ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الحوثيون 2

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 9 جمادى الآخرة 1436هـ | عدد الزيارات: 1724 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الخالقِ البارئِ المصور العزيزِ الجبارِ المتكبر العليِ الذي لا يضعه عن مجده واضع الجبارِ الذي كلُّ جبارٍ له ذليلٌ خاضع وكلُّ متكبرٍ في جناب عزه مسكينٌ متواضع فهو القهار الذي لا يدفعه عن مراده دافع الغنيٌّ الذي ليس له شريكٌ ولا منازع القادرُ الذي بهر أبصارَ الخلائق جلالُه وبهاؤُه كسر ظهور الأكاسرة عزُّهُ وعلاؤه وقَصَرَ أيدي القياصرةِ عظمتُه وكبرياؤه

والسلام على نبيّنا محمد الذي أشرقت رسالته أكنافُ العالم وأرجاؤه وعلى آله وأصحابه الذين هم أَحِبَّاءُ الله وأولياؤُه وخِيْرَتُه وأصفياؤُه وسلم تسليما كثيراً

أما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين واعلموا أنّ الحقَّ والباطلَ لهما صولاتٌ وجولات وهذه سنّةُ الله تعالى في هذه الحياة يعلو الباطل مرّةً على الحقّ حتى يظنَّ الناسُ أنّ الحق قد انتهى وولَّى وأنّ الباطل قد انتصرَ وعلا

فهؤلاء أنبياءُ اللهِ تعالى ورُسُلُه يُكذَّبُون ويُحارَبُون حتى تصل الحال إلى غاية الشدة على الرسل ثم يأتي الفرج والنصر قال تعالى ذاكراً حالهم: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ.يوسف:110.

حتى إن الرسل على كمال يقينهم، وشدة تصديقهم بوعد الله ووعيده ربما يخطر بقلوبهم نوعٌ من الياس فإذا بلغ الأمرُ هذه الحال: جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ

فالابتلاءُ سُنة الله تعالى على جميع عباده والشّدَّةُ والكربُ ماضٍ على خيار خلقه حَتَّى يأتي عليهم حالٌ يَقُولُ فيه: الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ.البقرة:214.
يتساءل الرسولُ والمؤمنون جميعًا: متى نصرُ الله متى يأتينا الفرج والكفارُ يُؤذوننا والمنافقون يَشْمَتُون بنا فيأتي الجواب بعد مُعاناةٍ وشدّةٍ: أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.البقرة:214.

إنّ سُنّة الله أنْ يُمْتَحَنَ أَهْلُ الْحَقِّ مِحننًا تترى ويرى أهلُ الباطلِ النصرَ عليهم يتوالى ليستدرج المجرمين في مستنقع جحيم الدنيا والآخرة فيذوقوا حلاوة الانتصار ثم يتجرعوا بعدها مرارةَ الذلّ والصغار وهذا أنكى وأشدّ عليهم لَوْ هُزموا من أول مرّة ويرى ثباتَ وتضحياتِ وصبرَ المؤمنين ويَفْضَحَ المنافقين والكاذبين الذين يغتر الناسُ بهم أيّام الأمن والدّعة: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ.العنكبوت:2-3.

إنها سنةُ الله في خلقه ألا يتركهم بلا مِحن ولا يدعهم بلا فتن حتى يرى الكاذب الذي يُنافق ويُداهن

واعلموا م

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي