الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
تختلف كبائر الذنوب في فحشها وعظم جرمها فمنها ما هو شرك، ومنها ما ليس بشرك، ومذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون مسلما بما كان منها دون الشرك مثل قتل النفس وشرب الخمر والزنا والسرقة وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات المؤمنات وأكل الربا ونحو ذلك من الكبائر، ولكن يقيم ولي الأمر عليه عقوبة ما ارتكبه من الذنوب من قصاص أو حد أو تعزير، وعليه التوبة والاستغفار، أما ما كان من الكبائر مثل الاستغاثة بغير الله كدعاء الأموات لتفريج الكربات والنذر للأموات والذبح لهم فهذه الكبائر وأمثالها كفر أكبر يجب البيان لمن ارتكبها وإقامة الحجة عليه، فإن تاب بعد البيان قبلت توبته وإلا قتله ولي أمر المسلمين لردته
ولا يجوز نفي الإيمان عن المسلم لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه" رواه البخاري ومسلم وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من دعا رجلا بالكفر، أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" متفق عليه حار: رجع
علاج النسيان وبطء الحفظ تقوى الله عز وجل، ومداومة المذاكرة، وتكرار ما أراد حفظه، وسؤال الله الإعانة على ذلك
من ثبت كفره وجب اعتقاد كفره والحكم عليه به وإقامة ولي الأمر حد الردة عليه إن لم يتب، ومن لم يكفر من ثبت كفره فهو كافر، إلا أن تكون له شبهة في ذلك، فلا بد من كشفها
يجوز للمسلم أن يقول لليهودي أو النصراني أنه كافر لأن الله وصفهم في القرآن بهذا الوصف، وهذا معلوم لمن تدبر القرآن، ومن ذلك قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ"(البينة 6) وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى
والمسلمون لا يحكمون على غيرهم بأنهم في النار إلا بشرط وهو أن يكونوا قد بلغهم القرآن أو بيان معناه من دعاة الإسلام بلغة المدعوين لقول الله عز وجل "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ"(الأنعام 19) وقوله سبحانه "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا" (الإسراء 15)فمن بلغتهم الدعوة الإسلامية من غير المسلمين وأصر على كفره فهو من أهل النار لما تقدم من الآيتين، ولقول النبي صلى لله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار" أخرجه مسلم
أما من عاش في بلاد غير إسلامية ولم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن القرآن والإسلام فهذا على تقدير وجوده حكمه حكم أهل الفترة يجب على علماء المسلمين أن يبلغوه شريعة الإسلام أصولا وفروعا إقامة للحجة وإعذارا إليه، ويوم القيامة يعامل معاملة من لم يكلف في الدنيا لجنونه أو بلهه أو صغره وعدم تكليفه
إطلاق لفظة العادات والتقاليد الإسلامية 
إن الإسلام نفسه ليس عادات ولا تقاليد وإنما هو وحي أوحى الله به إلى رسله وأنزل به كتبه فإذا تقلده المسلمون ودأبوا على العمل به صار خلقا لهم وشأنا من شؤونهم
يكره تذييل الخطابات والعرائض بكلمة "ودمتم" لأن الدوام لله سبحانه والمخلوق لا يدوم
س: هل يجوز أن أقول للضابط في الشرطة حاضر يا سيدي ؟
 ج: يجوز أن تقول له: حاضر، ولا يجوز أن تقول له يا سيدي لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض الصحابة أنت سيدنا، قال "السيد الله تبارك وتعالى" رواه أبو داود بإسناد صحيح
إن مقولة معنى لا إله إلا الله "رد السلطة المغتصبة التي يستعبد بها الناس إلى صاحبها الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى رب الجميع" وهو ما قاله محمد قطب في كتاب التوحيد وهو المؤلف
لا نعلم بأسًا من حيث المعنى، ولكن الأسلوب فيه سوء أدب مع الله لأنه سبحانه لا يستطيع أحد أن يقهره على أخذ حقه، بل هو القاهر فوق عباده، ولكن المشرك والحاكم بغير ما أنزل الله قد اعتديا على حق الله وحكمه وخالفا شرعه
لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب "لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة" ولو ادعى في ذلك أنه مجاز لأن فيه تلبيسًا على الناس، وإيناسًا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد، إذ ما زال كثير من الكفرة ينكر الرب، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة
قول "يعلم الله" لا بأس بذلك إذا كان صادقًا، وقول "لا سمح الله، لا قدر الله" لا بأس به إذا كان المراد بذلك طلب العافية مما يضره، وقوله "إرادة الله" إذا أراد بذلك أن ما أصابه من مرض وفقر ونحو ذلك هو من قدر الله وإرادته الكونية فلا بأس، وقوله "الله ورسوله أعلم" يجوز في حياة الرسول صلى الله وعليه وسلم، أما بعد وفاته فيقول الله أعلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يعلم ما يحدث بعد وفاته
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله  من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله"( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان آية 34
أما أسباب اختلاف العلماء فكثيرة، منها: أن كل واحد منهم لا يحيط بالعلم كله فقد يخفى عليه ما علم غيره، وقد يفهم من النصوص ما لا يفهمه غيره عندما يختفي عليه الدليل الواضح
وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه: رفع الملام
وإدعاء علم الغيب كفر، قال الله تعالى:" قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل 65)
س: سمعنا بعض علمائنا أن في الحديث خبراً يقول بعد أربعة عشر قرنًا وشيء يكون قيام الساعة ؟
 ج: لا يعلم تحديد وقت خبر قيام الساعة إلا الله وليس في الأحاديث الصحيحة ما يدل على صحة ما ذكره من نسبتم إليه ما ذكر في السؤال
الجن يموتون كالإنس لعموم قوله تعالى "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" (آل عمران 185)وأما تقدير أعمارهم فالظاهر أنه يعمهم حديث "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين" رواه الترمذي وابن ماجه
قلت: بعد حمد الله صرح بذلك لي أحد الجن أثناء الرقية الشرعية على أحد المرضى بأن أعمار الجن ما بين الستين إلى السبعين كما قال بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من النصوص الشرعية أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لما أسري به وعرج به لم ير ربه بعينيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك "رأيت نوراً" وفي رواية أخرى "نور أنى أراه" أخرجهما مسلم في صحيحه ولقوله صلى الله عليه وسلم "واعلموا أنه لن يرى منكم أحد ربه حتى يموت" خرجه مسلم أيضًا
وقد دل القرآن على أن موسى لم ير ربه، فإنه لما طلب الرؤية أجابه بقوله تعالى "لَنْ تَرَانِي" سورة الأعراف آية 143
ودلت السنة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره بعينيه، وإنما رأى جبريل عليه السلام على صورته معترضا الأفق، وهذا هو المراد بقوله تعالى "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى" سورة النجم الآيات 5-17 
وبالله التوفيق
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
 1436-02-12هـ