الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
قول المصنف: "المسألة الحادية عشرة : أن الشرك فيه أصغر وأكبر، لأنهم لم يرتدوا بهذا حيث لم يطلبوا جعل ذات الأنواط لعبادتها، بل للتبرك بها، والشرك فيها أصغر وأكبر ، فالشرك الأكبر : ما يخرج الإنسان من الملة ، والشرك الأصغر : ما دون ذلك .
" المسألة الثانية عشرة : قولهم: " ونحن حدثاء عهد بكفر ..." فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك ، معناه أنه يعتذر عما طلبوا، حيث طلبوا أن يجعل لهم ذات أنواط ، فهم يعتذرون لجهلهم بكونهم حدثاء عهد بكفر ، وأما غيرهم ممن سبق إسلامه ، فلا يجهل ذلك .
وعلى هذا ينبغي للإنسان أن يقدم العذر عن قوله أو فعله حتى لا يعرض نفسه إلى القول أو الظن بما ليس فيه، ويدل لذلك حديث " صفية حين شيعها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو معتكف ، فمر رجلان من الأنصار ، فقال : إنها صفية بنت حيي " رواه البخاري عن علي بن الحسين .
"الثالثة عشرة : التكبير عند التعجب خلافا لمن كرهه .. : تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر " ، أي : الله أكبر وأعظم من أن يشرك به ،
"الرابعة عشرة : سد الذرائع : الذرائع ، الطرق الموصلة إلى الشيء ، وذرائع الشيء ، وسائله وطرقه.
"الخامسة عشرة : النهي عن التشبه بأهل الجاهلية : تؤخذ من قوله: " قلتم كما قالت بنو إسرائيل " ، فأنكر عليهم.
" السادسة عشرة : الغضب عند التعليم ويؤخذ من قرائن قوله : " الله أكبر إنها السنن ..." ، لأن قوة هذا الكلام تفيد الغضب .
" السابعة عشرة : القاعدة الكلية لقوله صلى الله عليه وسلم إنها السنن " أي الطرق : وأن هذه الأمة ستتبع طرق من كان قبلها، وهذا لا يعني الحل والإباحة، ولكنه للتحذير، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لتفترِقَنَّ أمَّتي علَى ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً واحدةٌ في الجنَّةِ وثِنتانِ وسبعونَ في النَّار قيلَ يا رسولَ اللَّهِ مَن هم قالَ الجماعَةُ" رواه ابن ماجه وصححه الألباني ، وقال صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير... " رواه البخاري ، وقال إن" الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا اللَّهَ " رواه البخاري عن عدي بن حاتم الطائي ، وما أشبه ذلك من الأمور التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوعها مع تحريمها .
وبالله التوفيق
28 - 2 - 1434هـ