الدرس 215

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة، ينظرون إلى منازلهم في الجنة ".
موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " تعليقا، والديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي مقاتل السمرقندي: حدثنا أبو سهل عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا موضوع. آفته أبو مقاتل السمرقندي؛ قال الذهبي:" أحد التلفى، اسمه حفص بن سلمة ".

2- " إن أرحم ما يكون العبد إذا وضع في حفرته ".
موضوع.
رواه الديلمي عن محمد بن يونس: حدثنا أحمد بن مخلد الأهوازي: حدثنا نوح بن خالد عن يغنم بن سالم عن أنس مرفوعا. قال الحافظ في " مختصره ": " قلت: يغنم بن سالم كذبوه ".
قلت: ونوح بن خالد لم أعرفه. ولعله وقع فيه تحريف، فقد أعله المناوي بأن فيه نوح بن سالم، قال الذهبي: قال ابن معين: ليس بشيء.
وهو مترجم في " الجرح والتعديل "، لكن بيض فيه لشيوخه ولمن روى عنه. ومحمد بن يونس، وهو الكديمي؛ وضاع.
‌‌3 - " ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي، ألا وعمالها في النار؛ إلا من اتقى الله، وأدى الأمانة ".
ضعيف
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " عن سيار: حدثنا جعفر: حدثنا حوشب عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مرسل، والحسن هو البصري، وسيار هو ابن حاتم العنزي . قال الحافظ: " صدوق له أوهام ".

4- " جزاء الغني من الفقير النصيحة والدعاء ".
ضعيف
أخرجه ابن سعد ، والطبراني عن حبابة بنت عجلان الخزاعية عن أمها عن أم حفص بنت جرير عن أم حكيم بنت وادع قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما جزاء الغني من الفقير؟ قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالمجاهيل: حبابة بنت عجلان لا تعرف هي ولا أمها، ولا أم حفص؛ واسمها صفية؛ كما في " الميزان ".

5-" إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية، فإذا قتلت النفس الزكية، غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض، فأتى الناس المهدي، فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها، وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط".
منكر
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " : عبد الله بن نمير قال: حدثنا موسى الجهني قال: حدثني عمر بن قيس الماصر قال: حدثني مجاهد قال: حدثني فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن المهدي.... إلخ.
قلت: وهذا متن منكر، مع كونه موقوفا، وإسناده نظيف، لا يبدو لي فيه علة سوى الوقف.

6- " لا تفعلي يا قيلة! إذا أردت أن تبتاعي شيئا، فاستامي به الذي تريدين، أعطيت أومنعت، وإذا أردت أن تبيعي شيئا، فاستامي الذي تريدين، أعطيت أو منعت ".
ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " تعليقا، وابن ماجه ، وابن سعد من طريق يعلى بن شبيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن قيلة أم بني نمار قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره عند المروة، فقلت: يا رسول الله، إني امرأة أبيع وأشتري، فإذا أردت أن أبتاع الشيء، سمت به أقل مما أريد، ثم زدت، ثم زدت حتى أبلغ الذي أريد، وإذا أردت أن أبيع الشيء ، سمت به أكثر من الذي أريد، ثم وضعت حتى أبلغ الذي أريد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، ومنقطع؛ قال البوصيري في " الزوائد " : " قال المزي في " الأطراف ": ابن خثيم عن قيلة فيه نظر. وقال الذهبي في " الكاشف ": قيلة أم رومان، روى عنه ابن خثيم مرسلا ".
قلت: ويعلى بن شبيب لين الحديث؛ كما في " التقريب ".
7 - " اتقوا الله، وصلوا الأرحام، فإنه أبقى لكم في الدنيا، وخير لكم في الآخرة ".
ضعيف
أخرجه ابن جرير في تفسيره: حدثنا بشر بن معاذ: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء 1]: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف لإرساله.

8- " أخشى ما أخشى على أمتي كبر البطن، ومداومة النوم، والكسل، وضعف اليقين ".
موضوع
رواه الديلمي من طريق الدارقطني عن محمد بن القاسم الأزدي عن الحسن بن علي بن محمد بن المغيرة عن محمد بن ثابت عن النعمان بن زائدة والنعمان بن سالم عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، آفته محمد بن القاسم هذا؛ قال الذهبي في " الضعفاء ": " قال أحمد والدارقطني: كذاب ". وقال الحافظ: " كذبوه " ومحمد بن ثابت؛ الظاهر أنه ابن أسلم البناني؛ ضعيف. والنعمان بن زائدة؛ لم أعرفه

9-" اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها سنة جميلة ".
موضوع
أخرجه الحاكم عن يحيى بن العلاء: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن أنس مرفوعا.
سكت عليه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: يحيى وشيخه متروكان ".

10- ‌" أخلص دينك، بكفك القليل من العمل ".
ضعيف
أخرجه الحاكم ، وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " ، وأبو نعيم في " الحلية " ، والأصبهاني في " الترغيب " من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران عن عمرو بن مرة عن معاذ بن جبل.
وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ عمروبن مرة لم يدرك معاذا، بين وفاتيهما مئة سنة، وبذلك أعله البيهقي. وعبيد الله بن زحر؛ ضعيف.

والله المستعان