الدرس 90 الربا

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 6 رجب 1441هـ | عدد الزيارات: 692 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

الربا لغة : الزيادة ، من رَبا الشيء إذا زاد وارتفع ، ومنه قوله تعالى " فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " الحج 5 ، أي علت وارتفعت .

واصطلاحا : كل زيادة مشروطة في العقد خالية من عوض مشروع .

حكمه :

الربا محرم ، وهو كبيرة من كبائر الذنوب ، وقد دلَّ على تحريمه الكتاب والسنة والإجماع .

أما من الكتاب فقوله تعالى " وأحل الله البيع وحرم الربا " البقرة 275 ، وقوله تعالى " يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رُءُوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " البقرة 278 ، 279 .

وأما من السنة ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ، ومُوكِلَه ، وكاتبه ، وشاهديه ، وقال : هم سواء " رواه مسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هنَّ ؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتَّولِّي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " رواه البخاري ومسلم .

الحكمة من تحريم الربا :

حرَّم الشرع الربا لما فيه من الأضرار الكثيرة والآثار السيئة ، منها :

1- من الناحية الخُلُقية :

ينطبع قلب المرابي بالأَثَرة والبخل ، وضيق الصدر وتحجر القلب والعبودية للمال والتكالب على المادة ، ثم لا تزال هذه الصفات تتأصل في نفسه ، كلما ازداد أكلا للربا .

2- من الناحية الاجتماعية :

يسود المجتمع الذي يتعامل أفراده بالربا التفكك والعداوة والبغضاء ، وتحل هذه الأمور محل التعاون والتناصح والتناصر ، حتى بين الدول التي تتعامل بالربا فيما بينها .

3- من الناحية الاقتصادية :

تظهر آثار الربا فيما يلي :

أ- تميل طائفة كبيرة من المجتمع وهي التي تملك الأموال إلى الحصول على الأرباح دون أن تتعرض للخسارة وذلك عن طريق الربا كما هو حال المصارف التجارية وفي ذلك حرمان للمجتمع والبلاد من المشروعات الإنتاجية النافعة .

ب- يقضي المستدين الذي اقترض بالربا ردحا طويلا من الزمن في قضاء ديونه وفوائدها الربوية ، وفي ذلك ضرر من ثلاث نواحٍ وهي :

1- يكون هم هذا المستدين وشغله الشاغل قضاء ما عليه من الديون التي تراكمت بسبب عجزه عن سداد فوائدها ، فبدلا من أن يُشَغِّل أمواله في تجارة أو صناعة نافعة ، يوجه هذا المال الذي جمعه في سداد ديونه .

2- تقل القوة الشرائية في أيدي الناس ، فلا يتمكنون من شراء ما هو موجود في السوق من السلع والخدمات وفي ذلك ضرر على اقتصاد البلاد ، حيث لا يتشجع التجار وأصحاب المصانع على الإنتاج ، فتُحرم البلاد من هذه المنتجات .

3- عندما يقترض أصحاب المشروعات الإنتاجية بالربا فإن نتيجة ذلك أن يرفع هؤلاء المنتجون أسعار بضائعهم على الناس ليغطوا تكاليف الإنتاج المرتفعة بسبب الربا ، كما يتعرضون للإفلاس وبوار التجارة إذا قلَّ الطلب على سلعهم فانخفضت الأسعار ولم تتوفر لهم الأموال اللازمة لسداد ديونهم .

وبالله التوفيق

5 - 7 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 9 =

/500