الدرس95 باب ما جاء في الكهان ونحوهم

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 17 ربيع الأول 1434هـ | عدد الزيارات: 1515 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعدُ

قوله :"باب ما جاء في الكهان ونحوهم".

مناسبة هذا الباب لما قبله أن ما قبله في بيان السحر وحكم الساحر ، وبيان بعض أنواع السحر ، وهذا في حكم الكهان وذلك للتشابه بين الكهان والسحرة ؛ لأن كل من السحر والكهانة عمل شيطاني ، فقوله :"باب ما جاء في الكهان ونحوهم ")، (ونحوهم)يعني العرافين والرمالين والسحرة وغيرهم ممن شابههم في دعوى علم الغيب.

والكهان جمع كاهن، والكاهن هو الذي له صاحب من الجن يخبره عن بعض المغيبات، لكنهم لا يُصَدَّقون ولا يُسْألون؛ لأنهم يدعون علم الغيب، فيدعون أشياء لا صحة لها. وليس من الكهانة في شيء من يخبر عن أمور تدرك بالحساب فإن الأمور التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء، كما لو أخبر عن كسوف الشمس أو خسوف القمر فهذا ليس من الكهانة لأنه يدرك بالحساب، وقال الخطابي:"الكهان: قوم لهم آذان حادة ونفوس شريرة، وطبائع نارية، فهم يفزعون إلى الجن في أمورهم، ويستفتونهم في الحوادث فيلقون إليهم الكلمات"

قوله :" روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من أتى عرافا، فسأله عن شيء ، (فَصَدَّقَهُ) لم تقبل له صلاة أربعين يوما "

الحديث رواه مسلم دون لفظة (فصدقه) ؛ وهذا متن الحديث "مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً".

قوله :" عن بعض أزواج النبي صلى" هي حفصة على ما ذكره أبو مسعود الدمشقي المتوفى سنة 401 هـ ، وهو من علماء الحديث.

قوله صلى الله عليه وسلم "من أتى عرافاً " ، (مَنْ) شرطية فهي للعموم ، و(عرافا) ،قال شيخ الاسلام ابن تيمية : " العرَّاف اسم عام يدخل فيه كل من أخبر عن المغيبات ، سواء عن طريق الشياطين ، أو عن طريق الحدس والتخمين ، أو عن طريق الخط في الرمل ، أو قراءة الكف والفنجان أو غير ذلك ".

قوله:"فسأله عن شيء لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوما" فهذا يدل على أن مجرد السؤال نفسه لا يجوز؛ ولأن في سؤالهم إظهارا لشأنهم وأمرهم بين الناس، وتعظيما لقدرهم، وتقريرا لما يقومون به فيسألهم الناس، وفي هجرهم وترك سؤالهم تناسٍ لهم.

وقوله " لم تقبل له صلاةٌ "

دلَّ هذا على شدة عقوبة من يأتي العراف، ذكر النووي رحمه الله وغيره اتفاق العلماء على أنه لا يقضي وأن صلاته صحيحة، لكنه لا يحصل له فضلها.

وقوله "أربعين يوما" تخصيص هذا العدد لا يمكننا أن نعلله لأن الشيء المقدر بعدد لا يستطيع الإنسان غالبا أن يعرف حكمته ، فالتعبد لله بما لا تعرف حكمته أبلغ من التعبد له بما تعرف حكمته لأنه أبلغ في التذلل، فعلينا التسليم والانقياد وتفويض الأمر إلى الله تعالى.

وبالله التوفيق.

1434/3/16 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 8 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 146 الجزء الرابع  الاستسلام لشرع الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 145 الجزء الرابع: وجوب طاعة الله ورسوله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 144  الجزء الرابع الحلف بغير الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 143 الجزء الرابع تأويل الصفات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 142 الجزء الرابع التحدث بالنعم والنهي عن الإسراف - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 141 الجزء الرابع ‌‌أخلاق أهل العلم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي