الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قول المصنف : " باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد ، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك ".
بيَّن المصنف رحمه الله ما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم من حماية جناب التوحيد من الأقوال والأفعال الشركية، وجناب الشيء و جانبه الجزءُ منه ، وحماية جانب التوحيد من جهة الوسائل الفعلية والقولية، وهو يعني بالنهي عن ذلك النهي عن وسائل الشرك، والتحذير منها، فقد حمى جانبه لمَّا نهى عن وسائل الشرك وحذر منها ، صار بذلك حاميا جنابه من أن يقع أهله في الشرك بأفعالهم أو بأقوالهم، إذا فالرسولُ صلى الله عليه وسلم حمى جانبَ التوحيد حمايةً محكمةً، وسد كل طريق يوصل إلى الشرك.
قول المصنف:"وقول الله تعالى:" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ " (التوبة 128) .
هذا هو وصفه عليه الصلاة والسلام، "لَقَدْ جَاءَكُمْ"، الخطاب للعرب على قول الجمهور، قوله "رَسُولٌ"أي رسول عظيم أرسله الله إليكم "مِّنْ أَنفُسِكُمْ "، يعني تعرفون نسبه وأمانته وصدقه.
قوله:"عَزِيزٌ عَلَيْهِ "، يعني شاق عليه ما يشق عليكم ."مَا عَنِتُّمْ"، (ما) مصدرية، والمعنى شق عليه عنتكم وحرجكم ومضرتكم، فهو يشق عليه الشيء الذي يحرجكم ، ويتعبكم؛ لرحمته بكم وعطفه عليكم.قوله :"حَرِيصٌ عَلَيْكُم"، يحرص على هدايتكم وإنقاذكم من النار، وإيصال الخير إليكم، ودفع الشر عنكم.قوله:"بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ "، هو رءوف بالمؤمنين بليغ الشفقة، رحيم بهم بليغ الرحمة، يحسن إليهم ويعطف عليهم، ويواسيهم، ويذب عنهم.
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/3/10 هـ