ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس العشرون مايقال في السجود

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 29 ربيع الأول 1434هـ | عدد الزيارات: 2761 القسم: شرح زاد المستقنع -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قوله "ويجافي عضديه عن جنبيه" أي يبعدهما حتى أنه ليرى بياض إبطه من شدة مجافاته رواه البخاري ومسلم وحتى أنه لو شاءت أن تمر البهيمة وهي صغار الغنم من تحته لمرت من شدة مجافاته أخرجه مسلم عن ميمونة رضي الله عنها ويستثنى من ذلك ما إذا كان في الجماعة وخشي أن يؤذي جاره فإنه لا يستحب له لأذية جاره

قوله "وبطنه عن فخذيه" أي يرفعه عن فخذيه وكذلك أيضا يرفع الفخذين عن الساقين

قوله "ويفرق ركبتيه" أي لا يضم ركبتيه بعضهما إلى بعض ومن السنة أن القدمين تكونان مرصوصتين كما في صحيح مسلم من حديث عائشة "حين فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت يدها على قدميه وهو ساجد" واليد الواحدة لا تقع على القدمين إلا في حال التراص ووضع اليدين في حال السجود على حذاء المنكبين أو الجبهة أو فروع الأذنين وكل هذا مما جاءت به السنة

قوله و يقول "سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعَلى" أي حال السجود و المراد بالعلو في قوله "سبحان ربي الأعلى" علو المكان وعلو الصفة والله سبحانه علي في ذاته وعلي في صفاته بل هو أعلى من كل شيء و أن يزيد معها ما جاءت به السنة أيضاً أنَّ رَسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ "في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ" أخرجه مسلم وأيضا كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ" متفق عليه

قوله"ثم يرفع رأسه مكبراً" أي يرفع رأسه وما يتبعه من اليدين مكبرا فيكون التكبير في حال الانتقال

قوله "ويجلس مفترشاً يسراه ناصبا يمناه ويقول"رب اغفر لي" وذلك بعد السجدة الأولى أي يضعها تحته مفترشاً لها لا جالساً على عقبيه ليكون ظهرها إلى الأرض وبطنها إلى أعلى ناصباً يمناه مخرجة من اليمين ويقول "رب اغفر لي" يقول في الجلسة بين السجدتين "رب اغفر لي" هذا هو الواجب لما رواه حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "بين السجدتين رب اغفر لي" أخرجه أحمد وحسنه الألباني وله أن يقول كل ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم "رب اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني" . أخرجه أبو داود

قوله "رب اغفر لي" المغفرة هي ستر الذنب والعفو عنه مأخوذ من المغفر الذي يكون على رأس الإنسان عند الحرب يتقي به السهام وأما قوله "ارحمني" فهو طلب رحمة الله وأما قوله "ارزقني" يعني ارزقني ما به قوام البدن من طعام وسكن وما به قوام الدين من علم وإيمان وعمل صلح وقوله "وعافني" أي عافية البدن والقلب ، ولا حرج أن يقول عافني في بدني وقلبي وما أكثر الأمراض القلبية وقوله اجبرني الجبر يكون من النقص وكل إنسان ناقص مفرط مسرف على نفسه يتجاوز الحد أو القصور عنه ويحتاج إلى جبر حتى يعود سليماُ بعد كسره من كسر العظام البدنية ومن كسر العظام المعنوية

قوله "يسجد الثانية كالأولى" أي في القول والفعل

وسبق لنا أن أقوال السجود أن يقول سبحان ربي الأعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي سبوح قدوس رب الملائكة الروح ويدعو وكلما أكثر من الدعاء في السجود كان أولى لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ" رواه مسلم ولا يقرأ القرآن وهو ساجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرأ القرآن وهو راكع أو ساجد اللهم إلا إذا دعا بجملة من القرآن مثل "رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" ال عمران(8) فهذا لا يضر لأن المقصود به الدعاء إذا في السجود يجمع بين الدعاء والتعظيم أما الركوع فيعظم الله بدون دعاء

قوله "ثم يرفع مكبراً ناهضاً على صدور قدميه معتمداً على ركبتيه إن سهل" وإن لم يسهل عليه فإنه يعتمد على الأرض ويبدأ بالنهوض من السجود بالجبهة والأنف ثم باليدين فيضعهما على الركبتين ثم ينهض على صدور القدمين هذا هو السنة

قوله "ويصلي الركعة الثانية كذلك" أي يصليها كالأولى في القيام والركوع والسجود والجلوس وما يقال فيها

قوله "ما عدا التحريم" أي تكبيرة الإحرام لأنه لو كبر ناوياً تكبيرة الإحرام في الثانية بطلت صلاته

قوله "والاستفتاح" وأيضاً لا يسن في الركعة الثانية دعاء الاستفتاح لأن الاستفتاح تفتتح به الصلاة

قوله "والتعوذ" وإن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم في الركعة الثانية فحسن وإن لم يستعذ اكتفاء بالأولى أجزأ وأما إذا لم يتعوذ في الأولى فيتعوذ في الثانية

قوله "وتجديد النية" ولا يأتي بنية جديدة في الركعة الثانية فلو نوى الدخول بنية جديدة في الركعة الثانية بطلت الأولى لأن لازم تجديد النية في الركعة الثانية قطع النية في الركعة الأولى

قوله "ثم يجلس مفترشاً" وبعد أن يصلي الثانية بركوعها وسجودها وقيامها وقعودها يجلس للتشهد الأول مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى

قوله "ويداه على فخذيه" أي أن تلقم اليسرى وتجعل اليمنى على حرف الفخذ أي على طرفه

قوله "يقبض خنصر يده اليمنى وبنصرها ويحلق إبهامها مع الوسطى ويشير بسبابتها في تشهده ويبسط اليسرى" عند الدعاء وتبقى السبابة مفتوحة لا يضمها و الخنصر الإصبع الأصغر والبنصر الذي يليه والوسطى هي التي تلي البنصر وهناك صفة أخرى بأن يضم الخنصر والبنصر والوسطى ويضم إليها الإبهام وتبقى السبابة مفتوحة ، السبابة بين الإبهام والوسطى وسميت سبابة لأن الإنسان يشير بها عند السب وتسمى أيضاً سباحة لأنه يشير بها عند تسبيح الله و عند ذكر الله إذا قال السلام عليك أيها النبي فيه إشارة لأن السلام خبر بمعنى الدعاء

السلام علينا فيه إشارة

اللهم صلِ على محمد فيه إشارة

اللهم بارك على محمد فيه إشارة

أعوذ بالله من عذاب جهنم فيه إشارة

ومن عذاب القبر فيه إشارة

ومن فتنة المحيا والممات فيه إشارة

ومن فتنة المسيح الدجال فيه إشارة

فكلما دعوت تشير إشارة إلى علو من تدعوه سبحانه وتعالى وقد دل لهذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها"

قوله "ويبسط اليسرى" أي أصابعها على الفخذ الأيسر

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/3/25 هــ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 1 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر