الدرس 367 الإيمان بالله

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد

الركن الأول من أركان الإيمان الستة

الإيمان بالله تعالى

وهو الاعتقاد الجازم بأن الله وحده هو الرب المعبود ويتضمن ذلك اعتقاد أنه رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق الرازق المدبر للكون كله والذي بيده مقادير كل شيء له الخلق والأمر سبحانه تعالى وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لاشريك له وأن كل معبود سواه فهو باطل وعبادته باطلة وأنه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال ومنزه عن كل نقص وعيب

والإيمان بالله تعالى يقتضي

أولا-استشعار عظمة الله تعالى وقدرته وسلطانه فهو المتصرف في هذا الكون والمدبر ,فلا تكون حركة إلا بإذنه وأمره ولايكون شيء إلا بعلمه فهو الحكيم العليم وهو على كل شيء قدير كما قال تعالى:(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) ياسين 82

ثانيا-تعلق القلوب بفاطرها وخالقها واستحضار الافتقار إليه وتخلص العبادة له حبا ورجاء وتوكلا ورغبة ورهبة ودعاء وإستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة ,قال تعالى(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين -لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الأنعام 162-163

من لوازم الإيمان بالله وثمراته

أولا- تعظيم الله تعالى بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله

ثانيا-تحصل السعادة وأمن القلب وطمأنينته ,فالمؤمن إذا آمن بالله حقا استشعر عظمة الله وامتلأ قلبه بمحبة الله وخشيته ورجائه وشعر بحقيقة السعادة والطمأنينة والرضا والأمن قال تعالى:(الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكرالله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد آية 28

ثالثا- تقوى الله بأن يجعل المؤمن بينه وبين عذاب الله وقاية بالتزام أوامره واجتناب نواهيه

رابعا- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )آل عمران آية31

خامسا- محبة مايحبه الله من الأعمال والأقوال والأشخاص وبغض مايبغضه الله من ذلك كله ,كما في الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مَن أحبَّ للَّهِ وأبغضَ للَّهِ ، وأعطى للَّهِ ومنعَ للَّهِ فقدِ استَكْملَ الإيمانَ)أخرجه أبو داود وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح

وبالله التوفيق

1433-11-7 هـ