الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف:" الثامنة عشرة : أن هذا علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر يعني اتباع سنن من كان قبلنا.
" التاسعة عشرة : أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا، كما قال العلماء في قوله تعالى يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُم (الأنعام 130) والرسل كانوا من الإنس فقط فإذا وقع تشبه باليهود والنصارى، فإن الذم الذي يكون لهم يكون لنا.
" العشرون : أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر فصارفيه التنبيه على مسائل القبر أما (من ربك) فواضح وأما (من نبيك) فمن إخباره بأنباء الغيب وأما (وما دينك) رواه البخاري فمن قولهم (اجعل لنا) الخ، وهذا واضح ، فالعبادات مبناها على الأمر فما لم يثبت فيه أمر الشارع، فهو بدعة، قال صلى الله عليه وسلم " مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ " رواه البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، "وقال "وإيّاكُمْ ومُحدثاتِ الأُمورِ ؛ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ ، وكلَّ بِدعةٍ ضلالَه " صححه الألباني في صحيح الجامع عن العرباض بن سارية
" الحادية والعشرون : أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين تؤخذ من قوله: "كما قالت بنو إسرائيل لموسى "
" الثانية والعشرون : أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة لقولهم "ونحن حدثاء عهد بكفر"، فالإنسان المنتقل من شيء، سواء كان باطلا أولا، لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية منه، وهذه البقية لا تزول إلا بعد مدة لقولهم "ونحن حدثاء عهد بكفر".
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434-2-28هـ