الدرس103 : باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 13 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1657 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعدُ:

قولُ المصنف :"بابُ ما جاءَ في الاستسقاء بالأنواء" الاستسقاء هو طلب السقيا، قد شرعه الله جل وعلا ليطلب منه ويتضرع إليه ،لإغاثة العباد عند وجود الجدب والقحط، بدلا مما كان عليه أهل الشرك من الاستسقاء بالنجوم، وطلب الغيث منها ، والضراعة إليها، والميل إليها والتعلق بها، فالكفاريستسقون بالأنواء ، وهي النجوم وهي ثمانية وعشرون نَوْءًا، ينزلها القمر والشمس في مدارهما، القمر في الشهر والشمس في السنة، ويقال لها أنواء . والاستسقاء بالأنواء قسمان:

القسم الأول: شرك أكبر، وله صورتان :
الأولى: أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول: يا نوء كذا! اسقنا أو اغثنا، وما أشبه ذلك فهذا شرك أكبر لأنه دعا غير الله، ودعاء غير الله من الشرك الأكبر، قال تعالى:" وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " (المؤمنون 117)، وقال تعالى:" وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً " (الجن 18) ، وقال تعالى:" وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ " (يونس 106)

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على النهي عن دعاء غير الله، وأنه من الشرك الأكبر.

الثانية: أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله ولو لم يدعها فهذا شرك أكبر في الربوبية.
القسم الثاني: شرك أصغر، وهو أن يجعل هذه الأنواءَ سبباً ، مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل ؛ لأن كل مَنْ جعلَ سبباً لم يجعله اللهُ سببا، لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركاً أصغرَ

قول المصنف :" قول الله تعالى:" وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ " (الواقعة 82) ، الرزق : المطر ، ومعنى " تُكَذِّبُونَ " أي تكذبون إنزال الله المطر ، وإغاثته لكم وتسألون النجومَ ، وتستغيثون بها ، فَكَذِبُهُم لذلك ؛ لأن هذه النجوم لا تنفع ولا تضر، بل الله هو الذي ينزّل المطر، وهو المغيث، وبيده التصرف، فوجب على المؤمنين الأخذ بما جاء عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، والعمل به ، والحذر مما عليه أهل الجاهلية .

وبالله التوفيق

وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

1434/4/13 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 2 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 122 ‌‌مكانة المرأة في الإسلام - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 121 الجزء الثالث عوامل النصر  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 120 الجزء الثالث ‌‌حكم الإسلام في إحياء الآثار - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي