ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

عيد الفطر 7

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 20 جمادى الأولى 1439هـ | عدد الزيارات: 1750 القسم: خطب العيدين

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كلما حج الحاجون الله أكبر كلما أفطر الصائمون الله أكبر كلما ذكره الذاكرون الله أكبر كلما صلى المصلون الله أكبر كلما شكر الله على نعمه الشاكرون الله أكبر كلما سبح وحمد الله المؤمنون الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى الحمد لله الذي خلق الخلق بعلمه وقدر لهم أقدارا وضرب لهم آجالا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام و وقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذنٌ بخبر وسلم تسليما .

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

دخل النبي صلوات ربي وسلامه عليه المدينة، فوجد لهم أياما يحتفلون فيها وهي ذكرى من انتصاراتٍ وأحداثٍ في الجاهلية، فألغى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأيام وأبقاهم على احتفالين يفرحون فيهما عيد الفطر وعيد الأضحى

إن الفرح في الإسلام ركنٌ من أركانه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح في العيد كما يفرح في غيره ولم تكن الآلام التي يسمع بها عن المسلمين سواء ممن كانوا يُؤسرون أو يعذبون ويضطهدون في مكة أو ممن كانوا يمنعون من الإسلام تحول بينه وبين فرحه بالعيد بل كان صلى الله عليه وسلم يفرح بالعيد ويستبشر به ويسر به ويحاول أن يدخل السرور على غيره.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

هذا عيد التقارب بين القلوب ونسيان الآلام والأحقاد التي ربما تسربت إلى القلوب عبر مواقف وسوس بها الشيطان إلى أصحابها

ولقد وصف الله تعالى أهل الجنة فقال جل في علاه (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين) (الحجر46) ، فهل تحب أن تحمل صفة من صفات أهل الجنة وذلك بأن تنزع ما في قلبك من غلٍ على إخوانك المسلمين فتصافحهم باشا في وجوههم .

هذا يوم العيد إن لم تُنس فيه الأحقاد وتأتلف القلوب وتتصافى الأفئدة وتقترب النفوس فمتى تُنسى إن لم تستطع اليوم أن تطأ على أنف الشيطان وأن تعيد علاقات قد قطعتها وأن تجري أنهارا قد جففتها وأن تتصل بفلانٍ بعد قطيعة أو ترسل إليه رسالة أو تبعث إليه بهدية لتعود القلوب إلى صفائها واصطفائها، فمتى تستطيع

وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ: فَيَصُدُّ هذا ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .

فالله الله أيها المسلمون باستعادة القلوب بعد تفرقها ولم شملها بعد شتاتها

بعض الناس اليوم ربما يكون بينه وبين بعض أقاربه أحقادٌ وضغائن، ومع ذلك لم يتصل بهم ولم يرسل إليهم هدية ولم يُعِدْ علاقة معهم وكأنه يعادي يهودياً أو مجوسياً أو من يكيد للإسلام والمسلمين بأنواع الكيد، فاليوم يوم التصافي واجتماع القلوب.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

في العيد يتواصل الناس في أرحامهم ويتصلون بقلوبهم ويتزاورون بأجسادهم وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم في كل الأيام فما بالك في يوم الفرح والسرور الذي يتخلى الإنسان عن أكثر مشاغله ويتفرغ لأجل أن يعقد صلحاً مع قلبه في صلته لأرحامه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فأخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فقالَ له: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذاكِ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ:{فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ}" [محمد: 22] رواه البخاري .

