زكاة الفطر

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 8 شوال 1434هـ | عدد الزيارات: 1706 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً " يَا أَيها الذين ءامَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون " آل عمران102. " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " النساء1 . " يَا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً " الأحزاب:70-71 .

أما بعد

عباد الله : اعلموا أن زكاة الفطر هي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم طهرة للصائم من اللغو والرفث وشكراً لله عز وجل على إتمام الشهر وطعمة للمساكين في هذا اليوم الذي هو عيد وفرح وسرور فكان من الحكمة أن يعطوا هذه الزكاة من أجل أن يشاركوا الأغنياء في الفرح والسرور فتجب صدقة الفطر على كل مسلم فضل له يوم العيد وليلته صاع من قوته وقوت عياله وحوائجه الأصلية فإذا زاد عنده ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وحوائج أصلية من يوم العيد وليلته له ولأولاده وجبت عليه صدقة الفطر فزكاة الفطر لا تجب إلا إذا تحقق شرطان الإسلام والغنى وهو أن يكون عنده صاع زائد عن قوته وقوت عياله وحوائجه الأصلية ودليل ذلك حديث ابن عمر" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على الذكر والأنثى والحر والعبد والكبير والصغير من المسلمين " رواه البخاري ، والدين لا يمنع إخراج زكاة الفطر إلا أن يكون حالاً قبل وجوبها فإنه يؤدي الدين وتسقط عنه زكاة الفطر، ومقدار زكاة الفطر صاع من التمر أو البر أو الأرز من قوت البلد للشخص الواحد ، والقدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاعٌ ومقداره بالكيلو ثلاثة كيلو تقريباً.

ووقتها ليلة عيد الفطر إلى ما قبل صلاة العيد ويجوز تقديمها بيومين أو ثلاثة وتعطى فقراء المسلمين في بلد مخرجها ويجوز نقلها إلى فقراء بلد آخر أهلها أشد حاجة وإذا أخر الشخص زكاة الفطر عن وقتها وهو ذاكر لها أثم وعليه التوبة إلى الله والقضاء والعمال الذين يتقاضون أجرة مقابل ما يؤدون من عمل في المصنع أو المزرعة هم الذين يخرجون زكاة الفطر عن أنفسهم لأن الأصل وجوبها عليهم.

وتخرج زكاة الفطر من البر والتمر والزبيب والأقط والأرز ونحو ذلك مما يتخذه الإنسان طعاماً لنفسه وأهله عادة ولا يجوز إخراجها من النقود فإن عجز عن فطرة من يعوله فإنه يبدأ بنفسه لأنه مخاطباً بذلك عيناً لقوله صلى الله عليه وسلم " ابدأ بنفسك فتصدق عليها "رواه مسلم ، وإذا أخرها لعذر بمعنى لو أن الإنسان وكل إنساناً في إخراج الزكاة عنه بأن يكون مسافراً مثلاً فلما رجع من السفر تبين أن وكيله لم يفعل فهذا يقضيها غير آثم ولو بعد فوات أيام العيد وذلك قياساً على الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، وكذا لو جاء العيد وهو في البر مثلاً وليس عنده أحد يؤديها إليه ولم يوكل أحداً يخرجها عنه فإنه يخرجها ولو بعد أيام العيد لأنها تبقى في ذمته . وإذا كان قوت الناس ليس حباً ولا تمراً بل لحماً مثلاً مثل أولئك الذين يقطنون القطب الشمالي فإن قوتهم وطعامهم في الغالب هو اللحم فيجزئ ذلك فاللحم إذا يبس يمكن أن يكال

وكل ما كان قوتاً من حب وتمر ولحم ونحوهم فهو مجزئ لحديث أبي سعيد " وكان طعامنا يومئذ الشعير والزبيب والأقط والتمر " رواه البخاري ومسلم ، لذا يجزئ الأرز وكذا المكرونة لأن كليهما قوت وطعام.

ويجوز أن يعطي الجماعة ما يلزم الواحد وعكسه مثال إذا كان عنده عشر فطر فإنه يجوز أن يعطيها لفقير واحد وإذا كان عنده فطرة واحدة فيجوز أن يعطيها عشرة فقراء

هذا وأستغفر لله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد

عباد الله: احرصوا على إخراج صدقة الفطر وأعطوها لمن يستحقها واحرصوا على أداء صلاة العيد في المصلى وأكثروا من التكبير من حين إعلان العيد إلى دخول الخطيب وزوروا أقاربكم وأرحامكم

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم إلهكم وخالقكم بذلك في محكم كتابه بقوله " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " الأحزاب:56 ، وقال عليه الصلاة والسلام " من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المظلومين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم اغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم وفق ولي امرنا وولي عهده لما تحب وترضى وانصر جنودنا على حدودنا ، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين الذي شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وجازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وإحسانا برحمتك .

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " العنكبوت:45.

1434-10-7هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 2 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي