الدرس 184 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " إذا أتَى أحدُكُم بابَ حُجرتِهِ فليُسلِّمْ ، فإنَّهُ يرُدُّ قرينَهُ الَّذي معهُ مِن الشَّيطانِ ، فإذا دخلتُم حُجَرَكُم فسلِّموا يخرجُ ساكنُها مِن الشَّيطانِ ، وإذا رحلتُم على أوَّلِ حِلْسٍ تضعونَهُ على دوابِّكُم لا يُشْرِكُكُم في مَركبِها ، فإن لَم تفعَلوا شَرَكَكُم ، وإذا أكلتُم فسمُّوا حتَّى لا يُشْرِكَكُم ، فإن لَم تفعَلوا شَرَكَكُمْ في طعامِكُم ، ولا تُبَيِّتُوا القمامةَ معكُم في حُجَرِكُمْ فإنَّها مَقعدُهُ ، ولا تُبَيِّتُوا المِنديلَ في بيوتِكُم فإنَّهُ مَضجعَهُ ، ولا تفتَرِشوا الولايا الَّتي تلي ظهورَ الدَّوابِّ ، ولا تَسكنوا بيوتًا غيرَ مُغلَقةٍ ، ولا تَبيتُوا على سطوحٍ غيرِ مُحَوَّطَةٍ ، فإذا سمِعتُم نُبَاحَ الكلبِ أو نهيقَ الحِمارِ فاستَعيذوا باللهِ ، فإنَّهُ لا ينهَقُ حِمارٌ ولا ينبحُ كلبٌ حتَّى يراهُ ".

ضعيف جدا.
رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عن أبيهما مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا، حرامٌ هذا، قال الشافعي وابن معين فيه: " الرواية عن حرام حرام ". وقال مالك: " ليس بثقة ".

2 - " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه عز وجل فليقرأ ".
ضعيف جدا.
أخرجه الخطيب في " التاريخ " والديلمي من طريق أبي القاسم جابر بن عبد الله بن المبارك الجلاب الموصلي: حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الملطي: حدثنا الحسن بن زيد - قال جابر : سألت أبا يعلى عنه؟ فقال: كان رجلا حل عندنا على جهة الجهاد، وكتبنا عنه - قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا إسناد واه، أورده الخطيب في ترجمة جابر هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والحسين بن محمد الملطي، لم أجد له ترجمة .

3 - " أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين ".
ضعيف. أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " والترمذي من طريق يوسف بن إبراهيم أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا، وقال: " حديث غريب ". يعني: ضعيف، وعلته يوسف هذا، ضعفوه. وبه أعله.

4 - " أحب أهلي إلي فاطمة ".
ضعيف.
أخرجه الترمذي والحاكم من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: فذكره.

وهذا سند ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعفه شعبة.

5 - " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي، ففعلت، فقال لي جبريل: إن الله قد بنى جنة من لؤلؤ قصب، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشددة بالذهب، وجعل سقوفها من زبرجد أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت ".
موضوع.
رواه العقيلي في " الضعفاء " : حدثنا محمد بن يوسف الضبي قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري قال: حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي قال: حدثنا عبد النور المسمعي عن شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال : حدثني مسروق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

لا أصل له وضعه عبد النور، قال العقيلي: " كان ممن يغلو في الرفض، لا يقيم الحديث، وليس من أهله ".

6 - " الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه ".
ضعيف جدا. رواه السلفي في " الطيوريات " وابن عبد الهادي عن أسباط بن محمد: أخبرنا أبو رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري مرفوعا. ورواه أبو موسى المديني في " اللطائف " عن داود بن المحبر: حدثنا عباد بن كثير.

وهذا سند ضعيف داود متهم بالكذب، فلا عبرة بمخالفته، وأسباط وأبو رجاء ثقتان، وإنما علة الحديث عباد بن كثير وهو الثقفي البصري، قال الحافظ: " متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب ".

7 - " افتتحت القرى بالسيف، وافتتحت المدينة بالقرآن ".
منكر.
رواه العقيلي في " الضعفاء " والقاضي الحسين بن محمد الفلاكي في " فوائده " من طريق محمد بن الحسن المخزومي: حدثني مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.
قال العقيلي: " محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي قال ابن معين: ليس بثقة ، كان يسرق الحديث، وقال في موضع آخر: كان كذابا ولم يكن بشيء ". وقال
البخاري في " الضعفاء الصغير " : " عنده مناكير ".

8 - " لوكان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا ".
ضعيف جدا.
رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " : حدثنا علي بن حرب حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن القاسم عن عائشة رضوان الله عليها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا سند واه جدا، آفته عبد الرحمن أبو محمد هذا، وهو عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني. قال أحمد والبخاري: " منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ".

9 - " لقد أشبع سلمان علما ".
ضعيف.
رواه ابن سعد عن أبي صالح قال: نزل سلمان على أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء إذا أراد أن يصلي منعه سلمان، وإذا أراد أن يصوم منعه، فقال: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي لربي؟! فقال: إن لعينك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فصم وأفطر، وصل ونم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.

وهذا مرسل، وبه أعله الحافظ في " فتح الباري ".

‌‌10 - " أحب العباد إلى الله تعالى الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن شهدوا لم يعرفوا، أولئك هم أئمة الهدى، ومصابيح العلم ".
ضعيف.
أخرجه أبو نعيم من طريق شاذ بن فياض حدثنا أبو قحذم عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف، مسلسل بالعلل:

الأولى: الانقطاع، فإن أبا قلابة - واسمه عبد الله بن زيد الجرمي - لم يسمع من ابن عمر، .

الثانية: ضعف أبي قحذم، واسمه النضر بن معبد. أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ".

الثالثة: شاذ بن فياض، قال الذهبي في " الضعفاء ": " كان البخاري يحط عليه".

والله المستعان