وقد بين النبي صل الله عليه وسلم الجزاء الوفير الذي يحصل عليه من يصل أرحامه فقال (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وْيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخاري ، ليصل رحمه بالبسمة والكلمة الطيبة والعبارة اللينة والهدية التي يتقرب بها إليهم والاتصال المبارك والرسالة استعمال كافة وسائل الاتصال لأجل أن يعيد ما بينه وبين أرحامه من صلة بعد قطيعتها حتى لو لم يكن قاطعاً لرحمه ربما كان مهملا لرحمه فتمر عليه الأيام والشهور دون أن يكون بينه وبينهم شيء من الاتصال فَأَللَهَ اللَهَ بأن يُعَدِلَ الإنسان من نفسه وأن يصلح من حاله وأن يحرص على ذلك قربة إلى رب العالمين لا أن يصل الرحم التي من ورائها مال أو منصب أو شفاعة، وإنما يصل جميع أرحامه يصل فقيرهم قبل غنيهم وصغيرهم قبل كبيرهم وضعيفهم قبل قويهم يفعل ذلك قربةً إلى رب العالمين

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

عيدٌ نفرح بإتمام عبادة فرضها الله تعالى علينا فأديناها فنسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وزكاتنا، نحتفل بعيدنا قربة إلى ربنا تعالى ليس عيدا مبتدعاً ولا عيداً أنشأناه من أنفسنا وليس عيد النصارى الذين يقولون عيسى ابن الله وليس عيداً لليهود الذين يقولون عُزَيْرٌ ابن الله، إنما هو للتقرب إلى رب العالمين شرعه الله تعالى لنا فنفرح فيه ونبتهج ونتعبد لله تعالى فيه بمزيد الفرح نسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذا العيد أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وأن يجعلنا فيه من المقبولين

هذا وأستغفر الله الجليل العظيم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

إن من علامات قبول العمل الصالح أن يوفق الإنسان إلى عملٍ صالحٍ بعده كما بين العلماء ذلك فالحج المبرور الذي ليس له جزاءٌ إلا الجنة هو الذي يكون حاله بعد الحج خيرٌ من حاله قبل الحج، والصوم المبرور الذي يتقبله الله تعالى هوالذي ينطبق عليه قوله عليه الصلاة والسلام " مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، " متفق عليه ، فيكون حاله بعد الصيام خير من حاله قبله

أيها المسلمون :

إن نبينا عليه الصلاة والسلام في آخر خطبة العيد وعظ النساء وذكرهن ولا شك أن وعظه لهن يدل على أهمية العناية بالمرأة في الإسلام فهي أمنا وأختنا وابنتنا وزوجتنا. والمرأة هي نصف المجتمع، لذلك تجد أن بعضا من المجتمعات إذا أراد المفسدون أن يفسدوها بدؤوا بالمرأة فأفسدوها، فعلينا أن نعتني بالنساء فنشركهن في حلقات حفظ القرآن ومدارس التحفيظ ونعتني بإحضار ما ينفعهن في البيت من كتابٍ وشريط ونعتني بنوعية القنوات التي يتابعنها، كما نعتني بعواطفهن ونراعِيَ سرورهن وحزنهن وبشاشتهن وفرحهن ويكون لنا عناية بذلك حتى لا يتسلط عليهن شياطين الإنس لإفسادهن

إن عنايتنا بذلك أمرٌ هام وإن تعاون المرأة معنا في ذلك بعنايتها بحجابها وحرصها على أن لا تبدي زينتها لغير محارمها وعلى طلبها للعلم وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر إن هذا كله من أصول الإسلام

اللهم اجعلنا ممن ختمت لهم شهر رمضان بالرضوان والعتق من النيران

اللهم عُمَنَا بالمغفرة والإحسان، واجعل حالنا بعد رمضان خير من حالنا قبله يا ذا الجلال والإكرام

اللهم صف قلوبنا من الحسد والأحقاد واجعلنا متعبدين متقربين إليك بكل جوارحنا يا رب العالمين

اللهم أعز الإسلام والمسلمين واخذل الشرك والمشركين ودمر أعدائك أعداء الدين، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم اخذل الرافضة في كل مكان، ولا ترفع لهم راية، واجعلهم للناس آية، اللهم انصرنا عليهم في الحد الجنوبي، وطهر اليمن وسوريا والعراق والأحواز والصومال من رجسهم، اللهم طهر الأقصى من دنس اليهود

اللهم اجمع كلمة المسلمين يا رب العالمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا له

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وسائر ولاة أمور المسلمين يا رب العالمين

اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد

" سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " (الصافات 180-182)

1439-5-19 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 6 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة