الدرس 230

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "من اتقى الله كَلَّ لسانُه، ولم يُشْفَ غيظُه".
منكر
رواه ابن أبي الدنيا في "الورع": حدثنا محمد بن بشير: حدثنا عبد الرحمن بن حريز: حدثنا أبو حازم عن سهل ابن سعد مرفوعا.
رواه العقيلي في "الضعفاء" ، وقال: " ابن حريز هذا مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه.."

2-"ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام، لا يجد ريحها مختال، ولا منان بعمله، ولا مدمن خمر ".
ضعيف جدا
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " والسياق له، والشجري في " الأمالي "، وابن الجوزي في " جامع المسانيد " عن الربيع بن بدر عن هارون بن رئاب عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، الربيع بن بدر متروك.

3-" تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين، فأما إبل الشياطين، فقد رأيتها، يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها، فلا يعلو بعيرا منها، ويمر بأخيه قد انقطع به، فلا يحمله. وأما بيوت الشياطين؛ فلم أرها".
ضعيف
رواه أبو داود في "الجهاد" من طريق ابن أبي فديك: حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال: قال أبو هريرة: … فذكره مرفوعا.

فيه انقطاع بين سعيد وأبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في " المراسيل "عن أبيه: " سعيد لم يلق أبا هريرة "، ونقله عنه العلائي، وأقره. وقد كنت أوردت الحديث في " الصحيحة " برقم (93) قبل أن يتبين لي الانقطاع المذكور، فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
‌‌4 - " إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة ".
ضعيف
رواه ابن حبان في " صحيحه " : أخبرنا أحمد بن محمد ابن الحسن: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي: أنبأنا عبد الرزاق: أنبأنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فذكره.
تبين أنه منقطع بين سعيد وأبي هريرة كما تقدم في الحديث الذي قبله

5- " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت غلام الغيوب. اللهم إن كان كذا وكذا - من المرْء الذي يريد - لي خيرا في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، وأعني عليه ، وإلا فاصرفه عني، واصرفني عنه، ثم قدر لي الخير أينما كان، لا حول ولا قوة إلا بالله ".
ضعيف
أخرجه أبو يعلى في مسنده ، وابن حبان ، والبيهقي في " الشعب " من طريق ابن إسحاق: حدثني عيسى ابن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمروبن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

إسناده حسن؛ لولا أن عيسى هذا قال ابن المديني: " مجهول، لم يروعنه غير محمد بن إسحاق ".

6- " إذا أراد الله بقوم نماء أوبقاء رزقهم العفاف والقصد، وإذا أراد الله بقوم اقتطاعا فتح عليهم، حتى إذا فرحوا بما أوتوا … الحديث ".
ضعيف جدا
رواه الديلمي من طريق أبي الشيخ عن عراك بن خالد: حدثنا أبي: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عباد مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، عراك هو ابن خالد بن يزيد ابن عبد الرحمن بن أبي مالك الشامي. قال الذهبي في "الضعفاء": " قال أبو حاتم: ليس بالقوي". وقال الحافظ: "لين". وأبوه شر منه؛ قال الذهبي: " قال النسائي: ليس بثقة ".

7- "إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج، أوحتى يجعل الله لك مخرجا ". ضعيف
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " من طريق الطيالسي - والبيهقي في "الشُعَب" ؛ كلاهما من طريق ابن المبارك عن سعد بن سعيد الأنصاري عن الزهري عن رجل من بلي قال:" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، فناجى أبي دوني، قال:..." فذكره.
وهذا إسناد ضعيف من أجل سعد بن سعيد؛ وهو ابن قيس بن عمرو الأنصاري، قال الحافظ: " صدوق سيىء الحفظ ".

8- " إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته، فإن كان خيرا فأمضه، وإن كان شرا فانته ".

موضوع
رواه ابن المبارك في "الزهد" وهناد، ووكيع، وابن المبارك؛ كلهم في الزهد، والمروزي في "زياداته " : حدثنا سفيان عن خالد بن أبي كريمة قال: سمعت أبا جعفر - قال ابن صاعد: أبو جعفر هذا يقال له: عبد الله بن مسور الهاشمي، وليس بمحمد بن علي - يقول: ... الحديث.
وهذا موضوع، آفته عبد الله بن مسور الهاشمي؛ قال الذهبي: " ليس بثقة، قال أحمد وغيره: أحاديثه موضوعة ". وقال العراقي في " تخريج الإحياء " : "ضعيف جدا ".

9- ‌‌"أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من الرضا بقضائي، ولم تعمل عملا أحبط لحسناتك من الكبرياء، يا موسى! لا تضرع إلى أهل الدنيا فأسخط عليك، ولا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبو اب رحمتي، يا موسى! قل للمذنبين النادمين: أبشروا، وقل للعاملين المعجبين: اخسروا ".
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " قال: حدثنا سليمان بن أحمد: حدثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الإسكندراني عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال: " غريب من حديث الثوري عن منصور عن مجاهد، لم نكتبه إلا من حديث أبي الربيع " وهو ثقة اتفاقا، وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير شيخ سليمان بن أحمد - وهو الطبراني - علي بن سعيد الرازي، فإنه مع حفظه متكلم فيه..."

10- " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني سبه الله ".
منكر
رواه ابن عساكر عن إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن أبي إسحاق السبيعي قال:... سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

رواه الحاكم وقال: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وفيه نظر ؛ لأن أبا إسحاق السبيعي كان قد اختلط، لا يدري أحدث به قبل الاختلاط أم بعده.

والله المستعان