الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
لا يشك مسلمٌ أنَّ الاستهزاءَ بالرسول صلى الله عليه وسلم أو سبَّه أو استحلالَ شيء مما حرَّمه ، كفرٌ بَواحٌ ، وإلحادٌ سافرٌ ، وهي جرأة تحزن كلَّ مسلم ، وتدمي قلب كل مؤمن ، وتوجب اللعنة والعار والخلود في النار ، وغضب العزيز الجبار ، والخروج من دائرة الإسلام والإيمان إلى حيز الشرك والنفاق والكفران لمن قالها أو رضي بها ، ولقد نطق كتاب الله الكريم بكفر من استهزأ بالرسول العظيم ، أو بشيء من كتاب الله المبين ، وشرعه الحكيم ، قال الله عز وجل " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " التوبة 65 ، 66 ، فهذه الآية الكريمة نص ظاهر وبرهان قاطع على كفر من استهزأ بالله العظيم أو رسوله الكريم أو كتابه المبين
وقد أجمع علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من الدين ، وأجمعوا على أن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم أنه يكون بذلك كافراً مرتداً عن الإسلام يجب قتله ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من بدَّل دينه فاقتلوه "(.قلت: الحديث أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما).
وقد نقل غير واحد من أهل العلم إجماع العلماء على كفر من سب الرسول الكريم أو تنقصه ، وعلى وجوب قتله .
قال الإمام أبو بكر ابن المنذر رحمه الله : أجمع عوام أهل العلم على أن حدَّ من سب النبي القتل ، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق ، وهو مذهب الشافعي ، انتهى .
وقوله (عوام) جمع عامة ، والعامة هنا بمعنى الجماعة ، فمراده رحمه الله أن جماعات العلماء أجمعوا على وجوب قتل من سب النبي .
ولاشك أن السب يتنوع أنواعاً كثيرة ، ولا ريب أن الاستهزاء به عليه الصلاة والسلام وتنقصه وتمثيله بحيوان حقير من أقبح السب وأعظم التنقص ، فيكون فاعل ذلك كافراً حلال الدم والمال .
وقال محمد بن سحنون من أئمة المالكية : أجمع العلماء على أن شاتم النبي والمتنقص له كافر ، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له ، وحكمه عند الأئمة القتل ، ومن شك في كفره وعذابه كفر . انتهى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعدما نقل أقوال العلماء في شاتم الرسول ومتنقصه في كتابه : (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ما نصه : وتحرير القول فيه أن الساب إن كان مسلماً أنه يكفر ويقتل بغير خلاف ، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.
ولقد أخبر الله سبحانه في كتابه المجيد عن أعدائه من الكفار والمنافقين أنهم يسخرون بالمرسلين والمؤمنين ، ويضحكون منهم ، فلا غرابة أن سلك القائمون على صحيفة المساء مسلك أئمتهم من المشركين والمنافقين وساروا على منهاجهم الوخيم وطريقهم الذميم ، " أتواصوا به بل هم قوم طاغون " الذاريات 53 ، قال الله عز وجل " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون " المطففين 29 ، 30 ، وقال سبحانه وتعالى " إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سِخْرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون * إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون " المؤمنون 109 - 111 ، وقال جل وعلا عن نوح وقومه "ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم " هود 38 ، 39 .
ففي هذه الآيات المحكمات والبراهين البينات دلالة ظاهرة وحجج قاهرة على أن الاستهزاء بالمرسلين والمؤمنين من صفات الكفار والمنافقين والمشركين ، ومن عدائهم السافر وكفرهم الظاهر ، وقد ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال "مَنْ تَشَبَّهَ بِقومٍ فهوَ مِنْهُمْ " .(قلتُ: الحديث رواه عبد الله بن عمر ، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب) .
