ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس الرابع: بيان الإسلام والإيمان والإحسان 3

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1436هـ | عدد الزيارات: 2281 القسم: شرح كتاب الأربعين النووية -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال:" بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله،وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا،وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) رواه مسلم

توقفنا في الدرس الماضي عند الحج، فقوله صلى الله عليه وسلم "وتحج البيت" أي تقصد البيت لأداء النسك في وقت مخصوص تعبداً لله تعالى "إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً " قال صدقت" القائل صدقت جبريل عليه السلام وهو السائل فكيف يقول صدقت وهو السائل لأن الذي يقول صدقت للمتكلم يعني أن عنده علماً سابقاً فقول جبريل صدقت أي أخبرت بالحق "قول عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه" ووجه العجب أن السائل عادة يكون جاهلاً والمصدق يكون عالماً فكيف يجتمع هذا وهذا، فهم لا يعلمون أن السائل جبريل وجبريل عالم لأنه ينزل بالقرآن من عند الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يعلموا أن الحكمة هو تعليمهم لا السؤال

قوله صلى الله عليه وسلم "تحج البيت" البيت هو الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام وساعده في ذلك ابنه اسماعيل عليهما السلام وفوقها في السماء السابعة البيت المعمور يطوف به يومياً سبعون ألفاً من الملائكة ولا يعودون إليه

ومكان الكعبة كان كومة من تراب من عهد آدم عليه السلام ولم يبن قبل إبراهيم عليه السلام وفي عهد قريش لما تهدم وأرادوا بناءه من جديد نقصت عليهم النفقة فأخرجوا الحجر وألغوا الباب الغربي وفي عهد محمد صلى الله عليه وسلم قال لعائشة " لو لا أن قومك حديث عهد بكفر لهدمت الكعبة وبنيتها من جديد وأدخلت الحجر وجعلت لها بابين باب من الغرب وباب من الشرق" ولما حكم عبد الله بن الزبير بلاد الحجاز والذي استمر ثمان سنوات هدم الكعبة وبناها من جديد وأدخل الحجر وجعل لها بابين من الغرب والشرق كما تمنى محمد صلى الله عليه وسلم، وفي عهد عبد الملك بن مروان وبوصية من الحجاج بن يوسف هدم الكعبة وأعادها إلى بناء قريش الذي استمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد البناء علم أن بناء عبد الله بن الزبير هو أمنية النبي صلى الله عليه وسلم فندم ولم يهدمها وتركها على وضعها الحالي غير أنه جرى لها ترميمات من السيول في عهد الأتراك العثمانيين ثم الملك سعود فالملك فهد

والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام من تركه تساهلاً عرض نفسه للعقوبة، وإذا مات يخرج من نفقته ويحج عنه إلا إذا تركه جاحداً لوجوبه فيكفر بذلك، والاستطاعة تكون بالبدن والمال فمن عجز عن أحدهما لم يأثم، والمرأة إذا لم تجد محرماً لا يجب عليها وزوجها غير ملزم بإيصالها إلى مكة لأداء الحج لكن ذلك من مكارم الأخلاق كما أفتت بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة ابن باز رحمه الله، وإذا كان في بلد ولم تسمح له دولته بالسفر للحج فلا حرج عليه

وأركان الحج أربعة: أولاً:الإحرام، ثانياً: الوقوف بعرفة، ثالثاً: الطواف، رابعاً: السعي

وأركان العمرة: أولاً: الإحرام، ثانياً: الطواف، ثالثاً: السعي

وواجبات الحج

أولاً: الإحرام من الميقات

ثانياً: الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس

ثالثاً: رمي جمرة العقبة يوم العيد سبع حصيات

رابعاً: المبيت بمنى يوم العيد وهو العاشر من ذي الحجة

خامساً: رمي الجمار الثلاث بـــ إحدى وعشرين حصاة في اليوم الحادي عشر بعد الزوال إلى قبيل الفجر

سادساً: المبيت بمنى في اليوم الحادي عشر غالبية الليل

سابعاً: رمي الجمار الثلاث كل جمرة سبع حصيات بعد الزوال من اليوم الثاني عشر

ثامناً: المبيت بمزدلفة ليلة العيد بعد خروجه من عرفة غالبية الليل

تاسعاً: رمي الجمار الثلاث في اليوم الثالث عشر لغير المتعجل

عاشراً: المبيت بمنى اليوم الثاني عشر لغير المتعجل

الحادي عشر: طواف الوداع للحاج لا المعتمر لغير الحائض والنفساء

الثاني عشر: نحر الهدي للمتمتع والقارن في أيام النحر من اليوم العاشر إلى اليوم الثالث عشر

أنواع النسك

أولاً: المتمتع: وهو أفضلها بأن يقول في الميقات بعد تجرده من المخيط وبعد الطيب في بدنه لا في احرامه لبيك عمرة متمتعاً بها للحج

ثانياً: القارن يقول لبيك حجاً وعمرة

ثالثاً: المفرد يقول لبيك حجاً

الفرق بينهم: المتمتع يطوف ويسعى ويقصر أو يحلق ثم يحل من عمرته ثم يحرم للحج في يوم التروية وهو اليوم الثامن القارن والمفرد يبقيان في إحرامهما غير أن القارن والمفرد إذا طافا طواف القدوم وسعيا سقط عنهما سعي الحج لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا سعيان في الحج" أما طواف القدوم في حقهما سنة وبإمكانهما تأجيل طواف الإفاضة مع طواف الوداع ويسقط عنهما طواف الوداع أما المتمتع إذا أجل طواف الإفاضة مع طواف الوداع سقط عنه طواف الوداع وبقي عليه السعي

أما مسنونات الحج

أولاً: الاغتسال في الميقات والطيب في البدن

ثانياً: التلبية منذ إحرامه إلى أن يرى الكعبة

ثالثاً: الجهر بالدخول في النسك بقوله لبيك حجاً، أو حجاً وعمرة أوعمرة متمتعاً بها إلى الحج إذا كان مفرداً أو قارناً أو متمتعاً

رابعاً: الاضطباع أثناء طواف القدوم

خامساً: الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف القدوم إلا بين الركنين

سادساً: قول "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" بين الركنين

سابعاً: التكبير عند الحجر الأسود وعند الركن اليماني إذا لمسه

ثامناً: تقبيل الحجر الأسود

تاسعاً: تعظيم الله عند بداية كل شوط اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم

عاشراً: صلاة ركعتين بعد الطواف سبعة أشواط خلف المقام وهو أفضل أو أي مكان من المسجد الحرام إذا لم يتيسر خلف المقام وقراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة الثانية

الحادي عشر: الشرب من ماء زمزم والتروي منها قبل السعي

الثاني عشر: قراءة قوله تعالى "۞ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ "(البقرة 158)، وذلك في الشوط الأول

الثالث عشر: التكبير ثلاثاً مع تعظيم الله في بداية كل شوط من السعي يكبر مستقبلاً الكعبة ويقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ويدعو بما شاء ثم يكبر الثانية ويكرر نفس ما ذكره في المرة الأولى ثم يكبر الثالثة ويقول نفس القول السابق

الرابع عشر: الرمل بين العلمين إلا للنساء أو معه نساء

الخامس عشر: الدعاء وتعظيم الله أثناء الطواف أو السعي

السادس عشر: الحلق أو التقصير بعد سبعة أشواط على الصفا شوط والمروة شوط والحلق أفضل

السابع عشر: الاغتسال يوم التروية وهو اليوم الثامن

الثامن عشر: الاغتسال يوم عرفة

التاسع عشر: الاغتسال في مزدلفة

وهذه الاغسال من المستحبات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة

العشرون: البقاء في مزدلفة حتى يسفر مع الدعاء لمن لم يكن معه عجزة من النساء

الحادي والعشرون: الرمي في النهار أفضل منه في الليل

أما المحظورات: فمن وقع فيها جاهلاً أو ناسياً فلا حرج عليه مثل تغطية الرأس أو تقليم الأظافر أو الطيب في البدن أو لبس المخيط

أما من تعمد فعليه واحدة من ثلاث إما ذبح شاة توزع على فقراء الحرم أو إطعام ستة مساكين 9 ك من قوت البلد من أرز أو غيره أو صيام ثلاثة أيام

أما من ترك واجباً فعليه دم يذبح ويوزع على فقراء الحرام

ومن ترك ركناً لا يتم حجه إلا به

من ترك الإحرام لم ينعقد حجه

من ترك الوقوف بعرفة بطل حجه ويتم حجه فاسداً ويلزمه الحج العام الذي يليه

من ترك الطواف أو السعي يبقى في احرامه حتى يأتي به

من جامع زوجته قبل التحلل الأول فسد حجه ويكمله فاسداً وعليه بدنه ويحج العام القادم ومن واقعها بعد التحلل الأول عليه دم

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن

1436/6/18هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 9 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر