الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف :" وعن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها، فيدعو، فنهاه، وقال ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي ؛ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم " . رواه في المختارة ".
راوي الحديث هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، يسمى بزين العابدين، من أفضل أهل البيت علما وزهدا وفقها ، والحسين معروف ابن فاطمة رضي الله عنها، وأبوه علي رضي الله عنه.
قوله : رواه في المختارة: " أي الأحاديث المختارة .
والمؤلف هوضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي أحد الأعلام وحفاظ الحديث ، من الحنابلة ، قال الذهبي : أفنى عمرَه في هذا الشأن مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والاتقان ، انتفع الناس بتصانيفه ، والمحدثون بكتبه ، فالله يرحمه " ، ولد سنة 567 هـ ومات سنة 643 هـ .
قال محقق كتاب الأحاديث المختارة الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش جـ 2 ص 49: " وفي إسناده لين"، وحيثُ إن الحديث لم يثبت لدي صحته فقد صرفت النظر عن شرحه.
قوله :"فيه مسائل :
الأولى: تفسير آية براءة "، وسبق شرحها في أول الباب، وهي آية التوبة (128)
الثانية: إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا "صحيح أبي داود للألباني.
الثالثة: ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته ، وهذا مذكور في آية براءة السابقة.
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع أن زيارته من أفضل الأعمال ، تؤخذ من قوله "ولا تجعلوا قبري عيدا" فقوله "عيدا" هذا هو الوجه المخصوص
وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال من جنسها فزيارته فيها سلام عليه، وحقه صلى الله عليه وسلم أعظم من غيره.
الخامسة: نهيه عن الإكثار من الزيارة ، تؤخذ من قوله " لا تجعلوا قبري عيدا ".
السادسة: حثه على النافلة في البيت تؤخذ من قوله "ولا تجعلوا بيوتكم قبورا" أي لا تترك الصلاة فيها.
السابعة: أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة أي أن المقابر لا يصلى فيها.
"الثامنة : تعليليه ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعُدَ، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب،"أي فلا حاجة إلى أن ياتي إلى قبره، ولهذا نسلم ونصلي عليه في أي مكان.
" التاسعة كونه في البرزخ تعرض عليه أعمال أمته بالصلاة والسلام عليه" تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم : " وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ "صحيح أبي داود للألباني
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1434/3/14هـ