وهنا أمر عظيم ينبغي التنبيه له ، وهو أن يقال : ما السر في تشبيه صحيفة المساء القاهرية للرسول بالديك دون بقية الحيوانات ، إنه ظاهر لمن تأمله ، إلا أنه الجحود لنبوته والإنكار لرسالته ورميه بأنه ثائر شهواني ليس له هم إلا إشباع نهمته من النساء ، وهذا إمعان في الكفر ، وإيغال في الاستهزاء والاحتقار للجناب العظيم والمقام الرفيع ، لعن الله من تنقصه أو رماه بما هو براء منه ، فما أعظم ما اجترؤوا عليه من الباطل ، وما أقبح ما وقعوا فيه من الإسفاف والاستهزاء ، ولقد صان الله رسوله وحماه مما قاله المبطلون ورماه به المفترون ، فقد كان أعف الناس وأنصحهم لله ولعباده وأرفعهم قدراً وأشرفهم نفساً وأشدهم صبراً وأقومهم بحق الله وتبليغ رسالته ، وأخشاهم لله وأتقاهم له ، وأزهدهم في كل ما يلوث مقامه العظيم أو يعوقه عن مهمته في الجهاد والنصح والتبليغ ، وإنما تزوج النساء كسنة مَنْ قبله من المرسلين ، كما قال سبحانه "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية "الرعد 38.
وفي تزوجه بتسع من النساء حِكَمٌ كثيرة وأسرار بديعة ومصالح عظيمة ، منها : إعفافهن والإحسان إليهن ، ومنها : أن يتعلمن منه أصول الشريعة وأحكامها ويعلمنها الناس بعده كما قد وقع ، فقد كان بيت كل واحدة منهن مدرسة للمسلمين والمسلمات ، يَرِدونها للتعلم ويشربون من معينها الصافي ، ويسألون أمهات المؤمنين عن حياته وشمائله وأخلاقه وأعماله داخل بيوته وخارجها ، ومن ذلك ما في تعددهن من مصلحة التأليف والتعاون على البر والتقوى ، وتبليغ القرآن والسنة بواسطة أصهاره ومن يتصل بهم لأن أزواجه كن من قبائل شتى وذلك أبلغ في مقام الدعوة والتأليف وأنفع للأمة وأكمل من جهة التبليغ والتعليم ، ومن ذلك ما في تعددهن من راحته وأنسه ، فإن الله سبحانه قد حبَّب إليه النساء والطيب ، وجعل قرة عينه في الصلاة ، وقد صحَّ عنه أنه قال "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ." (قلت: أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو) ، وقد جبل الله الرجال على حب النساء والميل إليهن ، وجعلهن سكناً للرجال ، كما قال عز وجل " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الروم 21 ، وأعطى نبيه في ذلك من كمال الرجولة والقوة على القيام بأمر الزوجات وحقوقهن ما لم يعطه الكثير ممن قبله ، وليس هذا بمستنكر في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنهم أكمل الرجال رجولة وأعفهم فرجاً وأقومهم بحق الله وحق عباده.
وقد كان لنبي الله داود زوجات كثيرة ، ولابنه نبي الله سليمان بن داود كذلك ، وقد قواهما الله على الطواف عليهنَّ والقيام بحقهن ، فكيف يُستغرب على من هو أفضل منهما وأرفع عند الله منزلة ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يبيح الله له تسعاً من النساء مع ما في ذلك من المصالح الكثيرة التي تقدم بعضها ، وكلها تعود على الأمة بالخير والإحسان والنفع العام ، وقد خص الله نبيه بخصائص عظيمة وحباه بصفات كريمة ، فبعثه إلى الناس عامة ، وجعله رحمة للعالمين ، واتخذه خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، ورفع منزلته في أعلى الجنة وهي الوسيلة ، وجعله سيد أولاد آدم كلهم ، وأعطاه المقام المحمود والشفاعة العظمى يوم القيامة ، ونصره بالرعب مسيرة شهر ، وشرح له صدره وغفر له ذنبه ووضع عنه وزره ورفع له ذكره ، فلا يُذكر سبحانه إلا ذُكر معه ، كما في الخطب والتشهد والإقامة والأذان ، وخصائصه وشمائله كثيرة جداً .
والإسلام حرَّم على الناس دماءهم وأموالهم وأعراضهم ، الإسلام يحرم مال الفرد والجماعة ويحرسه ويحميه بقطع يد السارق ، وقتلِ المحاربِ إذا قتل، وقطع يده ورجله من خلاف إذا أخذ المال فقط ، ويقول الرسول العظيم في حجة الوداع يوم النحر " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " متفق على صحته ، ويقول " من ظلم شبراً من الأرض طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين " متفق على صحته (قلت: ورد الحديث في صحيح البخاري بها اللفظ " مَن ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِن سَبْعِ أرَضِينَ."وفي مسلم " مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَبْعِ أَرَضِينَ. ")، ويقول عليه الصلاة والسلام " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ، قالوا : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ؟ قال : وإن كان قضيباً من أراك " خرجه الإمام مسلم في صحيحه ،(قلت: رواه مسلم بهذا اللفظ " مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ، فقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ له النَّارَ، وَحَرَّمَ عليه الجَنَّةَ فَقالَ له رَجُلٌ: وإنْ كانَ شيئًا يَسِيرًا يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: وإنْ قَضِيبًا مِن أَرَاكٍ. ") ويقول الله في كتابه الكريم " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم " النساء 29 ، وقال سيد الخلق فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " ، وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً " لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيبة من نفسه " (.قلت: صححه الألباني في صحيح الجامع بهذا اللفظ " لا يَحِلُّ مالُ امرِيءٍ مُسلمٍ إلَّا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ")
وقد أجمعت الرسل عليهم الصلاة والسلام في شرائعهم المتنوعة على عصمة مال المسلم وتحريم دمه وماله وعرضه إلا بحق ، وأجمع علماء المسلمين على ذلك ، ومع هذا كله فدعاة الاشتراكية والشيوعية وأعوانهم على الظلم والعدوان استباحوا أموال الناس ودماءهم بغير حق ونبذوا كتاب الله وسنة رسوله وراءهم ظهرياً ، ولو أنهم قالوا : قد عرفنا أنه ظلم وعدوان وأقدمنا عليه ، لكان أسهل عند الله وعند المؤمنين ، ولكن بعضهم مع الظلم السافر والكفر الظاهر يزعمون أن أعمالهم الماركسية وتصرفاتهم الشيوعية وسيرتهم الكفرية والإلحادية من الإسلام ويزعم لهم أذنابهم وعبيدهم تلبيساً وتضليلاً أن الإسلام جاء بذلك ، والله سبحانه ورسوله ودينه براء من ذلك كله " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً " الكهف 5 ، " صم بكم عمي فهم لا يعقلون " البقرة 171 ، ولقد صدق الله سبحانه حيث يقول وهو أصدق القائلين " أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً " الفرقان 43 ، 44 . ومن زعم أن ما يفعله دعاة الاشتراكية والشيوعية من الظلم والاستبداد والتعدي على حرمات المسلمين من الإسلام فهو كافر ضال كاذب على الله ورسوله وعلى شرعه ، كما أن من أنكر الحدود كحد السرقة أو غيره وزعم أنها ليست من شرع الله كما ينعق بذلك دعاة الإلحاد من الشيوعيين وغيرهم فهو كافر مكابر مكذب لقول الله سبحانه " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم " المائدة 38 ، ومن زعم أن الاشتراكية الماركسية مباحة وأنها من الإسلام أو أنها خير من الإسلام وأرحم من الإسلام فهو من أكفر عباد الله وأضلهم عن سواء السبيل ، لأنه لا شيء أحسن من الإسلام ولا حكم أعدل من حكمه ، ومن جعل الظلم منه ونسبه إليه فقد تنقصه وكذب عليه ، قال الله عز وجل "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون"النحل 105 ، وقال تعالى " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم " النحل 116 ، 117 ، والله سبحانه قسم بين الناس معيشتهم، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ، لتنتظم أمورهم ويستعين بعضهم ببعض ، فتكمل مصالحهم وتظهر مواهبهم ويتميز غنيهم من فقيرهم وشاكرهم من كافرهم وناصحهم من خائنهم وطيبهم من خبيثهم ، إلى غير ذلك من الحكم والأسرار الكامنة في حكمة التفاوت بينهم في المعيشة والأسباب والأخلاق والعقول ، كما قال تعالى منكراً على المشركين الأولين " أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون " الزخرف 32 ، وقال تعالى " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم " الأنعام 165 ، فلو سوَّى بينهم سبحانه في المعيشة والأخلاق والعقول والأسباب لتعطلت مصالحهم ولم تظهر هذه الحكم والأسرار التي رتب عليها الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ، ولم يعرف العباد معاني أسمائه الحسنى وصفاته العلى ، ولم يخضع أحد لأحد ولم يعرف أحد قدر نعمة الله عليه ، ولم يؤد ما يجب عليه من الشكر إلى غير ذلك من الأسرار والمعاني الشريفة والحكم الرفيعة التي لا يدركها ولا يوفق لها إلا أهل الإيمان بالله واليوم الآخر وأرباب العلم النافع والبصائر ، والاشتراكية استوردها أربابها ليغنوا بها الفقراء بزعمهم ، وإنما جلبوها في الحقيقة ليفقروا بها الأغنياء ويسلبوا بها أموال الناس بالباطل باسم رحمة الفقراء ويصرفوها في مطامعهم الأشعبية وأغراضهم الدنيئة وشهواتهم البهيمية ، ويخمدوا بها جذوة الحركة والعمل ، ويصدوا بها الناس عن التفكير في حق رب العالمين والتنافس في مصالح الحياة والثورة على الكفرة والطغاة الملحدين ، هذه حال الاشتراكية وأهلها ، حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وتجرءوا على شرعه وظلموا العباد واستبدوا بالأموال والعتاد وحاربوا الله في أرضه واستكبروا عن طاعته وحقه ، تباً لهم ما أخسر صفقتهم وأخس مروءتهم وأسوأ عاقبتهم ، فالحذر الحذر أيها المسلمون من أرباب هذه الفتنة العمياء والبدعة النكراء والكفر الصريح والمعاداة لله ولرسوله وشرعه لعلكم تفلحون ، وقد شرع الله في الإسلام ما يغني عن هذا المذهب الهدام ويبطل كيد مخترعيه الكفرة اللئام ، فأوجب سبحانه في أموال الأغنياء من الزكاة وصنوف النفقات ، وشرع لعباده عز وجل من الكفارات والصدقات وسبل الإحسان ما تسد به حاجات الفقراء ويستغنى به عن ظلم العباد والتحايل على سلب أموالهم ، بل جعل سبحانه وتعالى أداء الزكاة أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام وتوعد من بخل بها بأنواع العذاب والآلام ، ووعد من بذلها كما شرع الله بالطهرة والزكاة لهم ولأموالهم ومضاعفة الأجور وعظيم الخلف ، كما قال عز وجل " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون " النور 56 ، وقال تعالى " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " التوبة 60 ، وقال عز وجل " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " التوبة 103 ، وقال وهو أصدق القائلين " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " سبأ 39 . فاتقوا الله أيها المسلمون ومثلوا الإسلام في أعمالكم وأقوالكم وارحموا فقراءكم وأدوا ما أوجب الله عليكم من الزكاة وغيرها لتفوزوا بالسعادة والنجاة وتسلموا من غضب الله وأليم عقابه في الدنيا والآخرة .
والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً وأن يمنحهم الفقه في دينه ، وأن يهدي زعماءهم وقادتهم لصراطه المستقيم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.