ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 180: باب ما جاء في كثرة الحلف 6

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 3 جمادى الآخرة 1435هـ | عدد الزيارات: 1839 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف :"وفيه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ، ويَمِينُهُ شَهادَتَهُ. قالَ إبْراهِيمُ: وكانُوا يَضْرِبُونَنا علَى الشَّهادَةِ والعَهْدِ ونَحْنُ صِغارٌ."

قوله :"وفيه "أي في الصحيحين واللفظ للبخاري.

قوله صلى الله عليه وسلم :"خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ".هذا يعم الناس كلهم في هذا القرن، وهم الصحابة ، وهم خير الناس بعد الأنبياء ثم التابعين ثم تابعي التابعين.

قوله صلى الله عليه وسلم:"ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ، ويَمِينُهُ شَهادَتَهُ"، وهذا من قلة المبالاة والاستهتار لضعف الإيمان، وهذه حال من صرف رغبته إلى الدنيا ونسي المعاد، فخفَّ أمرُ الشهادة واليمين عنده تحمُّلًا وأداءً، أما المؤمن فلا يشهد إلا عن صدق، ولا يحلف إلا عن حاجة.

قول الراوي:" قالَ إبْراهِيمُ " المراد به إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك النخعي، الفقيه، الكوفي التابعي، ولد سنة 47 هـ ، وهو ابن أخي علقمة بن قيس النخعي، وأمه هي مليكة بنت يزيد النخعية أخت الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد النخعي وهم من كبار تابعي أهل الكوفة. وقد أدرك عددًا من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يحدث عن أحد منهم. كما رأى عائشة رضي الله عنها لما صحب عمه وخاله وهو صغير في رحلة الحج، حيث كان بين عائشة وأهله إخاء وود. ونسبته إلى النَّخعِ - بفتح النون والخاء المعجمة وبعدها عين مهملة، وهي قبيلة كبيرة من مَذحج باليمن، واسم النَّخع هو جَسر بن عمرو بن عُلَه بن خالد بن مالك بن أُدَد، وإنما قيل له النخع لأنهُ انتخع من قومه : أي بعد عنهم، وخرج منهم خلق كثير. ولما كان مُقام أهله بالكوفة، فقد ألمّ إبراهيم النخعي بعلم عبد الله بن مسعود، حتى صار هو وعامر الشعبي مفتيا أهلِ الكوفة في زمانهما. وقد عَرَفَ له معاصروه علمَه بالفُتيا، حيث قال سعيد بن جبير مستنكرًا طلب أهل الكوفة منه إفتاءهم، فقال: «أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟». كما كان إبراهيم ممن حفظ القرآن، وقد أخذه عن عمه علقمة وخاله الأسود، وقرأ عليه سليمان بن مهران والأعمش وطلحة بن مصرف وكان إبراهيم زاهدًا في الدُنيا، فقد رُوي عن امرأته هُنيدة أنه كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا. كما كان يبغض المرجئة، توفي إبراهيم النخعي سنة 96 هـ بالكوفة في خلافة الوليد بن عبد الملك وعمره 49 سنة، بعد وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي بأربعة أشهر.

قوله:" وكانُوا يَضْرِبُونَنا علَى الشَّهادَةِ والعَهْدِ ونَحْنُ صِغارٌ" أي كان السلف يؤدبون أبناءهم إذا شهدوا وحلفوا، ليربوهم على تعظيم الشهادة وتعظيم اليمين حتى ينشئُوا على ذلك؛ لان الطفل ينشأ على ما عُوِّدَ عليه.

قول المصنف فيه مسائل:

"الأولى: الوصية بحفظ الأيمان،" تؤخذ من قوله تعالى "وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ".

"الثانية: الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة،" تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ..." الحديث
الثالثة: الوعيد الشديد فيمن لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه، تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه..."

الرابعة: التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي ، تؤخذ من حديث سلمان حيث ذكر الأشيمط الزاني والعائل المستكبر وغلظ في عقوبتهما لأن الداعي إلى فعل المعصية المذكورة ضعيف عندهما

الخامسة: ذم الذين يحلفون ولا يستحلفون ، من غير حاجة أو مصلحة

السادسة: ثناؤه صلى الله عليه وسلم على القرون الثلاثة أو الأربعة ، وذكر ما يحدث بعدهم،تؤخذ من قوله :- "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي" وقوله: أو الأربعة، بناء على ثبوت ذكر الرابع في حديث مسلم

السابعة: ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون، تؤخذ من حديث عمران، وفيه : ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون.
الثامنة: كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد، تؤخذ من قول إبراهيم النخعي "وكانُوا يَضْرِبُونَنا علَى الشَّهادَةِ والعَهْدِ ونَحْنُ صِغارٌ".

وبالله التوفيق

1435/6/3 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 4 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي