الدرس 180: أحكام الخمر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

لا يجوز لسائق الأجرة المسلم أن يحمل من معه خمر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن حامل الخمر والمحمولة إليه ولما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان

وليس لصاحب الشاحنة الأولى أن يحمل عليها شعيرا إلى مصنع الخمور لصنع الخمر كما لا يجوز لصاحب الشاحنة حمل الزجاجات فارغة إلى مصنع الخمور لتعبئتها خمرا لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان قال تعالى: ولا تعانوا على الإثم والعدوان

ولا يجوز العمل في محلات تبيع الخمور أو تقدمها للشاربين ولا العمل في المطاعم التي تقدم لحم الخنزير للآكلين أو تبيعه على من يشتريه ولو كان مع ذلك لحوم أو أطعمة أخرى

ولا يجوز الدلالة على مكان بيع الخمور

ما أسكر شرب كثيره فهو خمر والواجب إراقته وتحريم الإبقاء عليه لاستخدامه والانتفاع به في تنظيف أو تطهير أو وقود أو تعطير أو تحويله خلا أم غير ذلك من أنواع الانتفاع أما ما لم يسكر شرب كثيره فليس بخمر ويجوز استعماله في تعطير وعلاج وتطهير جروح ونحو ذلك

ولا يجوز استعمال ما يسكر كثيره في طهي الطعام ولا في غيره من أنواع الانتفاع

ولا يجوز خلط الدواء بالكحول المسكرة أما ما كان قد خلط بهذه الكحول فعلا فإن كان شرب الكثير منه يسكر حرم صرفه وشربه قل أو كثر وإن كان شرب كثيره لا يسكر جاز صرفه وشربه

وهذا رداً على من سأل عن علاج نسبة الكحول به 10%

وشرب البيرة أو عصير التفاح أو العنب والتي يقول البعض بأن فيها رائحة الخمر لا يجوز إذا كان مسكرا أو يسكر كثيره

والجبن الصناعي الذي كثر القول فيه على أن فيه شحم الخنزير فنحن لم يثبت عندنا أن فيه شحم خنزير والأصل في الأشياء الحل ومن تيقن أن فيه شحم خنزير أو غلب على ظنه لا يجوز له استعماله

ويجوز استعمال الخل وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "نعم الإدام الخل" رواه أحمد

الكولونيا والكحول إذا استعمل لأغراض طبية كتطهير جروح وتعقيم فلا بأس بذلك والبيرة إذا كانت مشتملة على شيء من الكحول ولو كان قليلا إذا كان كثيره يسكر فلا يجوز استعمالها وإذا كانت خالية من الكحول فالأصل في الأشياء الحل

يحرم شرب الدخان لما فيه من المفاسد

لا يجوز تعاطي الحبوب المنبهة والمنومة لما فيها من المضار على متعاطيها ولما ينتج عنها من الأخطار على غيره من المجتمع

صدر فتوى اللجنة الدائمة في حكم خلط الدواء بكحول وفي حكم تعاطيه هذا نصها: لا يجوز خلط الأدوية بالكحول المسكرة لكن لو خلطت بالكحول جاز استعمالها إن كانت نسبة الكحول قليلة لم يظهر أثرها في لون الدواء ولا طعمه ولا ريحه ولا السكر بشربه وإلا حرم استعمال ما خلط بها

والخل يصنع من أشياء كثيرة وهو مباح ما لم يتخمر فإذا تخمر وجبت إراقته وعدم الإبقاء عليه

فالخل ليس في أصله خمر فلا إشكال في حله لأن كل عصير حمض يسمى خلا

ولا يجوز استعمال الخل الممزوج بكحول يسكر كثيرها لأن الكحول المسكرة خمر وقد أمر الله باجتناب الخمر ولا يجوز التداوي بالكحول المسكرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الخمر تصنع للدواء قال "إنها داء وليست بدواء" وقال عليه الصلاة والسلام: ما أسكر كثيره فقليله حرام

والحيوان الذي يأكل بالأجر من مزارع الكفار يجوز شرب لبنه

واللبن وغيره من المائعات إذا وقعت فيه نجاسة فحكمه حكم الماء في أنه ينجس بها إذا تغير بالنجاسة لونه أو طعمه أو ريحه وهكذا إذا كان قليلا فإنه ينجس بوقوع النجاسة فيه وإن لم يتغير فيحرم شربه واستعماله

لا يجوز خلط شيء من الشراب أو الطعام عجيناً أو غيره بشيء من الكحول المسكرة سواء كان كثيرا أم قليلا أما ما وقع خلطه من ذلك بشيء من الكحول المسكرة فما بلغ حد الإسكار بشرب كثيره فتناول كثيره وقليله حرام وما لم يبلغ درجة الإسكار بشرب كثيره فتناوله حلال سواء كان كوكاكولا البلجيكي أم خبزاً أم شيئا آخر

حفظ الله شباب المسلمين من الوقوع في كبيرة شرب الخمر حفاظاً على دينهم وعقولهم وفقههم في أمور دينهم

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه أجمعين

1435-3-11 هـ