنه السبيل للتكاثر في النسل وهو مطلب شرعي لما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم " رواه النسائي وصححه الألباني ، فهو يكثر سواد المسلمين ويرهب أعداءهم ويحقق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بين الأمم يوم القيامة وسبب لبقاء الجنس البشري .
2- أنه الوسيلة الصحيحة لبقاء الأنساب والمحافظة عليها من الاختلاط والضياع .
3- أنه يلبي حاجة الإنسان الغريزية كما جاء في الحديث " إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فإن ذلك يرد ما في نفسه " رواه مسلم .
4- أنه الطريق الأمثل لغض البصر وتحصين الفرج كما في حديث " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج " رواه البخاري ومسلم ، وهذا هو عنوان النزاهة والنظافة الخُلُقيَّة .
5- أنه الوسيلة الصحيحة إلى تكوين الأسرة المترابطة المتناصرة التي يقوم عليها بناء المجتمع .
6- أنه سبب لاستقرار النفس وطمأنينتها واستقرار الأسرة وثباتها ومن ثم استقرار المجتمع وسعادته كما قال الله تعالى " ومن ءايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون " الروم 21 .
وبالله التوفيق
1441-3-20هـ