بداية العام الدراسي

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 2 ذو القعدة 1436هـ | عدد الزيارات: 1888 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما.

أما بعد

عباد الله

أوصيكم بتقوى الله، فإن من اتقى الله وقاه، وهداه إلى أرشد أمور دينه ودنياه، والمتقون من عباد الله هم أهلُ السعادة والفلاح، والفوزِ والغنيمة في الدنيا والآخرة، والعاقبةُ دائما وأبدا لأهل التقوى.

أيها المسلمون:

إننا نستقبل بداية عامٍ دراسي جديد، يتوافد الطلاب إلى المدارس والجامعات ويتفاوت الناس في الاستعداد والتهيؤ لهذا الهدف النبيل بحسب ما ييسر الله تبارك وتعالى لكلٍ فيما يعينه الله جلّ وعلا ويوفقه له

ومع تجدد الأعوام الدراسية، تتجدد المسؤولية، يقول صلى الله عليه وسلم: " كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته" رواه البخاري عن ابن عمر.

إن المسؤولية أمام الله تبارك وتعالى عظيمة، فالكل يُسأل أمام الله عز وجل عما خُوِّلَ له وائتُمن عليه، ووكل إليه من أمر المسلمين

فعلينا أن نستشعر هذه المسؤولية العظيمة أمام الله تبارك وتعالى.

إن المدارس والجامعات أُنشئت لتكون مناراتٍ للهدى وأبواباً للخير ومجالاً للصلاح وتأسيسًا للفضيلة، ونماءً للعلم، وزكاءً للخير ومجتمعاً للفضل والرفعة وطاعةً لله تبارك وتعالى

إن علينا أن نستشعر في هذا الأمر العظيم وفي كل أمر من الأمور إخلاص العمل لله جلّ وعلا،

فالواجبُ على كل واحد منا أن يكون مخلصا لله تبارك وتعالى، فالعلم أمر يحبه الله وأمر عباده به ورغّبهم فيه وهو طاعة لله جلّ وعلا والطاعة أيضاً يجب أن تُؤسَّس على الإخلاص لله وأن تكون قائمة على هذا الأساس العظيم ولهذا يقول الإمام أحمد رحمه الله: العلم لا يعدله شيء إذا صَلُحت النية

عباد الله:

لابد من همة عالية تسوق الإنسان إلى قمم الفضيلة وأماكن النُبلِ وسمو المكانة ورفعتِها، همةُ عالية تُرَقي الإنسان في دروب الفضيلة، فالهمة لابد أن تكون مصاحبة لطالب العلم، همّة ترقيه في دروب الخير

أيها الأحبة:

لابد من العناية بالنشء عناية عظيمة، ولاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وتنوعت فيه الشرور وكثرت فيه المغريات للفساد

وينبغي على الطالب أن يتخير لنفسه الجلساء والزملاء، فليس للمؤمن أن يمشي مع من شاء، وإنما يحرص على مصاحبة الأخيار، ومرافقة من يعينونه على العلم والفضيلة والطاعة والعبادة ويسددونه في أعماله وأقواله، وهو بذلك يكون هو ورفيقه متعاونان في الخير، متعاضدان في طاعة الله تبارك وتعالى، وإذا علم الطالب بخلةً مشينةً أو خصلة ذميمة في رفيق له، فليبادره بالنصيحة وليكن موجِّها له ودالا له على الخير

أسأل الله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك في مدارسنا وجامعاتنا وأن يجعلها منارات للخير، وأن يجعل عامنا هذا عاما مباركا وأن يوفقنا فيه لكل خير وأن يهدينا جميعا سواء السبيل.

هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما .

أما بعد

عباد الله

علينا أن نقبل على الله عز وجلّ بقلوب صادقة كما ينبغي علينا أن نكون على صلة بالله تبارك وتعالى وكلما كان العبد على صلة بالله تبارك وتعالى، مقبل على الله عز وجلّ إقبالا صادقا، راجيا ربه تبارك وتعالى وطامعا فيما في يده سبحانه، فإنه يُسدد ويُوَفَّق ويُعانُ على كل خير في الدنيا والآخرة

هذا وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إنَّ الله وملائكتَه يصلُّون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلِّموا تسليمًاالأحزاب: ٥٦، وقال صلى الله عليه وسلم " من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا"رواه مسلم عن عمرو بن العاص.

اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبى بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البرّ والتقوى وسدده في أقواله وأعماله وألبسه ثوب الصحة والعافية يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم واجعلهم رأفة ورحمة على عبادك المؤمنين، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ونسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تجعل كلَّ قضاء قضيته لنا خيرا، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، دقها وجلها أولها وآخرها سرها وعلنها، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنَّا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين، واكتب الصحة والسلامة والعافية لعموم المسلمين يا ذا الجلال والإكرام، ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.البقرة:201.

عباد الله: اذكر الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدك ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.العنكبوت:45.

1436/11/1 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي