عيد الفطر 1

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 14 شوال 1434هـ | عدد الزيارات: 2761 القسم: خطب العيدين

الحمد لله ، والله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، الله أكبر ما نطق بذكره وتعظيمه ناطق ، الله أكبر ما صدق في قصده وعمله صادق ، الله أكبر ما أقيمت شعائر الدين الله أكبر ما رفرفت بالنصر أعلام المؤمنين ، الله أكبر كلما صام صائم ، وأفطر ، وكلما لاح صباح عيد ، وأسفر الله أكبر ، كلما لاح برق ، وأنور ، وكلما أرعد سحاب ، وأمطر الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ، ويسر ، ووفاهم أجورهم من خزائن جوده التي لا تنفد ، ولا تحصر ، ومن عليهم بأعياد تعود عليهم بالخيرات ، والبركات ، وتتكرر ، وتابع لهم بين مواسم العبادة لتشييد الأوقات بالطاعة ، وتعمر فما انقضى شهر الصيام حتى أعقبه بشهور حج بيت الله المطهر نحمده على نعمه التي لا تحصى ، ولا تحصر ، ونشكره على فضله وإحسانه ، وحق له أن يشكر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله انفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده بأجل مقدر ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من تعبد لله ، وصلى ، وزكى ، وحج ، واعتمر صلى الله عليه ، وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهر وعلى أصحابه الذين سبقوا إلى الخيرات ، فنعم الصحب والمعشر ، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر ، وأنور ، وسلم تسليما .

أما بعدُ:

أيها الناس : اتقوا الله تعالى ، واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد ، فإنه اليوم الذي توج الله به شهر الصيام ، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام ، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام عيد امتلأت القلوب به فرحا وسرورا ، وازدانت به الأرض بهجة ونورا ؛ لأنه اليوم الذي يخرج فيه المسلمون إلى مصلاهم لربهم حامدين معظمين ، وبنعمته بإتمام الصيام والقيام مغتبطين ولخيره وثوابه مؤملين يسألون ربهم الجواد الكريم أن يتقبل عملهم ، وأن يتجاوز عن سيئاتهم ، وأن يعيد عليهم مثل هذا اليوم ، وهم في خير وأمن وإيمان واجتماع على الحق والعبادة وابتعاد عن الباطل والعصيان.

عيدنا ، معشر المسلمين ، ليس عيدَ مبتدعةٍ ، ولا مشركين ، فالأعيادُ الشرعيةُ ثلاثةٌ : عيدُ الأسبوع وهو يوم الجمعة ، وعيدُ الفطر وعيد النحر ، وليس في الإسلام عيد سواها ، ليس في الإسلام عيد لميلاد ، ولا لانتصار جيوش وأجناد ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقم أصحابه ، وهو أحب الناس إليهم لميلاده عيدا ، وهذه انتصارات المسلمين في بدر واليرموك والقادسية وغيرها لم يُقم المسلمون لها عيدا ، وهذا قيام الخلافة لأبي بكر وعمر ، وعثمان وعلي ، وأكرم بهم قادة خلفاء وولاة أمناء لم يُقم المسلمون لقيام الخلافة فيهم عيدا ، ولو كانت إقامة الأعياد لمثل هذه الأمور خيرا لسبقنا إليه من سبقونا في العلم والعبادة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين في العلم بعدهم .

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، واشكروا أيها المسلمون نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم والصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات والأرض صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ألا وهو دين الإسلام الذي أكمله الله لعباده ، ورضيه لهم دينا ، وأتم به النعمة عليهم ، فهو دين الهدى والحق والصلاح والرشد دين يأمر بعبادة الله وحده ، ويأمر بالصدق والنصح والعدل والإحسان ، وينهى عن الشرك والكذب والغش والجور والطغيان يأمر بكل خلق شريف فاضل ، وينهى عن كل خلق رزيل سافل إذا تأمله العاقل المنصف عرف قدره ، وأنه لو تجمع أذكياء العالم كلهم ، واتعبوا قرائحهم وأذهانهم في تشريع نظم تساوي نظمه لم يجدوا إلى ذلك سبيلا ، ولعاد الذهن خاسئا كليلا ، فلا حكم أحسن من حكم الله ، ولا قوانين ، ولا نظما أقوم للعباد مما سنه الله ، فتمسكوا به ترشدوا واسلكوا ، طريقه تهتدوا ، وتعبدوا الله به تسعدوا ، وانصروه بمحاربة من عاداه تنصروا قال الله تعالى : " فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى " طه 123 .

أيها المسلمون : إننا اليوم بحاجة ماسة إلى التآلف والتناصح وتوحيد الصف والعمل والتعاون في الحق ، وأن نعالج مشاكلنا وأمراضنا الدينية والاجتماعية معالجة المخلص الذي يقصد حصول المصلحة ، واندفاع المضرة لا يقصد انتصارا لنفسه ، ولا مجرد أخذ برأيه ، ولا اللوم على غيره ، وإنما يقصد إصلاح الدين والمجتمع ، وبهذه النية الطيية ، وبسلوك الحكمة في الوصول إلى المطلوب يحصل الفلاح ، والنجاح إن شاء الله " وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " العصر 1-3 .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ،هذا وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله ، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .

الحمد لله معيد الجمع والأعياد ، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولا ند ، ولا مضاد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع العباد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد ، وسلم تسليما

أما بعد

أيها الناس : اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام فإن ذلك من أكبر النعم ، واسألوه أن يتقبل ذلك منكم ، ويتجاوز عما حصل من التفريط والإهمال ، فإنه تعالى أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، واعلموا أن النبيي صلى الله عليه وسلم قال : " مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ. " رواه مسلم ، وتفسير ذلك أن صيام رمضان يقابل عشرة أشهر ، وصيام ست من شوال يقابل شهرين لأن الحسنة بعشر أمثالها، فذلك تمام العام ، ومن كان عليه قضاء فليبدأ به قبل الست من شوال وإلا احتسب له صيام عادي

أيها الناس : تذكروا بجمعكم هذا يوم الجمع الأكبر حين تقومون يوم القيامة من قبوركم لرب العالمين حافية أقدامكم عارية أجسامكم شاخصة أبصاركم "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" الحج 2 ، "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ " عبس 34-37 ، يوم تفرق الصحف ذات اليمين وذات الشمال "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا" الانشقاق 7-12 ، يوم توضع الموازين : "فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ" المؤمنون 102-105 ، يوم ينصب الصراط على جهنم ، فتمرون عليه على قدر أعمالكم ومسابقتكم في الخيرات ، فمن كان سريعا في الدنيا في مرضاة الله كان سريعا في مروره على الصراط ، ومن كان بطيئا في الدنيا في مرضاة الله ومتثاقلا فيها كان مروره على الصراط كذلك جزاء وفاقا

فاستبقوا الخيرات أيها المسلمون ، وأعدوا لهذا اليوم عدته لعلكم تفلحون ، واعلموا أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق آخر اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإظهارا لشعائر الله ، وتعرفا إلى عباد الله في كل طريق ، ولقد جرت عادة الناس أن يتصافحوا ، ويهنئ بعضهم بعضا في العيد ، وهذه عادة حسنة تجلب المودة ، وتزيل البغضاء

أيها الناس: من صلى معنا هذا اليوم فإنها تسقط عنه صلاة الجمعة لأن العيد وافق يوم الجمعة ويصليها ظهراً أربع ومن صلى معنا الجمعة فهو أفضل

اللهم إنا خرجنا إلى هذا المكان نرجوا ثوابك وفضلك ، ونخاف عذابك اللهم حقق لنا ما نرجوا ، وآمنا مما نخاف اللهم تقبل منا ، واغفر لنا وارحمنا ، اللهم انصرنا على عدونا ، واجمع كلمتنا على الحق ، ويسرنا لليسرى ، وجنبنا العسرى ، واغفر لنا في الآخرة والأولى إنك جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

1434-10-13هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 4 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي