الدرس 189: باب: ما جاء في قوله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ 2

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف:" وفي رواية لمسلم "والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول أنا الملك، أنا الله".

قوله:"ثم يهزهن"أي يحركهنَّ.

قوله:"فيقول أنا الملك، أنا الله"وهذا في بيان عظمته وربوبيته وملكه وعظيم قدرته وتقرير انفراده بالملك.

وقوله :" وفي رواية للبخاري "يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع" أخرجاه.

ذكر الله ،سبحانه، أن أصابعه استوعبت كل خَلْقِهِ.

ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا "يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون" .

جاء في مسلم باختلاف يسير بلفظ"يطوي الله عزَّ وجلَّ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون".

قوله:" ثم يقول أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون"، هذا تحدٍّ منه ،جل وعلا، لهؤلاء الذين يتجبرون في الدنيا ويتكبرون ، والجبارون : جمع جبار ، وهو المتعالي على الناس بالقهر والغلبة والظلم، والمتكبرون: جمع متكبر، والمتكبر من الخلق: هو الذي يتعالى على الناس بالظلم والبطش.

قوله :"ثم يطوي الأرضين بشماله"أنه سبحانه له يمين وشمال ، وأنَّ "كلتا يديه يمين" صحيح مسلم ، وسمَّى إحداهما يمينًا والأخرى شمالًا من حيث الاسم، لكن من حيث المعنى والشرف فكلتاهما يمين ، وليس في شيء منهما نقص.

قوله:" وروي عن ابن عباس، قال "ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم"

هذا الأثر عن ابن عباس نقل الألباني تصحيحه عن ابن تيمية .

، قوله :" وقال ابن جرير حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد حدثني أبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس"(ضعفه الذهبي في كتاب العلو)

قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض" (ضعفه شعيب الأرناؤوط في شرح تخريج الطحاوية وضعفه لألباني في السلسلة الضعيفة من رواية زيد بن أسلم )، وحيث لم تثبت صحة الحديثين فقد صرفت النظر عن شرحهما

قول المصنف: وعن ابنِ مسعودٍ قال: بين السماءِ الدنيا، والتي تليها خمسُمائةِ عامٍ، وبين كلِّ سماءٍ وسماءٍ خمسُمائةِ عامٍ، وبين السماءِ السابعةِ والكرسيِّ خمسُمائةِ عامٍ، وبين الكرسيِّ والماءِ خمسُمائةِ عامٍ، والعرشُ فوق الماءِ، واللهُ فوق العرشِ، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِكم. "

أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قال: وله طرق .

رواية ابن مهدي عن حماد عن عاصم ، هذا الأثر رواه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد"، والدرامي في نقضه على بشر المريسي، والطبراني في الكبير وغيرهم، وفي سنده عاصم بن بهدلة الشهير بابن أبي النجود، وهو صدوق له أوهام، كما في التقريب، وعليه فالحديث ضعيف.

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً .

1435/8/14 هـ