الدرس 99 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 21 ذو القعدة 1442هـ | عدد الزيارات: 493 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "من كانت له حمولة تأو ي إلى شبع (وري) ، فليصم رمضان حيث أدركه ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود وأحمد والعقيلي في " الضعفاء من طرق عن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي: حدثني حبيب بن عبد الله قال: سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي يحدث عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال العقيلي: " لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به ". يعني عبد الصمد هذا، وقد أورده البخاري في " الضعفاء " أيضا وقال: " لين الحديث، ضعفه أحمد".

2- " لا تكون لأحد بعدك مهرا. قاله للذي زوجه المرأة على سورة من القرآن".
منكر.
أخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي النعمان الأزدي قال: "زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة على سورة من القرآن، وقال: فذكره، قال الحافظ في "الفتح " : " وهذا مع إرساله فيه من لا يعرف ".

3- ‌‌" قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها، وإذا رزقك الله عوضتها ".
منكر.
رواه الدارقطني في "سننه" ومن طريقه البيهقي عن عتبة بن السكن: أخبرنا الأوزاعي:... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.... " فذكره.

قال الدارقطني: " تفرد به عن عتبة وهو متروك الحديث ". وقال البيهقي: " عتبة بن السكن منسوب إلى الوضع، وهذا باطل لا أصل له ". ومن أحاديث هذا المتهم:
4 - " كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار حين ترتفع الشمس أربع ركعات، فقالت عائشة: يا رسول الله أراك تستحب الصلاة في هذه الساعة؟ قال: يفتح فيه أبواب السماء، وينظر الله تبارك وتعالى إلى خلقه، وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ".
ضعيف جدا.
رواه الخطيب في "التلخيص" عن عتبة بن السكن الحمصي: حدثنا الأوزاعي: حدثنا صالح بن جبير: حدثني أبو أسماء الرحبي: حدثني ثوبان مرفوعا وقال: "تفرد به عتبة بن السكن عن الأوزاعي ". وقد عرفت من الحديث السابق أن ابن السكن هذا متهم بالوضع.

5- "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له".
منكر.
رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره ": حدثنا محمد بن هارون المخرمي الفلاس: حدثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد: حدثنا عمر بن أبي عثمان: حدثنا الحسن عن عمران بن حصين قال: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ }(العنكبوت 45) ؟ قال: " فذكره. ذكره ابن كثير وابن عروة في " الكواكب الدراري " .

وهذا سند ضعيف، وفيه علتان الأولى: الانقطاع بين الحسن وهو البصري وعمران بن الحصين، فإنهم اختلفوا في سماعه منه فإن ثبت، فعلته عنعنة الحسن فإنه مدلس معروف بذلك. والأخرى جهالة عمر بن أبي عثمان، أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " وقال " سمع طاووسا قوله، روى عنه يحيى بن سعيد ".
‌‌6 - " إذا خلع أحدكم نعليه في الصلاة، فلا يجعلهما بين يديه فيأتم بهما، ولا من خلفه، فيأتم بهما أخوه المسلم ولكن ليجعلهما بين رجليه ".
ضعيف جدا.
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " من طريق أبي سعيد الشقري عن زياد الجصاص عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد ".
وهو ضعيف جدا، فإن زيادا هذا وهو ابن أبي زياد الجصاص قال الذهبي في " الميزان ": " قال ابن معين وابن المديني: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: واه، ... ".

7- " إذا صليت فصل في نعليك، فإن لم تفعل فضعهما تحت قدميك، ولا تضعهما عن يمينك، ولا عن يسارك فتؤذي الملائكة والناس، وإذا وضعتهما بين يديك كأنما بين يديك قبلة ".
منكر.
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" عن أبي خالد إبراهيم ابن سالم حدثنا عبد الله بن عمران البصري عن أبي عمران الجوني عن أبي برزة الأسلمي عن ابن عباس مرفوعا.

وهذا سند ضعيف علته إبراهيم هذا، قال الذهبي في " الميزان ": " قال ابن عدي: له مناكير".

8- " ألزم نعليك قدميك، فإن خلعتهما فاجعلهما بين رجليك، ولا تجعلهما عن يمينك، ولا عن يمين صاحبك، ولا وراءك فتؤذي من خلفك ".
ضعيف جدا.
رواه ابن ماجه عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا، لأن عبد الله هذا متروك كما في " التقريب " لابن حجر.

9- "يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحد يقام في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين يوما".
ضعيف.
رواه سمويه في " الفوائد ": حدثنا أحمد بن يونس: أخبرني سعد أبو غيلان الشيباني قال: سمعت عفان ابن جبير الطائي عن أبي حريز الأزدي أو حريز عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا ورواه الطبراني من طريق أخرى عن أحمد بن يونس به إلا أنه لم يقل في سنده " أو حريز ".

وهذا سند ضعيف مسلسل بجماعة لا يعرفون من سعد إلى أبي حريز.

10 - ‌‌" من لم يذر المخابرة فليؤذن بحرب من الله ورسوله ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود ومن طريقه البيهقي في "سننه" وأبو نعيم في "الحلية" من طريق عبد الله بن رجاء: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

علَّةُ الحديثِ أبو الزبير واسمه محمد بن مسلم بن تدرس، فإنه وإن كان ثقة ومن رجال مسلم، فهو مدلس وقد عنعنه وقد قال الذهبي في ترجمته من " الميزان ": " وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضح فيها ابن الزبير السماع عن جابر ولا من طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء ". فلا يطمئن القلب لصحة هذا الحديث مع هذه العنعنة، لاسيما وهو ليس في "صحيح مسلم ".

والله المستعان

20 - 11 - 1442هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 122 ‌‌مكانة المرأة في الإسلام - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر