الدرس 128 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " الطهارات أربع: قص الشارب، وحلق العانة، وتقليم الأظفار والسواك ".
ضعيف
رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " والبزار عن معاوية ابن يحيى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، معاوية بن يحيى وهو الصدفي، قال الحافظ:" ضعيف ".

2- " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا كثر الزنا كثر السبا، وإذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا ".
ضعيف جدا
رواه الطبراني في "الكبير" عن نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه، قال: سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن عبد الله مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي: "ليس بثقة".وقال البخاري: "منكر الحديث ".

3- " شمي عوارضها، وانظري إلى عرقوبيها ".
منكر
أخرجه الحاكم وعنه البيهقي من طريق هشام بن علي: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه. " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ... فذكره

رواه أيضا أبو النعمان عن حماد مرسلا. ورواه محمد بن كثير الصنعاني عن حماد موصولا. ورواه عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس موصولا ".
والصواب أنه مرسل؛ يؤيده رواية أبي النعمان عن حماد مرسلا. وأبو النعمان هو محمد بن الفضل عارم السدوسي، وهو ثقة ثبت تغير في آخر عمره واحتج به الشيخان. وأما محمد بن كثير الصنعاني الذي رواه عن حماد موصولا فهو ضعيف، قال الحافظ: " صدوق كثير الغلط ".

4- " من زنى أوشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه ".
ضعيف
أخرجه الحاكم من طريق سعيد بن أبي أيوب: حدثنا عبد الله بن الوليد عن ابن حجيرة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره وقال: " صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الله بن الوليد وهما شاميان ". كذا قال، ووافقه الذهبي. وقد وهما من وجوه:
الأول: أن ابن حجيرة هنا ليس هو عبد الرحمن بل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، فإنه هو الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد. كما جاء في ترجمتيهما. وعلى هذا ففي الإسناد إشكال، ذلك لأن عبد الله هذا ليس له رواية عن أبي هريرة ولا عن غيره من الصحابة، وكل ما قالوه في ترجمته أنه روى عن أبيه لا غير. وعلى هذا فكأنه سقط من الإسناد قوله: " عن أبيه ". والله أعلم.
الثاني: أن عبد الله بن الوليد وابن حجيرة ليسا شاميين، وإنما هما مصريان.
الثالث: أن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أصلا.

5- - " من جرد ظهر أخيه بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان ".
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " : حدثنا إبراهيم: حدثنا محمد بن صدقة الجبلاني : حدثنا اليمان بن عدي عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا وقال: " لم يروه عن محمد بن زياد إلا اليمان ". وهو لين الحديث كما في " التقريب " ضعفه أحمد والدارقطني، وقال أبو أحمد الحاكم: " ليس بالقوي عندهم ". وقال البخاري: " في حديثه نظر ".

6- " من كانت فيه واحدة من ثلاث زوجه الله من الحور العين: من كانت عنده أمانة شهية فأداها من مخافة الله عز وجل، أورجل عفا عن قاتله، أورجل قرأ " قل هو الله أحد " دبر كل صلاة ".
ضعيف
رواه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " : حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم: أنبأنا أبي: أنبأنا رواد بن الجراح: أنبأنا محمد ابن مسلم عن عبد الله بن الحسن عن أم سلمة مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف فيه علل:
الأولى: الانقطاع بين عبد الله بن الحسن وهو أبوهاشم المدني العلوي وأم سلمة.
الثانية: ضعف رواد. قال الحافظ: " صدوق اختلط بآخره فترك ".
الثالثة: محمد بن عبد الرحمن لم أجد له ترجمة، وكذا أبوه

7- " إذا وقف العباد للحساب، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما، فازدحموا على باب الجنة، فقيل: من هؤلاء؟ قال: الشهداء كانوا أحياء مرزوقين ، ثم نادى مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم نادى الثانية: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة. قال: ومن ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس، ثم نادى الثالثة: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة. فقام كذا وكذا ألفا فدخلوها بغير حساب ".
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " وابن أبي عاصم في " الجهاد " والطبراني في " الأوسط " وأبو نعيم في " الحلية " من طريق الفضل بن يسار عن غالب القطان عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال أبو نعيم: " حديث غريب من حديث الحسن تفرد به الفضل بن غالب ".
وفي ترجمة الفضل أورده العقيلي وقال: " ولا يتابع من وجه يثبت ".

8- " ينادي مناد يوم القيامة: لا يقوم اليوم إلا أحد له عند الله يد، فيقول الخلائق: سبحانك لك اليد، فيقول ذلك مرارا، فيقول: بلى من عفا في الدنيا بعد قدرة ".
منكر
رواه ابن عدي في " الكامل " عن عمر بن راشد: حدثنا عبد الرحمن بن عقبة بن سهل عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا وقال: " عمر بن راشد هذا ليس بالمعروف، وأحاديثه كلها مما لا يتابعه الثقات عليها ". وهو عمر بن راشد مولى مروان بن أبان بن عثمان، قال ابن عدي: " شيخ مجهول كان بمصر يحدث عنه مطرف أبو مصعب المدني وأحمد بن عبد المؤمن المصري ويعقوب بن سفيان الفارسي ".

9- " ينادي ملك من بطنان العرش يوم القيامة، يا أمة محمد، الله قد عفا عنكم جميعا المؤمنين والمؤمنات فتواهبوا المظالم، وادخلوا الجنة برحمتي ".
موضوع
رواه البغوي في "شرح السنة" عن الحسين بن داود البلخي: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا حميد عن أنس رفعه. ومن هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" .
وهذا موضوع آفته البلخي هذا، قال الخطيب: " لم يكن بثقة، فإنه روى نسخة عن يزيد عن حميد عن أنس أكثرها موضوع "، وهذا منها.

10-" مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة ".
منكر
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " وابن الأعرابي في " معجمه" وتمام الرازي في " الفوائد " والطبراني في " الأوسط " والسلفي في " الطيوريات " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " والضياء المقدسي في " جزء من حديثه " بخطه كلهم من طريق طلق ابن السمح المصري: حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل قال: " دخلنا على أنس بن مالك نعوده من وجع أصابه، فقال لجاريته: اطلبي لأصحابنا ولوكسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، طلق بن السمح قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " : "سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ مصري ليس بمعروف "

والله المستعان .

1443/5/15هـ