الزكاة 2

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 4 ربيع الثاني 1441هـ | عدد الزيارات: 1052 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}آل عمران 102،{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًالنساء1، {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}الاحزاب 71,70

أما بعد. عباد الله

الزكاة فريضة ظاهرة، وشعيرة على المسلمين لازمة، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله تعالى، يقول الله سبحانه وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة 77، وقال: { فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}التوبة 11.و قال أبو بكر الصديق : (لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة).

لذا كانت شعيرة الزكاة شعار المسلم وعلامة إيمانه، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ، صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ"

عباد الله ؛الزكاة فريضة واجبة على المسلم فيما رزقه الله تعالى وأنعم به عليه، يثيب باذلها ثوابا عظيما في الدنيا والآخرة قال تعالى: {وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدون وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ}الروم 39، أي قد أضعف لهم الخير والنعيم فهم أصحاب أضعاف. والزكاة مطهرة للمال وسبب للمباركة فيه.

عباد الله! إن طريقة إخراج الزكاة وحسابها يكون بتحديد شهر في كل سنة وليكن رمضان مثلا يخرج فيه زكاة ماله وهو ربع العشر ويقسم المبلغ على أربعين فيخرج مقدار الزكاة بشرط أن يكون قد بلغ النصاب ومعرفة النصاب نضرب 4 × 595 = 2380 فما كان أقل من هذا المبلغ فليس فيه زكاة لأن الغالب أن غرام الفضة في حدود أربعة ريالات، وكذا زكاة الذهب نضرب 85× قيمة غرام الذهب ، سواء كان الذهب جديدا أو مستعملا.

و إذا كان لديه عروض تجارية تجب فيها الزكاة فإنه يُقَوم هذه العروض بسعرها في هذا اليوم؛ وذلك مثل البضائع المعدة للتجارة.

عباد الله ليحرص المسلم غاية الحرص على عدم التأخير في إخراجها

وقد فصل الله عز وجل مصارف الزكاة في كتابه العزيز فقال سبحانه: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}التوبة 60.

فلا يجوز صرف الزكاة لغيرهولاء الثمانية بالإجماع.

وانظر كيف ختم الله آية مصارف الزكاة باسمين عظيمين من أسمائه جل وعلا وهما (العليم) و(الحكيم) وذلك مُشعر باطلاعه سبحانه على أحوال الباذلين من الناس للصدقة والزكاة، وأنه عليم بمن تصل إليه وهو حكيم سبحانه إذ خص مصارف الزكاة لهؤلاء الثمانية دون غيرهم لحكم عظيمة عنده سبحانه.

فلا تصرف الزكاة في بناء المساجد أو وقف القرآن أوكتب العلم، وإنما تصرف الزكاة لأهلها المستحقين لها نقدا لا عيناً.

وهذا من حكمته سبحانه لكي لا يقتصر إنفاق المسلم على الزكاة فقط، بل يبذل من الصدقات والتبرعات ما ينفعه يوم القيامة ويرفع درجته، فلو أُطلق مصرف الزكاة لاكتفى المرء ببذلها عن سائر الصدقات .

عباد الله إن معرفة مصارف الزكاة من أهم المسائل في الزكاة لتؤدى هذه الشعيرة صحيحة غير منقوصة، فمن مصارف الزكاة الثمانية

- المحتاجون من الفقراء والمساكين؛ وذكر الله تعالى للمساكين مشير انه لا يلزم أن يكون المحتاج الذي صرفت إليه الزكاة شديد الحاجة، بل يجوز دفعها للمساكين الذين يجدون بعضا من قوتهم ويفقدون بعضا .

عباد الله : إن المسلم يلزمه التحري في بذل صدقاته وزكاة ماله، ويجب عليه عدم إعطائها كل من سألها وخصوصا إذا كان ذا قوة، فبعض الناس إعتاد سؤال الناس في مساجدهم ومحل إجتماعهم وهو مستطيع العمل، فإعطاء مثل هذا يعينه على التكاسل وترك العمل، أو يأخذ الزكاة تكثرا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب)) صححه الألباني .

وأفضل الصدقة لذوي القرابة المحتاجين فإنها صدقة وصلة .

هذا واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد عباد الله .

اتقوا الله حق التقوی واحرصوا على بذل زكاتكم الى الجهات التي أمر الله بصرفها إليها، وتحروا صدق ذلك

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سأل الناس أموالهم تكثرا، فإنما يسأل جمرا، فليستقل أو ليستكثر)) رواه مسلم.

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بالصلاة عليه يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما .

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المظلومين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ولّ على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم ، واغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم وفق ولي امرنا واحفظ جنودنا على حدودنا اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا اعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله:

اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"العنكبوت:45.

1441/4/4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 1 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي