الدرس 138 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "اللهم لا يدركني زمان، ولا تدركوا زمانا، لا يتبع فيه العليم، ولا يستحيى فيه من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب ".
ضعيف
أخرجه أحمد وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " وأبو عمرو الداني في " كتاب السنن الواردة في الفتن " عن ابن لهيعة: حدثنا جميل الأسلمي عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع، فإن جميلا هذا لم يثبت لقاؤه لأحد من الصحابة مع كونه مجهول الحال
الثانية: جهالة حال جميل هذا.

الثالثة: سوء حفظ ابن لهيعة.
‌‌2 - " الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده ".
ضعيف
أخرجه البغوي في "شرح السنة" والخطابي في "غريب الحديث" من طريق قتادة عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه بين قتادة وابن عمرو، فقد قال الحاكم: "لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس". وعن أحمد مثله.

3- "استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع، ومن طمع يهدي إلى غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع ".
ضعيف
أخرجه أحمد وأبو عبيد في "الغريب" وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند" والهيثم بن كليب في "مسنده" والبزار أيضا والطبراني في "المعجم الكبير" والقضاعي في "مسند الشهاب" من طريق عبد الله ابن عامر الأسلمي عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير ابن نفير عن معاذ بن جبل مرفوعا . ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم وقال: " مستقيم الإسناد ". ووافقه الذهبي!
وهذا من عجائبه، فإنه قال في ترجمة الأسلمي هذا من " الميزان ": " ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني، وقال يحيى: " ليس بشيء "

4- "ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش شافع ومشفع، من لم يبلغ اثني عشر سنة ، ومن بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه وله ".
موضوع
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " : حدثنا محمد بن غالب: حدثني عبد الصمد: حدثنا ركن أبو عبد الله عن مكحول عن أبي أمامة رفعه. ومن طريق أبي بكر رواه ابن عساكر في ترجمة ركن هذا، وروى عن أبي أحمد الحاكم أنه قال: "حديثه ليس بالقائم". وعن ابن معين: "ليس بثقة". وعن النسائي: "متروك الحديث". وقال الحاكم: "يروي عن مكحول أحاديث موضوعة"

5- "اذهب فاقلع نخله".
ضعيف
أخرجه أبو داود من طريق أبي جعفر محمد بن علي عن سمرة بن جندب " أنه كانت له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار، قال: ومع الرجل أهله، قال: فكان سمرة يدخل إلى نخله، فيتأذى به، ويشق عليه، فطلب إليه أن يبيعه ، فأبى، فطلب إليه أن يناقله فأبى، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له، فطلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعه، فأبى، فطلب إليه أن يناقله، فأبى، قال: فهبه له ولك كذا وكذا، أمرا رغبه فيه، فأبى، فقال: أنت مضار . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري: ". فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم غير أن أبا جعفر هذا وهو الباقر لم يسمع من سمرة، فقد مات هذا سنة ثمان وخمسين. وولد أبو جعفر سنة ست وخمسين، وقيل: سنة ستين. وكل من القولين وجههما الحافظ في "التهذيب" . وأيهما كان الأرجح فهو لم يسمع من سمرة قطعا، وقد صرح بذلك بعضهم.
6- " صاحب الدين مأسور في قبره يشكوإلى الله الوحدة ".
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" والرافقي في "حديثه" والروياني في "مسنده" ونعيم بن عبد الملك الإستراباذي في "مجلس من الأمالي" والبغوي في "شرح السنة" عن مبارك بن فضالة عن كثير أبي محمد عن البراء مرفوعا. وكذا أخرجه ابن عساكر في " حديث عبد الخلاق الهروي " وقال الطبراني: "لا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به مبارك ". وهو ضعيف لتدليسه، وأشار المنذري إلى إعلاله به في "الترغيب"

7- "صاحب الدين مغلول في قبره حتى يقضى عنه دينه".
ضعيف
رواه ابن عدي والديلمي من طريقين عن أبي سفيان السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، أبو سفيان هذا اسمه طريف بن شهاب الأشل، وفي ترجمته أورده ابن عدي وقال في آخرها: "وقد روى عنه الثقات، وإنما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره ". وقال الحافظ في "التقريب": " ضعيف "

8- " للسائل حق، وإن جاء على فرس ".
ضعيف
روي من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلي ابن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، والهرماس بن زياد، وأبي هريرة.
1 - أما حديث الحسين، فيرويه مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، ومن جوَّده فقد أخطأ، فإن يعلى ابن أبي يحيى مجهول كما قال أبو حاتم وتبعه الحافظ.
2 - حديث علي: يرويه زهير عن شيخ - قال: رأيت سفيان عنده - عن فاطمة بنت حسين عن أبيها عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وهذا إسناد ضعيف أيضا لجهالة هذا .
3 - حديث ابن عباس، يرويه إبراهيم بن عبد السلام المكي: حدثنا إبراهيم بن يزيد عن سليمان عن طاووس عنه يرفعه.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" في ترجمة إبراهيم المكي هذا وقال: "وهذا الحديث إنما يعرف بغير إبراهيم هذا عن إبراهيم بن يزيد، سرقه ممن هو معروف به، وسليمان المذكور في هذا الإسناد هو سليمان بن أبي سليمان الأحول المكي، وإبراهيم هذا هو في جملة الضعفاء ".
4 - حديث أنس، يرويه أبو هدبة عنه مرفوعا بلفظ: "إن أتاك السائل على فرس باسط كفه، فقد وجب الحق ولوبشق تمرة ".
أخرجه أبو جعفر الرزاز في "ستة مجالس من الأمالي " وكذا الديلمي ، ومن طريقه أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" . وذلك لأن أبا هدبة هذا واسمه إبراهيم بن هدبة، قال الذهبي: "حدث ببغداد وغيرها بالأباطيل. قال أبو حاتم وغيره: كذاب".
5 - حديث الهرماس. أورده الهيثمي في " المجمع " بلفظ الترجمة وقال: " رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط " وفيه عثمان بن فائد وهو ضعيف ".
6 - حديث أبي هريرة. قال ابن عدي في "الكامل" : حدثنا علي بن سعيد بن بشير: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي: حدثنا معلى بن منصور: حدثنا عبد الله ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعطوا السائل.. " الحديث. أورده في ترجمة عبد الله هذا وقال: " وهو مع ضعفه يكتب حديثه، على أنه قد وثقه غير واحد ". وفي " التقريب ":" صدوق فيه لين ".

9- "تهادوا الطعام بينكم، فإن ذلك توسعة في أرزاقكم، وعاجل الخلف من جسيم الثواب يوم القيامة ".
موضوع
رواه ابن عدي من طريق هاشم بن محمد أبي الدرداء المؤدب: حدثنا عمرو بن بكر: أخبرنا ميسرة بن عبد ربه عن غالب القطان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا وقال " غالب بن خطاف القطان الضعف على أحاديثه بين ". لكن الحمل في هذا الحديث على الراوي عنه ميسرة بن عبد ربه؛ فإنه وضاع باعترافه

10- " ما أفلح صاحب عيال قط ".
باطل
أخرجه ابن عدي في "الكامل" وعنه السهمي في "تاريخ جرجان" ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات" عن أحمد بن حفص السعدي: حدثني أحمد بن سلمة الكسائي: حدثنا سفيان عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. وقال ابن عدي: "هذا الكلام من قول ابن عيينة، وهذا منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد بن سلمة حدث عن الثقات بالبواطيل، ويسرق الحديث"

والله المستعان.

1443/7/4 هـ