الدرس التاسع والخمسون: صلاة الاستسقاء

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 10 جمادى الأولى 1434هـ | عدد الزيارات: 1800 القسم: شرح زاد المستقنع -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قوله "باب صلاة الاستسقاء" أي الصلاة التي سببها استسقاء الناس والناس يستسقون الله سبحانه وتعالى، ويطلبون السقيا.

قوله:" إذا أجدبت الأرض وقحط المطر"، أي خلتْ الأرض من النبات، وامتنع المطر عن النزول.

والاستسقاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد على أوجه متعددة منها:

الأول: أنه دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس " فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ المَوَاشِي، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا." رواه البخاري

الثاني: عن عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ، قال: "رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا خرَج يَستسقي، قال: فحوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، واستقبل القِبلةَ يَدْعو، ثم حوَّلَ رِداءَه، ثم صلَّى لنا ركعتينِ، جهَر فيهما بالقِراءةِ " رواه البخاري ومسلم.

قوله:" صلَوْها جماعةً وفُرَادى"والأفضل أن تكون جماعة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله:"وصفتها في موضعها وأحكامها كعيد"، فتسن في الصحراء؛ لأن صلاة العيد تسن في الصحراء فعن عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها قالت :" شَكا النَّاسُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قُحوطَ المطرِ فأمرَ بمنبرٍ فوُضِعَ لَه في المصلَّى ووعدَ النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيهِ قالت عائشةُ فخرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ فقعدَ علَى المنبرِ فَكَبَّرَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وحمدَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ثمَّ قالَ إنَّكم شَكَوتُمْ جدبَ ديارِكُم واستئخارَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِهِ عنكُم وقد أمرَكُمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أن تدعوهُ ووعدَكُم أن يستجيبَ لَكُم ..." صحيح أبي داود للألباني.

ويكبر في الأولى سبعا بتكبيرة الإحرام وفي الثانية ستا بتكبيرة القيام ،ويقرأ بسبح والغاشية ولكنها تخالف العيد في أنها سنة والعيد فرض كفاية

قوله:"وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس وأمرهم بالتوبة من المعاصي، والخروج من المظالم ، وترك التشاحن، والصيام والصدقة ،"الموعظة هي الذكر المقرون بترغيب أو تخويف، يرغبهم في فعل الواجبات ويحذرهم من انتهاك الحرمات، ويأمرهم بالتوبة ، والتوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل .

وقد ذكر العلماء شروطاً يحسن أن نذكرها الآن:

أولاً: الإخلاص لله عز وجل.

ثانياً: أن يندم على ما حصل له من الذنب.

ثالثاً: أن يقلع عن المحرم.

رابعاً: أن يعزم على ألا يعود.

خامساً: أن تكون التوبة في الزمن الذي تقبل فيه وذلك بأن تقع قبل الغرغرة قبل حضور الأجل وكذلك قبل طلوع الشمس من مغربها وهذا زمن عام.

إذا يأمر الإمام الناس بالتوبة من المعاصي والخروج من المظالم فتشمل المظلمة في حق الله والمظلمة في حق العباد ومثال المظلمة في حق الله عدم إخراج زكاته ومن المظلمة لحق العباد الغيبة، كما يأمر الإمام الناس بترك التشاحن، والصيام ويأمرهم بالصدقة .

قوله:"ويعدهم يوما يخرجون فيه ويتنظف ولا يتطيب، ويخرج متواضعا متخشعا متذللا متضرعا، ومعه أهل الدين والشيوخ والصبيان المميزون"هذه أوصاف تدل على أن الإنسان لا يخرج في فرح وسرور لأن المقام لا يقتضيه فيخرج الإمام معه أهل الدين والصلاح والشيوخ والصبيان المميزون، يخرج مع الإمام أهل الصلاح؛ لأن هؤلاء أقرب إلى إجابة الدعوة، وكذا الشيوخ الذين أمضوا أعمارهم في الدين والصبيان الذين لم يبلغوا لأنه لا ذنوب لهم ولا بأس من التوسل بدعاء الصالحين ودليل ذلك "أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، كانَ إذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بالعَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَسْقِينَا، وإنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ: فيُسْقَوْنَ. ". رواه البخاري

قوله:"وإن خرج أهل الذمة منفردين عن المسلمين لا بيوم لم يمنعوا "

مثل أن يقولوا نحن نخرج شمال البلد وأنتم إلى جنوب البلد فنحن نمنحهم ذلك بشرط أن يكون في نفس اليوم حتى لا يكون فتنة إذا نزل المطر في اليوم الذي استسقوا فيه

وإن كانت صلاتهم باطلة ودعائهم باطل ولكن إذا دعا المضطر ربه يجيب دعاءه ولو كان مشركاً وعلم الله أنه سيشرك بعد النجاة " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ "(العنكبوت 65) وأهل الذمة هم الذين بقوا في بلادنا وأعطيناهم العهد والميثاق على حمايتهم ونصرهم بشرط أن يبذلوا الجزية وقد كان هذا موجوداً حين كان الإسلام عزيزاً وأهل الذمة عام لكل كافر أبى الإسلام ورضخ للجزية.

قوله:" فيصلي بهم ثم يخطب واحدة يفتتحها بالتكبير كخطبة العيد ، ويكثر فيها الاستغفار، وقراءة الآيات التي فيها الأمر به ، ويرفع يديه فيدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه : اللهم اسقنا غيثا مغيثا إلخ " سبق أن ذكرنا في خطبة العيد أن الصواب أن يبدأ خطبة العيد بالحمد لله كسائر الخطب وكما هي العادة في خطب النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحمد الله ويثني عليه.

قوله:"ويكثر فيها الاستغفار، وقراءة الآيات التي فيها الأمر به "يكثر الخطيب في الخطبة الاستغفار فيقول: اللهم اغفر لنا وما أشبه ذلك، والمغفرة هي ستر الذنب والعفو عنه ، ويكثر قراءة الآيات التي فيها الأمر بالاستغفار مثل قوله تعالى:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا "(نوح 10) ، " وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ" (هود 3) وغير ذلك من الآيات التي يستحضرها في تلك الساعة.

قوله:"ويرفع يديه فيدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم،"يرفع الإمام يديه. وينبغي في هذا الرفع أن يبالغ فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبالغ فيه، ففي صحيح البخاري "أنَّهُ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إبْطَيْهِ. "

قوله:" ومنه اللهم اسقنا غيثا مغيثا" والغيث المطر قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ " (لقمان 34) (ومغيثا) أي مزيلاً للشدة؛ وذلك لأن المطر قد ينزل ولا يزيل الشدة؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح: " ليسَتِ السَّنَةُ بأَنْ لا تُمْطَرُوا، ولَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنْبِتُ الأرْضُ شيئًا.. " رواه مسلم عن أبي هريرة

وهذا يقع فأحياناً تحصل أمطار كثيرة ولا تنبت الأرض وأحياناً تأتي أمطار خفيفة ويكون الربيع كثيرا

قوله:"إلخ " أى آخر الدعاء وهو مرويٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن جابر بن عبد الله قال:"أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بواكي فقالَ اللَّهمَّ اسقِنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعًا نافعًا غيرَ ضارٍّ عاجلًا غيرَ آجلٍ قالَ: فأطبقت عليْهمُ السَّماءُ " صحيح أبي داود للألباني.

(مَريئًا)، أي: صالِحًا مثْلَ الطَّعامِ، "مَريعًا"، أي: خِصْبًا، "نافِعًا، غيرَ ضارٍّ"، أي: تُحمَدُ عُقْباهُ، ليس فيه ضرَرٌ؛ مِن غَرقٍ وهَدْمٍ، "عاجِلًا غيرَ آجِلٍ"، فاستَجابَ اللهُ له صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فَقد "أطبَقَتْ عليهِمُ السَّماءُ"، يَعني: أصابَتْهم بالمطَرِ الكَثيرِ، واستَجابَ اللهُ ما دعا بهِ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن نُزولِ الغَيْثِ.

قوله:"وإن سقوا قبل خروجهم شكروا الله وسألوه المزيد من فضله، "وإن سقاهم الله وأنزل المطر قبل أن يخرجوا فلا حاجة للخروج ولو خرجوا في هذا الحال لكانوا مبتدعين، ويكون عليهم وظيفة أخرى وهي وظيفة الشكر، وسألوه المزيد من فضله ، ومن ذلك أن يقولوا: " اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا ." صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

قوله:"وينادى: الصلاة جامعة" الصحيح أنه لا يصح النداء لصلاة الاستسقاء لعدم وروده مع وجود سببه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله:" وليس من شرطها إذن الإمام" أي لا يُشترطُ إذنُ الإمامِ للخروجِ لصَلاةِ الاستسقاءِ.

قول المصنف:"ويسنُّ أن يقفَ في أوّلِ المطرِ، وإخراج رحله وثيابه؛ ليصيبهما المطر" أي أن يقف قائما أول نزول المطر؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى." صحيح مسلم. وعليه فيقوم المسلم ويخرج شيئا من بدنه حتى يصيبه المطر ؛ اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله:"وإخراج رحله وثيابه؛ ليصيبهما المطرُ" لما رُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ السَّماءَ أَمْطَرَتْ فقالَ لغُلامِهِ: "أَخْرِجْ فِراشي ورَحْلِي يُصيبُهُ الْمَطَرُ، فقالَ أبو الجَوْزاءِ لابنِ عبَّاسٍ: لِمَ تَفْعَلُ هذا يَرْحَمُك اللهُ؟ فقالَ: أمَا تقرأُ كتابَ اللهِ: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا(سورة ق: 9) فأُحِبُّ أنْ تُصيبَ الْبَرَكَةُ فراشي ورَحْلي ". أشار إلى ذلك الشافعي في كتابه (الأم) ، وابن قدامه في (المغني).
قوله:" وإذا زادت المياه وخيف منها سن أن يقول: اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية، ومنابت الشجر، رَبَّنَا لَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ الآية ". لما ثبت عن أنس بن مالك رض الله عنه قال: " أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ علَى المِنْبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ قَامَ أعْرَابِيٌّ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَ المَالُ، وجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أنْ يَسْقِيَنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ وما في السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن مِنْبَرِهِ حتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ علَى لِحْيَتِهِ، قالَ: فَمُطِرْنَا يَومَنَا ذلكَ، وفي الغَدِ، ومِنْ بَعْدِ الغَدِ، والذي يَلِيهِ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذلكَ الأعْرَابِيُّ - أوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، وقالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا." رواه البخاري.

قوله :"اللهم" منادى حذفت منه أداة النداء وعوض عنها بالميم، وقوله:"حوالينا" أي حوالي المدينة ، قوله :"ولا علينا "خوفا من تهدم الأبنية ، قوله:" اللهم على الظراب " ، وهي الأماكن المرتفعة من الأرض قليلاً ، قوله:"والآكام" أي الجبال الصغيرة، قوله :"وبطون الأودية" أي الشعاب، قوله،:"ومنابت الشجر" هذا عام يعم كل أرض تكون منبتا للشجر، قوله :" ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به " لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي مأخوذة من قوله تعالى :"رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ" (البقرة 286)

قوله :"الآية" أي إلى آخر الآية

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/5/8 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 1 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر