الدرس 190 أحداث السنة الثامنة من الهجرة 60

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 14 صفر 1438هـ | عدد الزيارات: 1254 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إسلام العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي سفيان المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي أخي أم سلمة أم المؤمنين ، وهجرتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجدوه في أثناء الطريق وهو ذاهب إلى فتح مكة

قال ابن إسحاق : وقد كان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق قال ابن هشام : لقيه بالجحفة مهاجرا بعياله ، وقد كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنه راض ، فيما ذكره ابن شهاب الزهري

قال ابن إسحاق : وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة ، والتمسا الدخول عليه ، فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت :" يا رسولَ اللهِ ابنُ عمِّكَ وابنُ عمَّتِك وصهرُك قال: لا حاجةَ لي بهما أما ابنُ عمِّي فهتكَ عِرضي بمكةَ وأما ابنُ عمَّتِي وصِهري فهو الذي قال لي بمكةَ ما قال فلما خرج إليهما بذلك ومع أبي سفيانَ بنيٌّ له فقال واللهِ لتأذنُنَّ لي أو لآخذنَّ بيدِ بُنيَّ هذا ثم لنذهبنَّ بالأرضِ حتى نموتَ عطشًا وجوعًا فلما بلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رقَّ لهما ثم أَذِنَ لهما فدخلا فأسلما ". صححه الهيثمي في مجمع الزوائد، ورواه أحمد والطبراني .

نزول النبي بمر الظهران:

لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مر الظهران وهو وادي فاطمة يسمى قديماً بـ (مر الظهران) وادٍ كبير من أودية تهامة غرب بلاد الحرمين حالياً. يجري الوادي من الشرق إلى الغرب، بادئاً من أعالي السراة قرب الطائف لينتهي عند بلدة بحرة بين جدة ومكة، وهو واد خصب وفير الماء وبه العديد من القرى أهمها الجموم، وقد أقيم بالوادي سد ضخم في عام 1405هـ هو سد وادي فاطمة وكان اسمه في الجاهلية وادي مر الظهران وكان من ديار قبيلة عك ثم خرجت منه وسكنته قبيلة خزاعة

روى البخاري عن جابر قال :" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجتني الكباث ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالأسود منه فإنه أطيب " قالوا : يا رسول الله ، أكنت ترعى الغنم ؟ قال : نعم ، وهل من نبي إلا وقد رعاها ؟"

وفي " الصحيحين " عن أنس قال : أنفَجْنَا أرنبا ونحن بمر الظهران ، فسعى القوم فَلغَبُوا ، فأدركتها فأخذتها ، فأتيت بها أبا طلحة فذبحها ، وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوركها أو فخذيها فقبله

وروى البخاري عن هشام ، عن أبيه قال : لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا ، خرج أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران ، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة ، فقال أبو سفيان : ما هذه ؟ كأنها نيران عرفة ! فقال بديل بن ورقاء : نيران بني عمرو فقال أبو سفيان : عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم ، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم أبو سفيان ، فلما سار ، قال للعباس : " احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين " فحبسه العباس ، فجعلت القبائل تمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان ، فمرت كتيبة فقال : يا عباس من هذه ؟ قال : هذه غفار قال : ما لي ولغفار ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك ، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ، ومرت سليم فقال مثل ذلك ، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها فقال : من هذه ؟ قال : هؤلاء الأنصار ، عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة : يا أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الكعبة فقال أبو سفيان : يا عباس ، حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة ، وهي أقل الكتائب ، فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام ، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال : ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟ فقال : " ما قال ؟ " قال : كذا وكذا فقال : " كذب سعد ، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ، ويوم تكسى فيه الكعبة " وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون قال عروة : وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم ، قال : سمعت العباس يقول للزبير بن العوام : هاهنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية ؟ قال : نعم قال : وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من كدا فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان ، حبيش بن الأشعر ، وكرز بن جابر الفهري"

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

14-02-1438 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 8 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي